تعتبر امتحانات نهاية العام الـ12 من المرحلة الدراسية لحظة محورية للمراهقين؛ لأنها تنقلهم إلى مرحلة البلوغ. إنها فترة تتميز بالابتهاج والسعادة والخوف، حيث يتطلع المراهقون إلى بدء الجامعة. وباعتباري اختصاصي في علم الأعصاب التربوي بجامعة ملبورن، أستطيع أن أقول إن المشاعر المتقلبة التي يشعر بها طفلك أمر طبيعي. وكآباء وأمهات، هناك استراتيجيات يمكنكم استخدامها لمساعدة أطفالكم على اجتياز والتعامل مع زوبعة ما بعد الامتحان وإفساح المجال لأطفالكم للترويح عن أنفسهم مع إبقائهم مركِّزين على اتخاذ قرارات هامة فيما يتعلق بمستقبلهم. احتضان فوضى حفلات طلاب المدارس الصاخبة الكلمة تبعث الخوف في قلوب الآباء بجميع أنحاء البلاد، قد لا ترغب في سماع ذلك، ولكن لا أعرف ما إذا كان أي شخص قد توصل لطريقة للتعامل مع حفلات المدارس الصاخبة. الشيء الوحيد والأفضل الذي يمكنك القيام به في هذه المرحلة هو السماح لهم بالذهاب ومحاولة الحفاظ على سلامتهم. بعد أشهر من التوتر والقلق، فإن أطفالك يكونون بحاجة إلى الشعور بالتحرر، إنه مكافأة هامة لعملهم الشاق. إذا وضعت فيهم ثقتك وكنت متأكداً من أنهم يفهمون أنك لا تريد سوى أن يبقوا آمنين، فسوف ينصتون. أبقِ خط التواصل مفتوحاً قبل النتائج حتى الطلاب الأكثر اجتهاداً وذكاءً لديهم مستوى من عدم اليقين في الفترة التي تسبق تلقي نتائج اختباراتهم. أنت تعرف طفلك أفضل من أي شخص، إذن ستتمكن من فهم كيف يشعر. إذا كان عصبياً، وهذا أمر طبيعي تماماً، فإن الشيء المهم هو الحفاظ على خطوط التواصل مفتوحة. التحدث معهم عن شعورهم والاستماع لهم، لا يمكنك أن تفعل الكثير، ولكن قدِّم لهم الدعم وقم بطمأنتهم بأنهم فعلوا كل ما في وسعهم. استمع لهم وقدِّم لهم العطف في يوم إعلان النتائج تحتاج إلى أن تكون مستعداً ليوم إعلان النتائج؛ لأن رد فعلك سوف يؤثر عليهم تقريباً بالقدر الذي تؤثر به النتيجة نفسها. إذا حصل طفلك على نتيجة سيئة، فهناك 3 أشياء عليك أن تأخذها بعين الاعتبار. 1. من المرجح أن يكون رد فعلهم مختلفاً عن رد فعلكم، وهذا أمر عادي. غالباً ما نفترض ونتنبأ بما يجب أن يقوموا به أو يشعروا به ونطبقه عليهم. بدلاً من ذلك، من المهم حقاً أن تتركهم يشعرون بما يشعرون به. 2. في 48 إلى 72 ساعة الأولى، عملك كأب/أم ليس أن تكون حازماً؛ بل مجرد الاستماع والعطف. هناك الكثير من الآباء والأمهات لديهم ميل لمحاولة حل المشكلة، ولكن ما يفعله هذا لطفلك هو تخريب تلك اللحظة التي يمرون بها وما يشعرون به. لذا انطلق وأخبِرهم بألا يقلقوا، لكنهم يحتاجون للتوصل للطريقة التي يتعاملون بها مع الموقف بأنفسهم. 3. بعد أن سمحت لهم هذه المرة بمعالجة نتائجهم، يمكنك البدء في لفت نظرهم إلى ما يريدون حقاً. تحدث معهم عما يفكرون فيه وابدأ في التخطيط لطرق أخرى للوصول إلى مسارهم. سواء كانت نتائجهم جيدة أو سيئة، مهما كان رد فعلك الأول؛ قم بالعكس. أطفالك يعيشون معك منذ 17 سنة، لذا فهم يعرفون تمامًا المتوقع منك وسيحاولون حماية أنفسهم. إذا كان رد فعلك عادة هو الانطلاق ومحاولة حل الأمور، فهم يعرفون أنك ستقوم بذلك، ولن ينصتوا إليك. بدلاً من ذلك، اجلس واسألهم ما الذي يريدون القيام به. وفِّر لهم الاستقرار والدعم في أثناء انتقالهم إلى الجامعة الانتقال من المدرسة الثانوية إلى الجامعة تغيير كبير، وبعض الأطفال سيتعاملون مع هذا التحول بشكل مختلف عن الآخرين. أهم شيء يمكنك القيام به هو إبقاء الأمور طبيعية قدر الإمكان طوال العملية. البعض سيتعامل مع الأمر بثقة ولكن الآخرين سيكونون قلقين وغير مؤكدين. يضع الأطفال أنفسهم تحت ضغط كبيرهذه الأيام، وآخر شيء يحتاجون إليه هو مزيد من الضغط من الآباء والأمهات، سواء كان ذلك ناتجاً عن نتائجهم، أو ما يريدون القيام به، أو عن الطريقة التي يتصرفون بها. وكلما جلست وسمحت لهم بالتعامل مع الأشياء بأنفسهم في هذه المرحلة من حياتهم، كان ذلك أفضل. كل هذا يأتي لتفهم كيف يشعر طفلك حول نهاية المدرسة. لقد حان الوقت لتغيير كبير في حياتهم وكأب أو أمّ، دورك هو الحفاظ على مستوى من الاستقرار؛ حتى تجعلهم يشعرون بالراحة والثقة في أثناء اتخاذ خطواتهم الأولى بالعالم الحقيقي. هذه التدوينة مترجمة عن النسخة الأسترالية لـ"هاف بوست". للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط . ملحوظة: التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.
مشاركة :