قدمت الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال في فلسطين، شكوى ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي بالنيابة عن الطفل فوزي الجنيدي (17 عاما)، الذي تعرض للضرب المبرح خلال اعتقاله في السابع من شهر ديسمبر/كانون الأول الجاري. وقالت محامية الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال فرح بيادسي، التي تتابع حالة الطفل الجنيدي المعتقل في سجن “عوفر”، إن الفحوصات الطبية التي خضع لها الجنيدي بينت وجود كسر في كتفه الأيمن نتيجة الضرب الذي تعرض له على يد جنود الاحتلال خلال اعتقاله. وأوضحت بيادسي، أن محكمة الاحتلال الإسرائيلي كانت قررت الإفراج عن الطفل الجنيدي بكفالة 10 آلاف شيكل، وأمهلت النيابة الإسرائيلية مدة 48 ساعة للاستئناف على القرار تنتهي اليوم الأربعاء، مشيرة إلى أن النيابة سحبت الاستئناف وبذلك سيتم الإفراج عن الجنيدي حال دفع الكفالة. وحول ظروف اعتقاله، قال الطفل الجنيدي، في إفادته لمحامية الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال، إن جنود الاحتلال اعتقلوه من شارع وادي التفاح بمدينة الخليل خلال هروبه من الغاز والمواجهات وهو في طريقه لمنزل عمته. وأضاف “عندما كنت أركض اصطدمت بأحد الجنود الذي بدأ بضربي، وكان هناك جنود يختبئون بين البنايات، وفورا هجموا عليّ وانهالوا عليّ بالضرب وألقوني على الأرض، وضربوني على رأسي وظهري، وركزوا الضرب على كتفي وصدري بواسطة أرجلهم وبنادقهم، واستمروا لعدة دقائق، وبعدها وضعوا لي العصبة على عيوني وكبلوا يديّ بمربط بلاستيكي واحد خلف ظهري، وكانوا يدوسون بأرجلهم على رجليّ وأنا على الأرض”. وتابع “أخذوني سيرا على الأقدام إلى حاجز “الكونتينر”، المقام على مدخل مدينة بيت لحم الشمالي، وكنت خائفا جدا ولا أعرف ما يحصل ولم أفهم ما يحصل، مشيت تقريبا 30 مترا حتى وصلنا الحاجز، وأذكر أن الدم كان يسيل من وجهي خاصة من شفتي نتيجة الضرب، ومن ثم ألقوني على الأرض داخل غرفة وبدأوا بضربي بواسطة أرجلهم على كل أنحاء جسدي، وأنا صرّخت كثيرا لكي يتوقفوا لكنهم استمروا لمدة 5 دقائق تقريبا”. وقال الطفل الجنيدي إن جنود الاحتلال أخرجوه بعد ذلك من الغرفة وألقوه على الأرض وهو مكبل اليدين ومعصوب العينين. وأضاف “عندما كنت جالسا على الأرض في الخارج جاء أحد الجنود وضربني على رجلي اليمين، وعندها وقعت فردة الحذاء التي كنت ألبسها، حيث فقدت الفردة الأولى خلال الاعتقال، وبهذا أصبحت حافي القدمين، وبعد التحقيق تم إعطائي شبشبا بلاستيكيا كي ألبسه، وهو الذي حضرت به إلى المحكمة في 11 الشهر الجاري”. وأشار إلى أن أحد الجنود سكب مياه باردة جدا على قدميه، وأن أكثر من جندي داسوا على قدميه خلال جلوسه على الأرض إضافة لركله، عدا على أن أحد الجنود كان يشتمه باستمرار. ونقل الطفل ومعتقلان آخران إلى شرطة مستوطنة “كريات أربع”، وهناك جرى فك العصبة عن عينيه وتبديل المربط البلاستيكي عن يديه بمربطين وتكبيلهما إلى الأمام، قبل أن يخضع للتحقيق الذي استمر حوالي نصف ساعة، سمح له خلاله باستشارة محام فقط، وفق ما أفاد به.
مشاركة :