تغطية: أحمد مصطفى ومصعب الفكي شهد سمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، رئيس اللجنة الأولمبية الوطنية، الجلسة الرئيسية لمؤتمر دبي الرياضي الدولي الثاني عشر، الذي اختتم أمس بحضور جياني إنفانتينو، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم«فيفا». وأطلق إنفانتينو الكثير من الأفكار المهمة من دبي، كما فعل سابقاً في النسختين الأخيرتين، وقال في محاضراته حول الاستثمار في كرة القدم: «سعيد بالعودة مجدداً إلى دبي، والمشاركة في مؤتمر دبي الرياضي الدولي، إنها فرصة جيدة أن تتم مناقشة شؤون اللعبة في دبي وتبادل الأفكار والآراء المختلفة، ووجهات النظر التي تساهم في تطور كرة القدم حول العالم». أوضح إنفانتينو أن الاستثمار في كرة القدم يعتبر تحدياً كبيراً ويحتاج إلى وضع استراتيجات طويلة المدى، مع الشركاء الذين يسعون لتحقيق النجاح والربح، وقال: «هناك محاولة مهمة في هذا المجال، وأولها الاستثمار في سمعة فيفا، وفي صورتنا التي اهتزت كثيراً في السنوات الماضية، والجميع يعرفون ما حدث في الفيفا، وهذا أضر بسمعة الفيفا، ولكن أعدنا بناء سمعتنا بتنفيذ إصلاحات جديدة، منها تحديد فترة حكم رئيس الاتحاد، إضافة إلى الإصلاحات المالية والشفافية، ولذلك أقول إنه يجب أن نرتقي إلى أعلى مستويات الإدارة والحوكمة».وأضاف: «يجب أيضاً أن نستثمر في الجمهور وعشاق كرة القدم، وسنتجه مستقبلاً إلى الاستثمار الرقمي في الجماهير، هناك 4 مليارات ونصف مليار حول العالم، يملكون هواتف ذكية، وهذا الرقم مرشح للزيادة قريباً، كما يجب ألاَّ ننسى العنصر النسائي الذي سنحاول تخصيص خطة جديدة لجذب المزيد منه لتشجيع كرة القدم. عام 2018 في الفيفا، هو سنة التطور الرقمي لجلب مزيد من التفاعل مع كرة القدم».وزاد: «علينا الاستثمار أيضاً في حماية اللعبة، وأعتقد أن قرارنا بشأن تقنية الفيديو كان صائباً، لم نكن نعرف مدى نجاح التجربة، ولكن كان علينا معرفة ذلك بالتجربة والاختبار، بعض الناس يرون أن التكنولوجيا ستدمر كرة القدم، ولكن رأيهم لم يبن على نتائج لتجارب محددة، بل مجرد انطباع.بعد أسبوع من انتخابي، قررنا إدخال تقنية الفيديو في المباريات لمدة سنتين، وهذه التجربة ستنتهي بعد أشهر قليلة، وسنرى النتائج وبعدها سنحكم على التجربة ومدى الاستفادة منها، نريد أن نحقق العدالة ونريد أن نظهر ذلك بالحقائق، أنا شخصياً كنت مشككاً في نجاح التجربة، لكن كان علينا أن نجربها بدلاً من الاختفاء خلفها. بات من السهل للجماهير أن تعرف خطأ الحكم خلال المباراة، ولكن الحكم نفسه لا يعرف، لذلك منحناه فرصة ليعرف ويطور مستواه، النتائج حتى الآن إيجابية، والسلبي منها سيتم تعديله، وإذا عممت مستقبلاً لن تستخدم في المنافسات الكبرى فقط، بل في جميع المنافسات».وأكد إنفانتينو أن الفيفا أنشأ مؤسسة تابعة له تتولى طلبات المساعدة من كل أنحاء العالم، وقال: «نريد أن نساعد الجميع على لعب كرة القدم والاستمتاع بها، سنطلق مؤسسة خاصة في 2108 مع شركائنا من أساطير كرة القدم، يمكنهم المساهمة خلال مسيرتهم وبعد الاعتزال لمساعدة الأطفال على لعب الكرة، وهذا استثمار اجتماعي، ومن واجبنا ومسؤوليتنا الاجتماعية أن نقوم بفعل ذلك تجاه الجماهير في كل أنحاء العالم، وأشكر كل الذين ساهموا في تمويل مشاريعنا».وأكد رئيس الفيفا أن الاتحاد الدولي يعمل على الدوام، على الاستثمار في مستقبل كرة القدم. وقال: «زدنا ميزانية الاستثمار من 400 مليون دولار، إلى مليار و400 مليون دولار، وتغطي حوالي 100 اتحاد حول العالم، هناك دول تعتمد على دعم الاتحاد الدولي، ويمكن أن نقول إن نصف الاتحادات الأعضاء تسير نشاطها من أموال الفيفا».وكشف رئيس الفيفا أن مناشدة أطلقها الكاميرون صامويل إيتو، لاعب برشلونة السابق في مؤتمر دبي الدولي لمنح الفرصة لمزيد من المنتخبات للمشاركة في كأس العالم، ألقت الضوء على الموضوع وساهمت في مناقشته ليصبح أمراً واقعاً بحلول بطولة 2026، حيث سيرتفع عدد المشاركين.