أثارت يافطة عرضتها كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس على مفترق السرايا وسط غزة للجندي الإسرائيلي شاؤول أرون والذي أسرته القسام أثناء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في يوليو/تموز 2014 تساؤلات عديدة حول حياة الأسرى الإسرائيليين. فجاء تعليق اليافطة بالتزامن مع احتفال عائلة الجندي الإسرائيلي أرون صاحب الرقم “6092065” بعيد ميلاده الرابع في قطاع غزة، ووضعت صورة الجندي الإسرائيلي يمين اليافطة وكتب عليها باللغتين العربية والعبرية “طالما أبطالنا لا يرون الحرية والنور.. هذا الأسير لن يرى الحرية أبداً “، كما وضعت القسام رقم الجندي العسكري شمال اليافطة. ومنذ أسر الجندي الإسرائيلي ترفض حركة حماس الإدلاء بأي تفاصيل حول الجندي ما إذا كان على قيد الحياة أو مصاب أو قتل خلال المعركة التي أسر فيها شرق غزة. وتشترط حركة حماس قبل الخوض في الحديث عن أي صفقة تبادل مع الاحتلال الإفراج عن محرري صفقة شاليط. وأعادت قوات الاحتلال اعتقال قرابة 54 محررا في صفقة شاليط خلال السنوات الماضية. ويرى فلسطينيون أن هذه الصورة تأتي في إطار المعركة الإعلامية التي تخوضها كتائب القسام مع الاحتلال الإسرائيلي لتحريك ملف الأسرى. ويقول الباحث في الشأن الإسرائيلي والأسير المحرر في صفقة “شاليط” محمود مرداوي:” إن الصورة التي نشرتها كتائب القسام لشاؤول أرون تدخل في جزء من الاعلام ولم تدلل على شيء محدد وتبقي أمر الجنود مجهول”. ويرى مرداوي لموقع “الغد” أن هذه الصورة لا تألب الجمهور الإسرائيلي على نتنياهو بمفردها ، مضيفا ” أن ما يألب الجمهور هو شريط فيديو للجندي الإسرائيلي وهو يتحدث على عكس ما تحدث به الاحتلال أنهم ليسوا على قيد الحياة”. من جهة أخرى يرى الكاتب والمحلل السياسي حسام الدجني أن رسالة كتائب القسام هي الأكثر وضوحا ورسالة مباشرة تقول أن الجندي أرون حي، ويقول:”طالما القسام تحدث أنه لن يرى النور أو الحرية هذا بالتأكيد أنه حي وهذه الرسالة الأولى التي تكون أكثر وضوحا “. ويضيف في حديث لموقع “الغد” “رسالة القسام مباشرة يريد أن يحرك ملف التبادل مع الاحتلال من خلال الصورة “، مشيرا إلى أن القسام اعتادت على إرسال عدة رسائل وبأشكال مختلفة. ولفت إلى أن هذه الصورة جاءت بعد حادثة اقتحام عضو الكنيست الإسرائيلي أرون حازان لحافلة أهالي أسرى غزة أثناء توجههم لزيارة أبنائهم الاثنين الماضي لإرباك حسابات نتنياهو أمام عوائل الجنود. وكان يحيى السنوار قائد حركة حماس في قطاع غزة قال خلال لقاء مع المخاتير والوجهاء قبل أيام “إن قضية الأسرى قضيتنا ولن يهدا لنا بال حتى تحريرهم”. طالب أبو عبيدة الناطق العسكري باسم كتاب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس الثلاثاء الماضي قادة الاحتلال بفتح ملف الأسرى إذا كان لديهم الجرأة بحسب القسام. ووجه أبو عبيدة، في تغريدة له على حسابه عبر تويتر، رسالة للاحتلال الإسرائيلي، قال فيها: “بدلا من الخسة والزج بسفهائكم ليمارسوا أفعالا صبيانية تارة، ودفع عائلات الجنود المضللة تارة ليجتروا ما لقنتموهم من روايات استغفلتموهم بها، لتكن لديكم الجرأة لفتح هذا الملف في المكان المناسب ولتحلوا المسألة بشجاعة بدلاً من الاستقواء على النساء”. وقال أبو عبيدة، “أدخلتم جنودكم غزة في معركة وتركتموهم للمجهول، وبدلا من مواجهة الحقيقة، والتصرف بشرف ورجولة اخترتم طريق الجبناء تنصلا من مسؤولياتكم وهروبا من دفع الثمن”. يذكر أن كتائب عز الدين القسام، الذراع المسلحة لحركة “حماس”، كشفت في مطلع أبريل/نيسان 2016 لأول مرة عن صور لأربعة جنود إسرائيليين أسرى لديها. وكانت صفقة شاليط أبرمت بين سلطات الاحتلال وحماس في العام 2011 تقتضي بتسليم الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط مقابل الإفراج عن 1027 أسيرا فلسطينيا.
مشاركة :