«حصون عزيزية» في أرضروم شاهدة على الحرب العثمانية ـ الروسية

  • 12/28/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

تشتهر مدينة أرضروم في شمال شرقي تركيا بكثير من الآثار والأماكن التاريخية، كما يوجد 23 حصنا، أبرزها «حصون عزيزية» التي تقع في جبل طوب الذي يبعد نحو 4 كيلومترات عن مركز المدينة.وحظيت حصون عزيزية بأهمية كبيرة لأنها لعبت دورا مهما في منع تقدم القوات الروسية نحو مركز المدينة خلال حرب عام 1877 المعروفة باسم «حرب 93»، ومنذ نحو 140 عاما ما زالت هذه الحصون شاهدة على المعركة. وكل عام ينظم الآلاف من سكان أرضروم، مسيرات إلى «حصون عزيزية» إحياء لذكرى ضحايا هذه الحرب حيث قامت الدولة العثمانية بمساعدة الأهالي وأشخاص ينتمون إلى أديان أخرى ببناء عدد من الحصون على أطراف ولاية أرضروم، أبرزها «حصون عزيزية» بهدف حماية حدود الدولة الشرقية.وتمّ بناء «حصون عزيزية» أمام القلاع والأسوار، بغية التصدي للقذائف، وتوفير مكان للجنود العثمانيين لتلبية احتياجاتهم المختلفة من طعام ومسكن خلال الحرب ضد القوات الروسية. وقال الدكتور مراد كوتشوك أوغورلو، رئيس قسم التاريخ بجامعة أرضروم التقنية، لوكالة «الأناضول»، إن الحصون الموجودة في أرضروم بنيت في عهد الدولة العثمانية بهدف التصدي للقذائف، وكانت شبيهة بحصون مماثلة استخدمتها إيطاليا في القرن الخامس عشر للغرض نفسه.وأضاف أن الجيش العثماني وجد أن القلاع والأسوار الحجرية لم تعد تفي بالغرض لحماية المدينة من الأعداء، لا سيما مع تطور نظام القذائف بعد القرن الخامس عشر، وباتت الحاجة ماسة لحصون يتم بناؤها أمام الأسوار والقلاع.وتابع الأكاديمي التركي قائلا: «تعرف سكان أرضروم على الحصون في القرن السادس عشر، فقد تطوع عدد كبير من الأشخاص لبناء 10 حصون على أطرف المدينة، بعد الحصول على إذن من حكومة إسطنبول، وذلك لما شعروا بأنّ خطر الأعداء بدأ». وأضاف: «تحولت هذه الحصون مع مرور الزمن إلى قلاع صغيرة، ونُظّمت فيما بعد على شكل مخابئ أو أماكن لقضاء الجنود احتياجاتهم فيها». وأشار إلى أن «بعض هذه الحصون مهددة بالانهيار، لذا تقوم الجهات المعنية بترميمها وصيانتها، ولدينا الآن 52 حصنا، بينهم 23 تعرف أسماؤهم، وقد أُنشئت هذه الحصون بجهود نحو 3 آلاف متطوع من أهالي الولاية، وجاء أناس ينتمون لأديان أخرى إلى أرضروم وشاركوا أهلها في عملية البناء». وأرضروم واحدة من المدن التاريخية في شرق الأناضول، واستضافت عدة حضارات قديمة، وتقع على طريق الحرير، وعمرها البشر منذ قرون، وهي تمثل اليوم متنفسا للسياح المحليين والأجانب، خصوصا في فصل الشتاء حيث يكثر بها هطول الثلج. كما تحتل مكانة مهمة في تاريخ الجمهورية التركية بصفتها مدينة شهدت اتخاذ أحد أهم القرارات قبل حرب الاستقلال.وأكثر الأماكن تفضيلا في أرضروم منطقة بالاندوكين حيث يوجد مركز التزلج على الجليد ومرافق رياضية أهلت أرضروم لاستضافة بطولة العالم للجامعات عام 2011. وتخطف بالاندوكين الأنظار بجمال طبيعتها وشلالاتها وبحيراتها التي تحظى باهتمام الزوار حتى في فصل الشتاء.وفي الربيع يجد محبو رياضة التجديف مأربهم في أرضروم، حيث يعد التجديف في نهر «تشوروه» برفقة مرشدين محترفين متعة حقيقية، كما توجد بحيرة وشلالات تورتوم التي تعد من أبرز الشلالات في تركيا، وتقع على ارتفاع 50 مترا، لتكون واحدة من عجائب الطبيعة. وتضم أرضروم أماكن تاريخية كثيرة يصعب حصرها، وتسمى «مدينة المساجد والمدارس» فقد بُني مسجد أرضروم في عهد السلاجقة، ومن أجمل مباني المدينة «جامع أرضروم الكبير»، إلى جانب «قلعة أرضروم» و«مدرسة ياقوتية» و«خان رستم باشا»، كما يقع برج الساعة في أعلى نقطة وسط مدينة أرضروم، ويعد أقدم منارة سلجوقية.

مشاركة :