مكة المكرمة ( صدى ) : دعا مفتي المملكة عبد العزيز آل الشيخ، قادة الأمة الإسلامية، إلى أن يتقوا الله في أنفسهم وشعوبهم ودينهم، وحذرهم من أن تكون أراضيهم منطلقًا لمؤامرات بعضهم ضد بعض، كما دعاهم إلى التعاون للحفاظ على الأمة واستقرارها. ودعا قادة الأمة أن يتقوا الله في سياساتهم الخارجية، قائلاً: اتقوا الله في أنفسكم، ولتكن لكم سياسة خارجية متزنة. جاء هذا خلال خطبة عرفة التي ألقاها بمسجد نمرة، واستمع إليها جموع حجاج بيت الله الحرام، الذين توافدوا على عرفات منذ إشراقة صباح اليوم الجمعة، للوقوف على صعيدها الطاهر، لأداء ركن الحج الأعظم. وتعرض آل الشيخ في خطبته لما يشهده العالم الإسلامي حاليًّا، محذرًا قادة الأمة من أعدائها الذين يحيكون المؤامرات ضدها. ووجه مفتي السعودية في خطبة عرفة رسالة إلى زعماء وقادة الأمة الإسلامية، قائلاً لهم: يا قادة المسلمين زعماء العالم الإسلامي، اتقوا الله في أنفسكم وشعوبكم وبلادكم ودينكم.. واعلموا أن كلاًّ مسؤول عما استرعاه الله عليه، فأعدوا للسؤال جوابًا. وأضاف محذرًا إياهم: اعملوا جميعًا لحماية دينكم وأخلاقكم.. دينكم مستهدف، وأمنكم مستهدف، وقوتكم مستهدفة، فأعداء الإسلام يحيكون المؤامرات ضدكم، واتقوا الله في أنفسكم، وتعاونوا فيما بينكم تعاونًا صادقًا في سبيل المحافظة على أمن أمتكم واستقرارها، ودفع الشرور عنها. وتابع: احذروا أن يكون أي منكم، أرضه مكانًا لحياكة المؤامرات ضد الآخر، مشيرًا إلى أن مجلس التعاون الخليجي خطا خطوات يشكر عليها، لكنهم بحاجة إلى تعاون إخوانهم جميعًا في سبيل عز الأمة وأمنها واستقرارها، فاتقوا الله يا قادة المسلمين، واسعوا جهودكم لتوحيد كلمة أمتكم وجمع صفوفها، واحذروا أن تكونوا جسورًا يعبر الأعداء عليها لأغراضهم المشبوهة. ودعا قادة الأمة أن يتقوا الله في سياساتهم الخارجية، قائلاً: اتقوا الله في أنفسكم، ولتكن لكم سياسة خارجية متزنة، مبينًا أن المجتمعات أمانة في أعناق قادة الأمة. وتعرض في خطبته لما تشهده أمة الإسلام من الفتن والمصائب في بعض دول الإسلام، وقال إنه يجب حل مشكلاتنا وإنهاء خصوماتنا وحقن دمائنا وإبعاد أمتنا عن هذه المشكلات والمصائب. وبيَّن أن الأمة ابتليت بجماعات سفكوا الدماء البرية، وقتلوا الأنفس المعصومة. هؤلاء يشابهون الخوارج، في إشارةٍ إلى داعش دون أن يسميَها، معقبًا هؤلاء عصابة إجرام؛ انتهكوا الأعراض وسفكوا الدماء ونهبوا والمال وأفسدوا وباعوا الحرائر في سوق النخاسة. وبيَّن أن هذه الجرائم الشنيعة إرهاب ظالم وعدوان غاشم وفساد، والله لا يحب الفساد. وأشر من هذا أنهم يقولون إنه جهاد وإنه إسلام، والله يعلم أنهم برآء من الإسلام ومن الجهاد.. فاحذروا أفعالهم الشنيعة وأفكارهم المنحرفة وبشاراتهم الزائفة. كما تعرض في خطبته لموافقة يوم عرفة يوم جمعة، قائلاً: حجاج بيت الله الحرام، أنتم في يوم مبارك من أيام الله؛ هو يوم عرفة، ويزيده شرفًا أنه يوم جمعة؛ فقد اجتمع يومان فاضلان. واختتم مفتي السعودية خطبته بالدعاء للمسلمين في كل مكان في اليمن والشام وليبيا والعراق. وقال آل الشيخ: اللهم نجِّ إخواننا في الشام من الظالمين وعدوان المعتدين.. اللهم وفق إخواننا في العراق وفي اليمن وليبيا وسائر بلدان الإسلام. ثم وجَّه رسائل عدة إلى تلك الدول قائلاً: يا إخواني في العراق، متى تعودون إلى رشدكم؟! متى تتغلبون على هذه المتفجرات وعلى هذه الفتن العظيمة؟!. وتابع: يا إخواني في اليمن، ما هذه الحال السيئة؟! حولتم اليمن السعيد إلى خوف وذعر وسفك للدماء. وأردف: يا إخواني في ليبيا، اتقوا الله في أنفسكم وتعاونوا على البر والتقوى، واحذروا النزاع والشقاق.
مشاركة :