خادمات الإيجار .. سوق سوداء خارج مظلة القانون

  • 12/29/2017
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

تحولت ظاهرة هروب العاملات المنزليات وظهور «سوق سوداء» تديرها عمالة وافدة لتأجيرهن، الى مصدر إزعاج للأسرة السعودية ولغم موقوت داخل كل بيت، وخاصة بالمواسم وتحديدا في شهر رمضان من كل عام، واصبحت تشكِّل أضرارا ومخاطر نظامية واقتصادية وصحية واجتماعية، فيما أرجع البعض سبب انتعاش الظاهرة، إلى ضَعْف تطبيق الأنظمة بحق المخالفين وسهولة حصول كثير من الأسر على خادمات بواسطة السماسرة بإيجار شهري يتراوح بين 3 و5 آلاف ريال كونها الوسيلة الأسرع والأسهل من الطرق النظامية التي تتطلب الانتظار لعدة أشهر، فضلا عن تكبد تكاليف قد تصل إلى 20 ألف ريال سنويا. ومع تزايد حيرة المواطنين بسبب أزمة هروب الخادمات يوما بعد الآخر.. «اليوم» تفتح الملف وتطرح مختلف الآراء سواء للمواطنين المتضررين او الجهات المسئولة عن تلك الظاهرة.. فإلى التفاصيل.. قصص مأساوية في البداية قال المواطن محمد الزهراني ان غلاء الأسعار وتأخر وصول العاملات سببان رئيسيان في اتجاه البعض للعمالة غير النظامية، مطالبا المسئولين عن الاستقدام بتخفيض الأسعار خاصة مع الأزمة الاقتصادية التي يشهدها العالم ولخص الزهراني أهم أضرار وجود العاملات غير النظاميات في الأضرار الصحية والسلوكية فمن يضمن الا تكون هذه العاملة مصابة بأحد الأمراض الوبائية أو تكون منحرفة سلوكيا، محذرا الأهالي من عواقب التعامل مع مثل هؤلاء العاملات خاصة مع الأطفال والقصص المأساوية تتكرر للأسف. فترة التجربة وأشار المواطن سعيد الغامدي الى أنه تكبد مبلغ 18 ألف ريال وبعد تأخر الوصول، وفي أثناء التجربة كانت العاملة ملتزمة ولكن بمجرد انتهاء فترة التجربة بأيام قليلة بدأت العاملة في التمرد لأنها تعلم أن تكاليف الاستغناء ستكون على الكفيل وهذا يجعل بعض الأسر تتجه للعمالة غير النظامية، واقترح تمديد فترة التجربة وأن تكون هناك آلية أفضل بحيث تكفل للكفيل والعاملة حقوقهما وبما يكفل عدم اتجاه الناس للعاملات غير النظاميات، وكذلك بسحب الرخص من المكاتب غير الملتزمة لأنها أحد الأسباب التي تدفع الأسر الى الاستعانة بغير النظاميات نتيجة عدم الالتزام بالوقت، كما طالب بدراسة أكثر الجنسيات مخالفة وتقليص عدد العاملات المستقدمة منها. إرهاق الميزانيات وأوضح المواطن محمد الشهراني أن استقدام أي عاملة ستكون تكلفته تقريبا 36 ألف ريال في السنة منها قرابة 20 ألف ريال دفعة واحدة، وهذا يسبب إرهاقا لميزانيات الأسر المحتاجة للعاملات وبعض الأسر قد لا تحتاج العاملة في بعض الشهور، فتلجأ الى استئجار عاملة لوقت محدد وبسعر أفضل، مضيفا أن تأجير العاملات غير النظاميات أصبح تجارة لدى البعض خاصة في شهر رمضان والأعياد كما أصبح للأسف تفاخرا عند البعض، بالمخالفة لتعليمات ديننا الحنيف وقيمنا الاجتماعية وأنظمتنا، مضيفا ان المواطنين عليهم مسئولية