الحريري في ذكرى اغتيال شطح: الحوار سبيل وحيد مهما اختلفنا

  • 12/28/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

جرى أمس، إحياء الذكرى الرابعة لاغتيال الوزير اللبناني السابق محمد شطح في تجمع أقيم في فندق «موفنبيك» في بيروت. وحضر حشد من الشخصيات السياسية في مقدمهم رئيس الحكومة سعد الحريري والرئيس أمين الجميل والرئيس السابق للحكومة تمام سلام ورئيس كتلة «المستقبل» النيابية الرئيس فؤاد السنيورة ونائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة غسان حاصباني ووزير التربية مروان حمادة ونواب وقائد قوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان. واستعاد توفيق الهندي مواقف شطح «المتطرف للبنانيته» و «المتمسك بالمبادئ واللين في التطبيق». وقال: «كان يتعلم من أخطاء الماضي، وكان ضد التورط في حرب سورية ومع توسيع حدود مهمة «يونيفيل» إلى الحدود مع سورية، كان يرى أن الهدف الإستراتيجي للقوة السيادية تكون بمعالجة جذرية لمسألة سلاح «حزب الله» بتسليم سلاحه الى الجيش الكفيل بحماية لبنان». وأضاف: «كان شطح ضد استخدام كلمة مقاومة بعد تنفيذ القرار 425 خصوصاً أن سورية لم تعترف بلبنانية مزارع شبعا، كما أن كلمة مقاومة كانت ملتبسة، استخدمها «حزب الله» موكلاً نفسه حماية لبنان ونفطه وسمى نفسه مقاومة إسلامية في لبنان وليس مقاومة إسلامية لبنانية». وتحدث نائب حاكم مصرف لبنان محمد بعاصيري عن شطح «المدافع جداً عن الالتزام بالمعايير الدولية وكان بارزاً في عملية الإصلاح المالي وفي ثبات العملة اللبنانية واستقرارها وكان منفتحاً الى أبعد حدود ومتواصلاً مع جميع الفرقاء ويميزه العقل الإستراتيجي». أما مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار، فتحدث عن مواصفاته لجهة «التألق في عمق التخصص وحرفية الأداء». وتوقف عند «صدقه وتفانيه بالعمل وقوة إرادته». وأشار إلى أن «الوزير شطح شهيد الكلمة والموقف والفكر والنظرة والرؤية للمستقبل»، وقال «يظنون أنهم قتلوا فينا نقطة الارتكاز هم لا يعلمون أن مسيرة الخير لا تتوقف»، مشيراً إلى أن «القتل هو سفك الدماء، بالتفجير والاغتيال وهو عين ​الإرهاب​ أو هو الإرهاب عينه، أما الموت فهو النسيان وانعدام الأثر والاستئصال ولذلك أقول إنهم قتلوك ولكن لم تمت فينا». وكانت الكلمة الأخيرة للرئيس الحريري الذي قال: «4 سنوات مرت على استشهاد الأخ والصديق رفيق الأيام الصعبة محمد شطح. كل سنة من هذه السنوات الأربع كنت أشعر بحجم الفراغ الكبير الذي تركه. انما هذه السنة شعرت بغيابه أكثر ومدى احتياجي ليكون الى جانبي لعقله وحكمته وصلابته خلال أزمة من أمر الأزمات في حياتي السياسية». أضاف: «محمد شطح سقط على الطريق ذاته الذي سقط عليه الرئيس الشهيد رفيق الحريري على طريق الاعتدال وبناء الدولة، ومعاً استشهدا على طريق الاعتدال والدفاع عن دور الدولة. والشهيد محمد بالنسبة إلي ليس فقط صفحة من تاريخ رفيق الحريري، محمد كان معي رفيقاً حقيقياً في أصعب الأيام بمواجهة أخطر الأزمات، ورفيق ترتيب أهم التسويات». وتابع: «عندما نقول أن محمد كان أمير الاعتدال، فهذا يعني أنه كان قاعدة فكرية وسياسية لحماية البلد من التهور السياسي ومن جنون استخدام السلاح في الخلافات الداخلية. كان ركناً اساسياً مع الرئيس فؤاد السنيورة الذي رافقه مرحلة طويلة. كل واحد فيكم رافق محمد وعاش معه وكان يحكي افكاره. كان لبنانياً بامتياز، غيرته على لبنان غيرة الكثير منا. كان لبنانياً بكل معنى الكلمة وكان يحب البلد ويريد خدمته. ولكن كيف سيخدمه وسط الانقسامات والنزاعات والخلافات؟ كان يفكر دائماً ما هو واجب الدولة تجاه المواطن. وكيف ستقوم الدولة؟ وكان يعرف أن الخلافات الإقليمية، يتأثر بها لبنان،... الجواب الأساس عند محمد، كان «لبنان أولاً». كان يضع لبنان واللبنانيين أولاً. محمد الأب والزوج والصديق والمستشار». وزاد: «صدقوني هذا البلد لا يعيش من دون حوار. جميعنا يمكننا أن نتكبر ونتحدى ونصرخ على بعضنا ونحارب بعضنا الآخر، لكن في النهاية الوطن يدفع الثمن. الحوار الذي هو رمز محمد شطح، هو السبيل الوحيد مهما كانت خلافاتنا السياسية». وقال: «نحن لن نتفق في كثير من الأمور مع بعض الأطراف السياسية في البلد بخاصة في الأمور الإقليمية، وحتى في الأمور الداخلية، ولكن انا أسأل: من دون حوار أين سيكون البلد؟». اضاف: «عشنا أيام عدم الحوار قبل اتفاق الطائف، ولكن الى اين وصلنا؟ تخانقنا وعدنا وجلسنا على طاولة حوار في الطائف وليس في لبنان، حتى نجد الحل السياسي، الطائف بألف خير لأننا سنكون دائماً المدافعين عن الدستور. محمد شطح نفتقدك ونحبك وستبقى في قلبنا. عزائي لعائلته، التي هي الخاسر الاكبر».

مشاركة :