وقال: «كانت البداية بحديث إيتو، ولكن بعدها ناقشنا الأمر بجدية وأصبح واقعاً».وقال: «جودة كرة القدم تمكننا من تحمل المزيد من المنتخبات في كأس العالم. البعض يقول إن ذلك يفتح الباب لمنتخبات ضعيفة للمشاركة، ولكن أقول لهم إن النسخة المقبلة في روسيا 2018، ستشهد غياب منتخبات كبيرة مثل تشيلي وإيطاليا وهولندا، وهذا يُظهر أن الجودة موجودة في كرة القدم، ولا ترتبط بعدد المنتخبات التي تشارك في كأس العالم». وأكد أن هناك اتجاهاً لتغيير منافسات الشباب والناشئين، لتقام في سنوات متقاربة؛ أي كل عامين مثلاً، وزيادة الدول المشاركة وفتح الباب للتنظيم لأكثر من دولة واحدة، ليكون التنظيم مشتركاً، وأفاد بأن كرة القدم النسائية شهدت تطوراً جيداً في السنوات الأخيرة. وقال: «تمثل النساء 51% من سكان العالم، وعلينا جذب المزيد منهن للعب كرة القدم وتشجيعهن. لقد حقق كأس العالم للسيدات الأخير نجاحاً مميزاً، وبلغ عدد المشاهدين 750 مليوناً، أعتقد أن كأس العالم المقبل في فرنسا 2019، سيكون أكثر حماساً».وأكد إنفانتينو أن كأس العالم للأندية يحتاج إلى إعادة النظر فيه، مبيناً أن الفيفا يبحث أن يكون منصة عالمية. وقال: «هناك كأس عالم حقيقي للأندية مفتقد، تنظيمه وسط الروزنامة الدولية، هو ليس منصفاً للجميع، يجب أن نفكر فيه بشكل جدي، أن نقيم المنافسة كل أربع سنوات مثلاً، بمشاركة أفضل الأندية حول العالم». واعتبر إنفانتينو أن بطولة كأس الخليج العربي رسالة إيجابية، مبيناً أن إقامتها في الكويت أمر جيد لبلد عانى تجميد النشاط لفترة ليست قصيرة.وعن استقالة ميدكو، رئيس اللجنة المنظمة لكأس العالم في روسيا 2018 قال: «نعمل مع اللجنة المنظمة بشكل جيد. هناك ملاعب جديدة تم تشييدها، وستحظى الجماهير لأول مرة بدخول البلد المنظم من دون تأشيرة، كما أن هناك وسائل نقل مجانية، كل ذلك جيد، ولكن ما أود توضيحه أن ميدكو، عمل بشكل جيد في الفترة الماضية، واستقالته كانت بسبب مشاكل داخلية في روسيا، والأمر ليس له علاقة بكرة القدم».وعن استضافة كأس العالم 2026، وهل هناك اتجاه لتنظيم مشترك قال: «هناك دول جديدة ترغب في تنظيم الحدث، مثل المغرب وكندا وأمريكا والمكسيك. نشجع الاستضافة المشتركة، شهدنا حالات جيدة من التنظيم ولكن هناك حالات سلبية، هناك دول بُنيت فيها ملاعب للبطولة ولم تستخدم بعد ذلك، يجب ألاَّ نفرض هذا العبء الكبير على دولة واحدة، ربما هناك أخطاء حدثت في اختيار استضافة 2018 و2022، ولكن نحن نعمل على تحسين الأمور في الفترة المقبلة». وعن كرة القدم في الولايات المتحدة الأمريكية قال: «كرة القدم في أمريكا متطورة وثقافة كرة القدم تنمو هناك وهذا الأمر جيد، سنتعاون معهم مثلما تعاونّا مع الصين والهند، في أمريكا لديهم الرغبة في تطور كرة القدم؛ لأنها عندهم لا تقارن بشعبية رياضات أخرى مثل السلة».وعن كرة القدم في الصين ومتى يتوقع أن تفوز الصين بكأس العالم قال: «يبلغ عدد سكان الصين حوالي مليار ونصف، ويمكن أن يشكلوا فريقاً جيداً ولكن الأمر ليس سهلاً بهذه الطريقة، المواهب هي الأهم وهم يعملون على ذلك بصورة جيدة. زرت الصين وقابلت الرئيس وهو محب لكرة القدم بشكل فعلي، وليس مجرد كلام يقال عنه، وكان يقول لي نريد أن نطور أولاً ثقافة كرة القدم، وبعد ذلك سنسعى للفوز بالبطولات، وهذه عقلية صحيحة وهم سيمضون بشكل جيد في الأمر». وأكد إنفانتينو أن روزنامة كرة القدم حول العالم، تحتاج إلى إعادة ترتيب خاصة في موضوع المباريات الدولية، معتبراً أن تغييرات ستحدث قريباً في هذا الشأن، كما أكد أن الفيفا سيعمل على الذهاب إلى مناطق الصراعات والمناطق التي تعاني كوارث مع فرق من أساطير كرة القدم، ليلعبوا هناك ويمنحوا الأطفال والجماهير بعضاً من متعة كرة القدم، كما أكد بحث الفيفا لمزيد من الرعاة، لجلب مزيد من الأموال التي تساعد في تسيير نشاط كرة القدم.