نيويورك (أ ف ب) - أثبت جاهماني سوانسون، المعروف بـ"مايكل جوردن الاقزام"، أن الحجم ليس كل شيء حتى في رياضة مثل كرة السلة، إذ تجاوز عائق أن طوله لا يتجاوز الـ135 سنتم وأصبح معشوق الجماهير بفضل ادائه المشوق جدا مع فريق الاستعراضات هارلم غلوبترترز. ودخل سوانسون، البالغ 32 عاما، قلوب الجماهير منذ مباراته الأولى مع الفريق الاستعراضي الذي ضمه الى صفوفه اوائل الشهر الحالي من أجل جولته العالمية لعام 2018. ولد وترعرع في حي هارلم (نيويورك)، أصبح اللاعب الملقب بـ"هوت شوت" الأكثر شعبية في فريق هارلم غلوبترتز منذ مباراته الأولى التي خاضها على ملعب "باركلايز سنتر" في بروكلين. وانتقلت شعبية سوانسون من موقع يوتيوب حيث نشر العديد من مقاطع الفيديو يظهر فيها أسلوبه الفريد الذي يتراوح بين المراوغة وتمرير الكرة بين ساقي المنافسين والتغلب على الممثل الشهير جيمي فوكس أو التسديد من كافة الزوايا، الى ارضية الملعب بعد مباراته الأولى مع الفريق الاستعراضي. ورأى كينيون بيكيرينغ الذي شاهد المباراة بصحبة اولاده، أن سوانسون "يشكل اضافة جميلة نظرا الى حجمه. هذا الأمر (قصر قامته) يجلب الكثير من الاهتمام. من المؤكد أنه سيعزز حجم مبيعات التذاكر". ويشكل سوانسون الذي أصبح أقصر لاعب على الإطلاق يشارك مع غلوبترترز، واجهة اعلانية رائعة لهذا الفريق الاستعراضي الذي أبهر الملايين حول العالم، لكن مشاركته مع رفاق الدرب الجدد ليست لمجرد أنه قصير القامة وحسب، بل أنه لاعب يتمتع بمهارات رائعة وشخصية قوية جدا جعلته يتعامل مع كافة المصاعب التي اعترضت طريقه وما زالت. ويؤكد سوانسون مع ابتسامة على محياه "أني أثبت ذاتي كل يوم" بمواجهة كل الذين يشككون به ويسخرون منه بسبب حجمه، مضيفا "في كل ناد رياضي، في كل مدينة ازورها، الناس ينظرون الي من فوق، بعضهم يضحك متسائلا +من هذا الشاب الصغير؟ ماذا بإمكانه أن يفعل؟+، ثم بعد التسديدة الأولى، أو الحركة الأولى، يفقد الناس صوابهم (بسبب مهارته)". - "أشعر وكأني بطول 7 أقدام" - ولد من أم قزم ووالد متوسط القامة، تعلم سوانسون المشي ومداعبة الكرة في الوقت ذاته بحسب ما تتذكر والدته صابرينا، وأصبح سريعا متعلقا بها واحتفظ على الدوام بسلة متحركة ومارس اللعبة ليل نهار، ما دفع الجيران لفقدان صوابهم بسبب الضجة التي كان يحدثها. ويكشف سوانسون "كنت أقرأ كتابي واتلاعب بالكرة في الوقت ذاته". عندما بدأ يلعب كرة السلة النظامية حين كان في الثامنة أو التاسعة من عمره "أرادوا معاملته بشكل مختلف بعض الشيء" عن اللاعبين الاخرين بحسب ما كشفت والدته، مضيفة "قلت لهم: +كلا، عاملوه كسائر اللاعبين+". لكن على سوانسون أن يبذل جهدا أكثر من مضاعف من أجل اثبات ذاته بين الاخرين، ونجح بمثابرته في صقل مهاراته في المراوغة والتسديد في سلة مصممة للاعبين أطول منه بـ40 سنتم على أقل تقدير. بالنسبة للوالدة، فهي عاملته وشقيقه كأنهما شخصان عاديان تماما لا يعانيان من مشكلة حجم بحسب ما يؤكد سوانسون، قائلا "لقد حضرتنا... أنا أعيش حياتي بهذه الطريقة. عندما أمشي في الشارع أشعر وكأني بطول سبعة أقدام (أكثر من 213 سم)". إن المثال الأعلى لسوانسون ليس لاعبا قزما، بل اسطورة شيكاغو بولز ودوري كرة السلة الاميركي للمحترفين مايكل جوردن. ويؤكد سوانسون أن "كل ما فعله (جوردن)، تمرنت عليه"، حتى في حركة مد اللسان التي اشتهر بها جوردن، الفائز بلقب الدوري 6 مرات مع شيكاغو بولز والحائز على جائزة أفضل لاعب خلال خمسة مواسم. الوالدة صابرينا، البالغة 50 عاما، فخورة جدا بنجلها "الذي وإن لم يصل الى دوري كرة السلة الاميركي للمحترفين لكنه مسل ويلهم العالم بأجمعه حول كيفية القيام بأي شيء تريده إن كنت عازما ومصمما عليه". لكن صابرينا تشدد على "أننا لا نريده أن يشعر بالغرور، ولهذا السبب أنا أبقى الى جانبه". وسوانسون يستمتع الى اقصى الحدود لأني "حلمت بهذه اللحظة. لم أفكر يوما بإمكانية أن أصبح جزءا من غلوبترترز. ما حصل مشابه للقصة الساحرة لسندريلا. انه مدهش حقا. هذه الرحلة. العمل. التمرن يوميا. التغلب على الشدائد. الاثبات للناس أنه باستطاعتي التواجد هنا، بإمكاني أن ألعب".توماس اورباين © 2017 AFP
مشاركة :