اعترف جبران باسيل، وزير الخارجية اللبناني، رئيس التيار الوطني الحر الذي أسسه قبل سنوات رئيس الجمهورية الحالي ميشال عون، المتحالف مع حزب الله، أنه دافع عن حق إسرائيل في الوجود والأمان، وأثار جدلاً واسعاً على مواقع التواصل في لبنان، لكنه أوضح أن ما يتم تداوله في الإعلام وعلى وسائل التواصل الاجتماعي مقطع مجتزأ. ففي مقابلة مع قناة الميادين الـ«ممانعة» التي تصنف في خط حزب الله، قال باسيل، أول من أمس، رداً على سؤال عن التطبيع مع إسرائيل: «لا توجد قضية إيديولوجية مع إسرائيل، ولسنا رافضين لوجودها، ومن حق إسرائيل أن يكون لديها أمان، وكل همنا أن تعترف الشعوب بعضها ببعض، ونحن شعب يريد الآخر، لكن حين يرفضك هذا الآخر هنا المشكلة». وانبرى العديد من اللبنانيين لانتقاد كلام الوزير، معتبرين أنه أشبه بالتطبيع «المعنوي»، وأنه استسهال لمسألة التصالح مع إسرائيل، أما الأخطر في كلامه بحسب البعض قوله: «لا توجد قضية إيديولوجية مع إسرائيل»، وذهب البعض إلى التساؤل: هل ستكون الخطوة التالية الاعتراف بالقدس عاصمةً لإسرائيل أيضاً. ودشن مغردون وسم #إصلاح_وتغيير_التيار تعليقاً على تصريحات باسيل. إلا أن الغريب أن أي اعتراض أو تعقيب لم يصدر عن حزب الله، حليف الوزير اللبناني وتياره، حتى يوم أمس. في المقابل، أصدر مكتب الوزير بياناً أمس، رد فيه على ما يتم تداوله، معتبراً أن ما يتم تداوله في الإعلام وعلى وسائل التواصل الاجتماعي هو مقطع مجتزأ لكلام باسيل، وأن الهدف من هذا الاجتزاء هو تحريف موقف الوزير وتشويهه. كما أشار إلى أن الموقف اللبناني من قضية الصراع العربي - الإسرائيلي ومن قضية فلسطين ثابت، وهو مندرج تحت مرجعية الشرعية الدولية وضمن مرجعية الحقوق العربية والفلسطينية المشروعة واستعادتها كاملة، وضمن المبادرة العربية للسلام المجمع عليها في بيروت في آذار 2002، ولا يزال لبنان موافقاً عليها. وأضاف البيان: «ما قاله الوزير باسيل على مر السنين وفي هذه المقابلة بالذات على قناة الميادين في شكل خاص، من رفض وجود كيان إسرائيلي أحادي ومغتصب لحقوق فلسطين ولبنان والحقوق العربية وبأن إسرائيل عدو للبنان، لن يُغيّره أي اجتزاء. كما أن موقف لبنان وسياسته الخارجية وموقف الوزير باسيل من سعي لبنان إلى السلام العادل والشامل وفق قرارات الشرعية الدولية المتعلقة بالصراع بدءاً من القرار 181 وصولاً إلى القرار 1701 لن تغيّره هذه الحملـة المشبوهـة».
مشاركة :