تكهن البعض أن 2018 سيكون العام الذي تبدأ فيه البنوك المركزية بإضافة «بتكوين» إلى ميزانياتها العمومية، فيما يرى آخرون صعوبة ذلك لاختلاف أهداف مشتري العملات الرقمية بشكل كبير عن التعاملات الرسمية. لاشك أن البنوك المركزية هي أكبر سلطة في النظام المالي العالمي، ورغم ذلك فضلت البقاء بعيدة عن "بتكوين"، وغيرها من العملات الرقمية، مكتفية بمراقبة انتشارها الهائل دون المشاركة فيه. لذا تساءل تقرير لكوين ديسك عن احتمالية تغير هذا الوضع في 2018، وتكهن البعض بأنه سيكون العام الذي تبدأ فيه البنوك المركزية بإضافة "بتكوين" إلى ميزانياتها العمومية، فيما يرى آخرون صعوبة ذلك لاختلاف أهداف مشتري العملات الرقمية بشكل كبير عن التعاملات الرسمية. "بتكوين" تخالف أهداف "المركزية" • يرغب مشترو "بتكوين" في تحقيق عوائد تصل إلى 10000 في المئة والانخراط في معاملات شبه مجهولة، فيما لا يحتاج المصرفيون المركزيون إلى عوائد مرتفعة أو إخفاء الهوية، فضلاً عن التزامهم بضمان استقرار العملة، وكذلك ثبات الأصول التي يحتفظون بها في محافظها. • إذا بدأت القوة الشرائية للنقود تنخفض بسرعة كبيرة مقارنة مع مستهدفها، فسيحاول المصرفيون المركزيون التراجع عن ذلك عن طريق إعادة شراء كميات كافية من العملة، ويتطلب ذلك بيع أصول من محفظتها أو مبيعات السوق المفتوحة. • يمكن الاعتماد في ذلك على الأصول ذات التقلبات الطفيفة من حيث القيمة مثل السندات الحكومية، في حين يتقلب سعر "بتكوين" بنسبة ٢٠- 30 في المئة في الأسبوع. • بالنظر إلى هذا التقلب، لا يمكن توقع اعتماد المصرف المركزي على "بتكوين" لتوفير الجاذبية في جهود إعادة الشراء في المستقبل، وهذا يعني أن العملة الرقمية لن تساعد المصرفيين المركزيين على تحقيق مهمة استقرار الأسعار، وبالتالي لن تضيفها إلى محافظها. • قد يدخل عدد قليل من البنوك المركزية كميات ضئيلة من العملات الرقمية إلى ميزانياتها، ولكن فقط كحيلة سياسية للتخلص من هيمنة الدولار على سبيل المثال، ولكن هذا لا يمكن اعتباره كوسيلة لتعزيز المصرفية المركزية السليمة. عملة رقمية للبنك المركزي • يستكشف العديد من المصرفيين المركزيين فكرة إصدار عملات رقمية للبنك المركزي أو حسابات رقمية لاستخدامها من قبل الناس العاديين، هذه الرموز يمكن إصدارها بواسطة "بلوك شين" محفوظة في حساب منتظم أو موجودة على البطاقة الذكية. • على عكس "بتكوين"، فإن هذا الشكل من المال سيكون ثابت القيمة، أي وحدة واحدة من العملة الرقمية تكون مربوطة بدولار واحد، ولكن يظل من غير المحتمل إدخال أي عملات أو حسابات رقمية للبنك المركزي في عام 2018. • تزداد احتمالية تراجع العديد من البنوك المركزية عن جهودها، بسبب إدراكها لحجم التحديات المتزايدة التي ينطوي عليها إدخال منتج المدفوعات الرقمية. • من المنطقي فقط للبنك المركزي إصدار العملة الرقمية أو الحسابات المتاحة للجمهور إذا كان هناك طلب كاف، ولكن ليس من الواضح مصدر هذا الطلب مع توفير الحسابات البنكية نفس مجموعة الخدمات التي قد يقدمها البنك المركزي. • سيكون لإصدار عملة رقمية للبنك المركزي ميزة مهمة هي أن الأفراد سيحتفظون بأموال رقمية خالية من المخاطر، ولكن بما أن الودائع المصرفية مضمونة في حد ذاتها