مهمة تتمثل في الابلاغ عن العمالة غير النظامية وعن الذين يقومون بتأجيرها أو التعامل معها مبينا أن هناك أضرارا عديدة جراء التعامل مع مثل هؤلاء العاملات منها إعطاء صورة سلبية عن عدم احترام الأنظمة واستغلال البشر للتجارة. تكلفة منخفضة وذكر المواطن بدر المشرف أن السبب الذي يدفع البعض الى الاستعانة بالعمالة المنزلية بشكل غير نظامي، انخفاض التكلفة مقارنة بالنظاميات حيث إنه لا يحتاج 20 ألفا لكي يستقدم عاملة وأن ألفين أو ثلاثة ربما يكون أسهل على رب الأسرة توفيرها مقارنة بـ 20 ألف ريال، وكذلك بسبب تأخير المكاتب في استقطاب العاملة النظامية، مشيرا الى أن وجود العاملة غير النظامية في المنزل له أضرار سواء على المؤجر أو المستأجر مطالبا بتطبيق عقوبات صارمة بحق العاملات وكذلك من يقوم بتأجيرهن ومنها التشهير والحرمان من استقدام عاملة نظامية لمدة معينة. حملة توعوية وأرجع المواطن محمد العويس سبب تعامل البعض مع العاملات المنزليات غير النظاميات الى عدم إدراكهم لخطورة التعامل مع هؤلاء العاملات، مطالبا بإطلاق حملة توعوية وإجرائية بحق كل من يتعامل في هذا المجال، مبينا أن التعامل معهن يعتبر من الغش والتستر عليهن جريمة بحق الوطن والمجتمع، فكيف يأمن الشخص على نفسه وأهل بيته من عاملة مجهولة الهوية، مضيفا أن أضرار العاملات غير النظاميات متعددة منها على سبيل المثال تربية النشء على مخالفة النظام والمساهمة في خروج الأموال إلى خارج الوطن وكذلك عدم المحافظة على الأمن. عاملة جاهزة وأشار المواطن سليمان الطير الى أنه يتعامل مع استقدام العاملات منذ أكثر من 20 عاما وأن المعاناة مستمرة في تأخير قدوم العاملة مما يجبر البعض للاتجاه للعاملة الجاهزة حتى ولو بشكل غير نظامي رغم الخطورة الشديدة جراء التعامل مع غير النظاميات، والسؤال الذي يجب على كل من يتعامل معهن أن يسأله لنفسه: ماذا لو كانت هذه العاملة مريضة نفسيا وقامت بإيذاء نفسها أو أهل البيت، فبماذا ينفع الندم؟ ثم أنه كيف سيكون الأبناء وهم يرون آباءهم وأمهاتهم يخالفون الأنظمة ويتساهلون في استقدام غير النظاميات محذرا من وقوع جرائم أخلاقية أو جنائية من وراء العاملات غير النظاميات فهي قد تكون مطلوبة في سرقة أو قضايا أمنية أو غيرها من القضايا ويجب على من يستأجرها أن يسأل نفسه: ما الذي يجعلني أثق بهذه العاملة مع أطفالي؟ وقت طويل واضاف المواطن فيصل الأحمري أن استقدام العاملات يستغرق وقتا طويلا وأن ربات البيوت يتحملن مسئولية وجود عاملة غير نظامية في المنزل متعجبا من موافقة ربة البيت على إحضار عاملة غير نظامية لمنزلها، مشيرا الى أن إحضار العاملات ترف وليس ضرورة ولو أن أهل البيت تعاونوا فيما بينهم لما احتاجت كثير من المنازل للعاملات، وحذر من النتائج السلبية على الأسرة أو على العاملة ذاتها فالأسرة معرضة للعقوبات المالية والعاملة قد تعمل عند أسرة سيئة وبالتالي تتعرض للإهانة ونحوها. image 0

مشاركة :