بدأ الأربعاء الانفصاليون الموالون لروسيا وسلطات كييف عملية تبادل أسرى يمكن أن تضم 380 شخصا، وهي الأكبر خلال أربع سنوات من النزاع في البلاد. وتأتي هذه العملية بعد مفاوضات طويلة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأوكراني بترو بوروشنكو، وبطريرك الكنيسة الأرثوذكسية كيريل. تبادلت السلطات الأوكرانية والانفصاليون الذين يسيطرون على قسم من شرق البلاد عدة مئات من الأسرى في أكبر عملية من نوعها منذ بدء النزاع قبل نحو أربع سنوات. ويتم تنظيم هذه العملية في إطار اتفاقيات مينسك، وفقا لمبدأ "الجميع مقابل الجميع"، بغض النظر عن عدد المحتجزين لدى طرفي النزاع. هذا التبادل الذي جاء ثمرة مفاوضات مكثفة شارك فيها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وقبيل الاحتفال برأس السنة والميلاد الأرثوذكسي في 7 كانون الثاني/يناير 2018، من المقرر أن يشمل 74 أسيرا لدى المتمردين و306 أسرى لدى سلطات كييف. وهذا يعني أن العملية ستشمل 380 شخصا وهو أمر غير مسبوق منذ بداية النزاع في نيسان/أبريل 2014 وأحد العمليات النادرة من نوعها منذ توقيع اتفاقات مينسك للسلام في شباط/فبراير 2015 والتي كان الإفراج عن الأسرى أحد نقاطها الأساسية. بيد أن العدد النهائي قد يكون أدنى من عملية تبادل سابقة في كانون الأول/ديسمبر 2014 (367 أسيرا) حيث أشارت وسائل إعلام إلى رفض بعض الأسرى في الجانبين المغادرة. وتم أول تبادل للأسرى منذ 15 شهرا عند خط الجبهة قرب مدينة غورليفكا التي تبعد 40 كلم شمال شرق دونيتسك "عاصمة" إحدى الجمهوريتين الانفصاليتين. ووصلت مجموعة أولى من أسرى السلطات في حافلة عشية الأربعاء إلى الأراضي التي تسيطر عليها كييف. وكان هؤلاء محتجزين لدى سلطات جمهورية لوغانسك المعلنة من جانب واحد، بحسب ما أوضحت نائب رئيس البرلمان الأوكراني أرينا غيراشتشينكو التي حضرت إلى المكان. وتلقى متمردو لوغانسك في المقابل 73 أسيرا كانوا لدى سلطات كييف في حين رفض اثنان المشاركة في عملية التبادل، بحسب وكالة دان التابعة للانفصاليين. الحاجة لمرحلة ثانية وتتواجه في النزاع في شرق أوكرانيا الذي خلف أكثر من عشرة آلاف قتيل منذ نيسان/أبريل 2014، قوات حكومة كييف وانفصاليين مؤيدين لروسيا، تقول كييف والغربيون إنهم مدعومون من موسكو الأمر الذي تنفيه روسيا. وأدى النزاع إلى أسوا مرحلة من التوتر بين روسيا والغرب منذ الحرب الباردة. ورحب الرئيس الأوكراني بترو بوروشينكو شخصيا بالهاتف بأول المفرج عنهم حسبما أفاد المحدث باسمه في تغريدة. وفي منتصف تشرين الثاني/نوفمبر 2017 كان السياسي الأوكراني فيكتور مدفيدتشوك الذي يعتبر مقربا من بوتين وأحد ممثلي سلطات كييف في المفاوضات، طلب من الرئيس الروسي التدخل لدى القادة الانفصاليين لدفع عملية تبادل أسرى من الجانبين تحت شعار "الجميع مقابل الجميع". وإثر ذلك اتصل بوتين للمرة الأولى هاتفيا منذ بداية الحرب مع القادة الانفصاليين لبحث الفكرة. وأعلنت الكنيسة الأورثوذكسية الروسية الاثنين اتفاق كييف والتمرد على بنود التبادل إثر اجتماع بين بطريرك موسكو وعموم روسيا كيريل والقادة الانفصاليين ومدفيدتشوك. وشكلت هذه العملية الأربعاء مرحلة أولى في عملية تبادل شامل للأسرى لدى المعسكرين. وفي المرحلة الثانية التي لم يحدد تاريخها حتى الآن، يتوقع أن يتم تبادل 29 أسيرا لدى المتمردين و74 أسيرا لدى كييف، كما صرح مدفيدتشوك لقناة إن تي في الروسية. فرانس24/ أ ف ب نشرت في : 27/12/2017
مشاركة :