من خلال برامج التأمين التي تضمنها الدولة، فإنها آمنة بالفعل بنسبة 100 في المئة، لذلك ليس هناك سبب واضح لقيام أي شخص بالتبديل. ميزة الكشف عن هوية المتعاملين • يمكن أن تحظى العملة الرقمية للبنك المركزي بقبول الجمهور إذا قدمت خدمة فريدة لا توفرها البدائل الخاصة، أهمها عدم الكشف عن هوية المتعاملين. • لكن هذا سيجبر المصرفيين المركزيين على الخروج من منطقة الراحة الخاصة بهم، وهو ما سيثير نقاشا عاما مثيرا للجدل حول عدم الكشف عن الهوية والرقابة المالية، سيقابل بالرفض بسبب عدم استعدادهم لتحمل هذا الخطر. • مع تردد البنوك المركزية في شراء العملات الرقمية، سيبقى الأمر مرهوناً بالسلطات التنفيذية، وهي الجبهة التي ستكون نشيطة في عام 2018. • ستصبح هذه العملات جزءاً لا يتجزأ من القطاع المالي التقليدي من خلال العقود الآجلة وصناديق الاستثمار وصناديق التحوط، أو الاقتراض لشراء "بتكوين"، مع تزايد مخاطر تداخل أسواق العملات الافتراضية مع الأسواق التقليدية. «بتكوين» تنخفض أكثر من 9% إلى 13940 دولاراً انخفضت "بتكوين" لأدنى من 14 ألف دولار، بعدما سجلت أفضل وتيرة ارتفاع في أسبوعين عقب مرحلة التصحيح التي أفقدتها أكثر من 9 آلاف دولار خلال أيام، في إشارة لعودة التقلبات الحادة بسوق العملة الرقمية. وخلال تعاملات أمس، تراجعت "بتكوين" بنسبة 9.35 في المئة إلى 13940 دولارا، الساعة 9:12 صباحا بتوقيت مكة المكرمة، بعدما اقتربت من 16500 دولار خلال تعاملات أمس الأول. ويأتي ذلك، بعدما بدأت العملة الرقمية الأكثر شهرة التعافي من خسائر استمرت خمسة أيام، وبلغت ذروتها الجمعة الماضي عندما هبطت "بتكوين" أدنى 11 ألف دولار، لتسجل تراجعا نسبته 44 في المئة من أعلى مستوياتها على الإطلاق، الذي بلغته في نفس الأسبوع قرابة العشرين ألف دولار. وقاد انخفاض العملة الرقمية التوجه المتزايد لكثير من المستثمرين إلى ضخ أموالهم في الأسهم، كبديل آمن عن الاستثمار المباشر في العملات الرقمية نفسها. من ناحية أخرى، تسبب التقلب الحاد في سعر "بتكوين" في تزايد حالة الجدل القائمة بين المستثمرين والمحللين حول كيفية تقييم العملة الافتراضية التي ارتفعت بنحو 1300 في المئة هذا العام. «بلوك شين» تمنح شركات التكنولوجيا فرصة ستصبح تكنولوجيا "بلوك شين" الداعمة لشبكة "بتكوين" بفضل نمو الطلب المتسارع عليها، أحد أكبر العناصر المكونة لمنظومة العمل في 60 مركزا للبيانات تؤجرها شركة "إنترناشونال بزنس ماشينز" لعدد من الشركات في جميع أنحاء العالم، وذلك خلال العام القادم على الأرجح. وبحسب "فورتشن"، كانت "آي بي إم" واحدة من أولى الشركات الكبرى التي تستشعر أهمية "بلوك شين"، وحثت الكيانات الناشئة على استخدام هذه التقنية عبر خدماتها السحابية مجانًا. اتجاه شركة بحجم "آي بي إم" وبعمرها البالغ 106 أعوام للاعتماد على "بلوك شين"، يظهر مدى أهمية تقنية الدفاتر الرقمية الموزعة وآفاقها الواعدة بعدما أثبتت نجاحا في دعم معاملات "بتكوين" والحفاظ على سريتها. ووفقًا لشركة الأبحاث "ماركتس آند ماركتس" فإن سوق الخدمات والمنتجات ذات الصلة بـ "بلوكشين" سيصل حجمه إلى 7.7 مليارات دولار بحلول عام 2022، ارتفاعا من 242 مليون دولار فقط خلال العام الماضي.
مشاركة :