الأزمة مع قطر صغيرة، صغيرة، صغيرة، والأسلوب الإعلاني المثير للسخرية يكشف عن فشل قطري في إدارة أزمتها.العرب [نُشر في 2017/12/28، العدد: 10854، ص(1)]الإفلاس القطري لا حدود له لندن - في العام 2017، وضعت ثلاث من دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، هي المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات ومملكة البحرين، تضاف إليها مصر، قطر بين هلالين. الأزمة مع قطر “صغيرة، صغيرة، صغيرة” على حد تعبير وليّ العهد السعودي الأمير محمّد بن سلمان الذي اختزل كلّ شيء في بضع كلمات. بعد ستة أشهر على مقاطعة الأكثرية العربية لقطر، نسي العالم وجود أزمة معها. لكن قطر نفسها ترفض أن تنسى وتصرّ على تذكير العالم بأنّها موجودة وإن بطرق في غاية السخافة من نوع إرسال أكبر عدد من السيارات التي تحمل لوحات قطرية إلى لندن. وألصقت على هذه السيارات الموجودة في العاصمة البريطانية في مناسبة عطلة آخر السنة صور أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني. إضافة إلى ذلك، استؤجرت للغرض نفسه لافتات وضعت على سيارات أجرة ودراجات تستخدم كوسائل نقل للركّاب، من السيّاح خصوصا، في وسط العاصمة البريطانية. هل بلغ الإفلاس القطري حدّ الحاجة إلى وضع صورة أمير قطر على سيارات أجرة أو دراجات ذات العجلات الثلاث (تكتك) تستخدم كسيارات نقل في لندن؟ الجواب؛ إن الإفلاس القطري لا حدود له. يكفي وضع صورة أمير الكويت الشيخ صُباح الأحمد الجابر الصباح إلى جانب صورة تميم كي يتأكّد هذا الإفلاس. ليس أمير الكويت سوى وسيط بين قطر والدول المقاطعة لها. لم يصدر عنه أي انحياز للدوحة، بل لديه تفهّم لأسباب المقاطعة. كلّ ما يريده هو المحافظة على صيغة مجلس التعاون لدول الخليج العربية لعلّ الوقت يثبت أن هذه الصيغة لا تزال حاجة إقليمية لا أكثر. وهذا ما دفعه إلى استضافة القمة الـ38 لدول مجلس التعاون. على الرغم من ذلك، هناك سعي قطري إلى اعتبار وساطة الكويت انحيازا إلى الدوحة… كما لو أن صورا على دراجة بثلاث عجلات لأمير قطر ولأمير الكويت يمكن أن تزوّر الحقيقة وأن تنفي واقعا لا تستطيع قطر الاعتراف به، بل تريد التحايل عليه. إنّه واقع لا يمكنها تجاوزه وتختزله كلمتان هما: قطر معزولة. وقال متابعون للشأن الخليجي إن لجوء قطر إلى هذا الأسلوب الإعلاني الذي يثير السخرية في لندن يكشف عن إحساس واضح بالفشل في إدارة أزمتها مع الرباعي المقاطع لدى الغرب بالرغم من الإنفاق الضخم على شركات الدعاية، والزيارات الكثيرة لوزير خارجيتها الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني لعواصم عدة واستدعائها مسؤولين غربيين اكتفوا بمجاملة باردة لها، ثم طووا ملفها وتفرغوا لقضايا أخرى. وأشار هؤلاء المتابعون إلى أن الدوحة كان يمكنها أن تتجنب هذه الصورة المثيرة للسخرية لو أنها اتجهت إلى جيرانها وجلست إلى طاولة الحوار ونفذت التزامات سبق أن تعهد بها الشيخ تميم نفسه في اتفاق الرياض، لكانت الحال أفضل ولحفظت قطر ماء الوجه بدل إراقته في شوارع لندن.
مشاركة :