مقاتلون أكراد يعتقلون قيادياً متشدداً فرنسياً في سورية

  • 12/29/2017
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

ألقت فصائل كردية القبض على متشددين فرنسيين مشتبه بهم في شمال سورية أمس (الاربعاء)، بينهم قيادياً متطرفاً فرنسياً ينتمي إلى الخلية التي انضم إليها محمد مراح الذي قتل سبعة أشخاص العام 2012 في جنوب غربي فرنسا، وفق ما أفاد مصدر مطلع. وقال المصدر مؤكداً معلومات أوردتها قناتا «تي اف 1» و«أل سي اي» التلفزيونيتان الفرنسيتان أن مقاتلين من «وحدات حماية الشعب» الكردي اعتقلوا في منطقة الحسكة في 17 كانون الاول (ديسمبر) الجاري توماس بارنوان. واعتقل بارانون (36 عاماً) برفقة متطرفين فرنسيين آخرين لم يعرف عددهم، بينهم اثنان اعتنقا على غراره الاسلام، وهما رومان غارنييه وتوما كولانج. وكان الجيش السوري اعتقل بارنوان العام 2006 برفقة قيادي متطرف فرنسي آخر هو صبري السيد، بينما كانا متوجهين الى العراق للقتال ضد قوات التحالف. وسلمت دمشق هذين الجهاديين العام 2007 إلى السلطات القضائية الفرنسية التي حكمت عليهما في 2009 بالسجن خمسة أعوام، بينها عام مع وقف التنفيذ، فأمضيا العقوبة ليطلق سراحهما ويغادرا مجددا الى سورية ربيع 2014 مع أقرباء لهما. وبحسب القضاء الفرنسي، فان بارنوان ينتمي الى مجموعة «أرتيغا» المتطرفة التي سميت نسبة الى قرية صغيرة تقع في جنوب غربي فرنسا، وكان يقيم فيها الإمام السلفي اوليفييه كوريل الذي تقول السلطات الفرنسية انه «كان المرشد الديني لكل من محمد مراح وفابيان كلين». ومراح هو متطرف قتلته قوات الأمن الفرنسية، بعدما نفذ في آذار (مارس) 2012 سلسلة هجمات مسلحة في تولوز ومونتوبان، قتل خلالها ثلاثة جنود وحاخاماً وثلاثة اطفال. أما فابيان كلين، فهو الشخص الذي تلا بصوته بيان اعلان تنظيم «داعش» مسؤوليته عن اعتداءات باريس 2015. وباروان الذي اعتنق الاسلام في مطلع العقد، تحوّل شيئاً فشيئاً الى التطرف اثناء ارتياده مساجد في آلبي وتولوز وشاتو شينون، بحسب ما تؤكد احدى قريباته. وفي 2014، قرر العودة الى سورية بصحبة زوجته واطفالهما، وما لبثت السلطات الفرنسية ان فقدت اثره. وكانت محكمة في باريس قضت بالسجن لفترات تصل الى 15 عاماً بحق ستة متطرفين ذهبوا إلى سورية، في اطار الخلية التي يشتبه بأن باروان كان دوره فيها اساسيا. وباروان ملاحق من السلطات الفرنسية بموجب مذكرة بحث وتحر اصدرها بحقه القضاء الفرنسي. وكان رئيس وكالة الاستخبارات الداخلية الفرنسية لورين نونيز قال في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، إن «أجهزة الأمن لا تزال قلقة من احتمال استمرار المتشددين في التخطيط لشن هجمات في فرنسا، انطلاقا من سورية والعراق على رغم خسائر التنظيم». وقال وزير الخارجية الفرنسي في التاسع من كانون الأول (ديسمبر) الجاري، إن «الحكومة تعتقد أن عدد المتشددين الفرنسيين في العراق وسورية يصل إلى حوالى 500». ولم يتضح هل سيتم ترحيل المحتجزين في العراق وسورية إلى فرنسا، وتوقع مسؤولون فرنسيون أنه سيتم مثول كل البالغين أمام محاكم محلية. وتقدر الحكومة الفرنسية أن حوالى 1700 فرنسي انتقلوا الى المناطق التابعة لسيطرة التنظيمات المتطرفة في العراق وسورية. ومن أصل هذا العدد، قتل ما لا يقل عن 278، فيما عاد 302 إلى فرنسا هم 244 بالغاً و58 قاصرا. أما الآخرون، فإما قبضت عليهم القوات التي تقاتل التنظيم في سورية والعراق، أو قتلوا في المعارك، أو فروا إلى آخر الجيوب المتبقية او بؤر متطرفة أخرى لا سيما في ليبيا. وأوضحت الاستخبارات الفرنسية أن «بضع عشرات» من البالغين الفرنسيين من متطرفين وزوجاتهم موجودون حالياً في مخيمات او سجون في سورية والعراق. ومنذ اعتداءات باريس التي نفذ قسماً منهاً متطرفون عادوا من سورية، اصبح «العائدون» الشغل الشاغل للسلطات الفرنسية

مشاركة :