هبطت أسواق الأسهم المحلية في تداولات 2017 بعد مكاسب قوية في العام السابق له، مع تضرر نفسيات المستثمرين سلباً بالتوترات الجيوسياسية على الصعيدين الإقليمي والعالمي، لتتجاهل بذلك مجموعة من المحفزات الإيجابية في مقدمتها الإدراجات الجديدة وتعافي النفط وقوة ومتانة الاقتصاد الوطني. وانخفض سوق دبي بنسبة 4.55% أو ما يعادل 160.81 نقطة، ليهبط من 3530.88 نقطة وصولاً إلى 3370.07 نقطة، بضغط هبوط سهم «إعمار العقارية» 2.66% و«بنك الإمارات دبي الوطني» 3.4% إلى جانب «الاتحاد العقارية» و«سوق دبي المالي». وفقد سوق العاصمة نحو 147.9 نقطة أو ما نسبته 3.25% ليتراجع من 4546.37 نقطة، مغلقاً عند 4398.44 نقطة مع هبوط قطاعات العقار والاتصالات والبنوك بنحو 16.69% و3.91% و0.73% على التوالي. وبلغت السيولة الكلية في سوقي دبي وأبوظبي الماليين نحو 162.37 مليار درهم، موزعة بواقع 114.28 ملياراً في دبي و48 ملياراً في أبوظبي. وجرى تداول 109.9 مليارات سهم منها 81.7 ملياراً في دبي 28.24 ملياراً في أبوظبي، من خلال تنفيذ نحو 1.42 مليون صفقة. وقال رائد دياب نائب رئيس قسم البحوث لدى «كامكو» للاستثمار، شهدت أسواق الأسهم المحلية بداية إيجابية في 2017، لكنها سرعان ما تضررت على ضوء التوترات الجيوسياسية العالمية بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية لتفقد جميع مكاسبها متجاهلة تعافي أسواق النفط. وأضاف دياب لـ«البيان الاقتصادي»: كان هناك بعض الحماس في الأسواق خلال الربع الثالث عندما عكس السوق من اتجاهه، ولكن الزخم لم يدم كثيراً. حيث أخذت الأسواق مرة أخرى اتجاهاً تنازلياً، حيث شهد قطاع السلع الاستهلاكية في كل من دبي وأبوظبي الانخفاض الأكبر نتيجة هبوط أسهم من بينها «ماركة» و«دي إكس بي» و«أغذية»، لافتاً إلى أن القطاع المصرفي ظل الأكثر مرونة مع تحقيقه مكاسب هامشية في دبي مقابل تراجع طفيف في سوق أبوظبي. وتوقع دياب أن يقدم القطاع المصرفي الدعم الإيجابي الأكبر للأسواق المحلية في تداولات العام المقبل 2018، على خلفية سوق المشاريع المرن وارتفاع أسعار الفائدة، فضلاً عن أن التنويع الذي حققه اقتصاد الإمارات سيؤدي إلى عزل الأسواق عن أي تقلبات قد تشهدها أسواق النفط، كما أن المشاريع والاستثمارات الخاصة بمعرض «إكسبو 2020» ستسهم بإعطاء الأسواق مزيداً من الإيجابية.
مشاركة :