دراسة حديثة تكشف أن الفتيات اللاتي يبلغن مبكرا قد يكن أكثر عرضة للاكتئاب ومشكلات سلوكية تستمر معهن خلال العقد الثاني من العمر.العرب  [نُشر في 2017/12/29، العدد: 10855، ص(21)]المشكلات السلوكية تظهر مع البلوغ المبكر واشنطن - خلصت دراسة حديثة إلى أن الفتيات اللاتي يبلغن مبكرا قد يكن أكثر عرضة للاكتئاب ومشكلات سلوكية تستمر معهن خلال العقد الثاني من العمر مقارنة بنظيراتهن اللاتي يبلغن متأخرا. ودرس الباحثون بجامعة إيثاكا بنيويورك في الولايات المتحدة بيانات تخص نحو 7800 امرأة بدأن الحيض في عمر 12 عاما في المتوسط. وأجريت مقابلات مع الفتيات أربع مرات ابتداء من نحو 16 عاما وصولا إلى نحو 28 عاما. وأظهرت الدراسة أن الفتيات اللاتي بلغن مبكرا عن الأخريات كان احتمال إصابتهن بالاكتئاب أكبر وأعراض الإصابة أكثر شدة في مرحلة المراهقة. وكلما بدأ الحيض في سن أصغر كان الارتباط أقوى بين البلوغ المبكر ومشكلات الصحة النفسية. فعلى سبيل المثال كان الارتباط أقوى بين الفتيات اللاتي جاءهن الطمث للمرة الأولى في سن الثامنة عن اللاتي حضن في العاشرة. ومع البلوغ المبكر تصبح الفتيات أيضا أكثر عرضة لمشكلات سلوكية قادت إلى أمور مثل السرقة والكذب واقتحام المباني وبيع المخدرات، واستمر هذا الرابط حتى بدايات سن الرشد. وقالت جين ميندل، قائدة فريق البحث في الدراسة والباحثة بجامعة إيثاكا، “من المثير للاهتمام أن شدة الارتباط بين البلوغ وهذه الصعوبات النفسية تظل ثابتة، وهو ما يعني أن البلوغ مرتبط بأعراض الاكتئاب والسلوك المعادي للمجتمع خلال سن الرشد بنفس شدة ارتباطه بها خلال المراهقة”.وأضافت في رسالة بالبريد الإلكتروني “هذا يشير إلى أن الضعف النفسي خلال البلوغ المبكر يستمر لفترة أطول مما كان متوقعا في السابق.. الأمر ليس مجرد قضية متاعب المراهقة المتنامية”. وأشار الباحثون إلى أن التغييرات الكبيرة في التكوين الجسماني والمظهر وتصور الذات والمشاعر والأحاسيس كلها مجتمعة تجعل البلوغ إحدى أكثر مراحل النمو محورية. وعلى الرغم من أن البلوغ يمكن أن ينطوي على تحديات بالنسبة إلى كل المراهقين، فإنه أكثر صعوبة بالنسبة إلى الفتيات اللاتي ينضجن جسديا قبل نظيراتهن. وأكدت نتائج هذه الدراسة ما توصلت إليه دراسة صينية سابقة كشفت أن الفتيات اللاتي يصلن إلى سن البلوغ مبكرا يواجهن خطرا أكبر بالتعرض إلى عدد من مشكلات الصحة السلوكية بما في ذلك اضطراب الأكل والكآبة. وقالت ماري سكولنغ، وهي باحثة في جامعة هونغ كونغ ومدرسة “سي.يو.إن.واي” للصحة العامة وسياسة الصحة في نيويورك، إن “نمو الصدر لدى الفتيات ربما مرتبط بشكل أقوى بظهور أنهن كبرن وأصبح لهن دور اجتماعي أكثر نضوجا، وهو ما يصعّب عليهن التكيّف معه”. ووصف الطبيب بول كابلويتز، أخصائي الغدد الصماء في “ناشيونال هيلث سيستم” للأطفال بالعاصمة واشنطن والذي لم يشارك في الدراسة، “الفتيات اللائي يبدأن البلوغ والحيض مبكرا بأكثر من عامين غالبا وإن لم يكنّ دائما يشعرن بقلق من الظهور والشعور، بأنهن مختلفات عن الفتيات الأخريات”.