دينا محمود (لندن) لن تأتي مصائب قطر في عام 2018 فرادى على ما يبدو، ففي ظل استمرار نزيفها المالي والاقتصادي بفعل عزلتها المتفاقمة والمستمرة منذ نحو سبعة أشهر، ترجح وسائل إعلام عالمية متخصصة في شؤون الاقتصاد والطاقة أن يحمل العام الجديد في طياته بوادر فقدانها لهيمنتها على سوق تصدير الغاز الطبيعي المُسال في العالم، والذي يدر عليها عائداتٍ هائلة، يستخدمها نظامها الحاكم في تمويل التنظيمات الإرهابية وشن حملة تضليل واسعة النطاق على الساحة الدولية لتبييض سجله الأسود. ففي مقالٍ تحليلي نشرته صحيفة «فاينانشال تايمز» البريطانية واسعة الانتشار، أبرز الكاتب هنري فوي إطلاق روسيا قبل أسابيع قليلة مشروعاً ضخماً في مجال الغاز، من شأنه تهديد السيطرة القطرية على هذا السوق وفي وقتٍ قريب كذلك، خاصة في ظل تأكيد الصحيفة على أنه على الرغم من أن الدب الروسي تأخر في «ممارسة لعبة الغاز الطبيعي المُسال، فإنه يأمل في اللحاق بالركب سريعاً». ويشير المقال في هذا الخصوص إلى تدشين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في وقت سابق من الشهر الجاري مشروعاً لمد خطٍ للغاز الطبيعي المُسال، في المنطقة القطبية الشمالية بقيمة تناهز 27 مليار دولار، مُعتبراً إياه «خطوةً فائقة الأهمية» بالنسبة لبلاده. وفي إشارة واضحة إلى قطر، التي تبلغ احتياطياتها من الغاز الطبيعي المُسال أكثر من 14% من إجمالي الاحتياطيات العالمية، قال الكاتب، إن تصريحات بوتين خلال تدشين المشروع - الذي يحمل اسم «يامال» وتقوده شركة «نوفاتك» - مثلت «تحذيراً» لمنتجي هذا المورد من موارد الطاقة، ممن كانوا أسبق إلى دخول سوق إنتاجه وتصديره. وكان الرئيس الروسي قد استبق تدشين مشروع «يامال»، وهو ثاني أكبر مشروع من نوعه في بلاده، بالقول إن روسيا «ستصبح أكبر منتجٍ للغاز الطبيعي.. في العالم»، وهو ما يثير بالتأكيد مخاوف واسعة لدى الأوساط الحاكمة في الدوحة. ... المزيد
مشاركة :