2017/12/28 تهل علينا الذكرى الثالثة لبيعة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - والمملكة تقف على أعتاب مرحلة جديدة في مسيرة تطورها السياسي والاجتماعي ونهضتها الاقتصادية والتنموية، وهي مرحلة تاريخية انتقالية استطاع وبحكمته وحزمه المعهود خادم الحرمين الشريفين أن يضع الأسس لتكون انطلاقة جديدة نحو آفاق التقدم والتطور والاستقرار، فالمملكة العربية السعودية تتحول من دولة ريعية إلى دولة إنتاجية، ومنذ أن تولى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان مقاليد الحكم، اتخذ قرار الإصلاح الذي لا رجعة فيه، فقضى على البيروقراطية التي عطلت كثيراً عجلة التنمية، وأنقذ الدولة من موت بطيء، واضعاً نصب عينيه راحة ورفاهية المواطن السعودي، والدفاع عن الأمة العربية والإسلامية، والاستقرار والسلام لدول العالم أجمع، فقاد تحالف إعادة الشرعية في اليمن؛ لتصبح السعودية ثاني دولة في العالم بعد الولايات المتحدة الأمريكية من حيث القدرة على قيادة تحالف دولي، وأولى مهمة التنفيذ لمحمد العزم الذي أدار العملية بمهنية واحترافية عالية، وبنفس طويل، دون الإخلال بحماية الممرات الدولية، والمياه الإقليمية؛ ليُعطى العالم دروساً في إدارة حروب الشوارع، وظل محافظاً على استقبال الحج والمعتمرين وزائري مسجد المصطفى صلى الله عليه وسلم، وتقديم الأمن والعون والمساعدة لهم، ولَم يعلن حالة الطوارئ أو يضع قيوداً أو أنظمة اضطرارية. في الوقت ذاته، كان يولي المواطن جل اهتمامه وبحزم منقطع النظير مع المسؤولين. ولأن الوطن مر ويمر بكثير من التحديات والتي منها انخفاض أسعار النفط، اعتمد رؤية 2030 وبرنامج التحول الوطني الطموح. هذه الرؤية عكست كل التوقعات والدراسات الدولية والإستراتيجية من دولة في طريقها للإفلاس، إلى دولة تتصدر قائمة الدول الأعلى نمواً في العالم. وهو ما زال يسابق الزمن، لأنه يرى أنه يجب أن نكون أفضل من ذلك بكثير، حتى أن بعض المحللين السياسيين اعتبروا أن ما تقوم به السعودية مغامرة، ولعلي أعذرهم، فهم لا يعرفون سلمان الحزم، ومحمد العزم، فهما لا يقبلان بأنصاف الحلول، ولا يعي هؤلاء المحللون جيداً، مدى التلاحم الموجود بين القيادة والشعب، ولَم يستوعبوا أن الشعب السعودي طموح وعملي، وما أن تتاح له الفرصة، إلا ويضع بصمته الإبداعية عليها، ولعل حزمة الإصلاحات التي أبهرت الداخل قبل الخارج، وتحقيق المعادلات الصعبة، وتوجيه الدعم لمستحقيه، وإقامة العدل، ومكافحة الفساد، وبث دماء شابة وطموحة من أولي العزم، كل هذا وأكثر تحقق في فترة وجيزة. فترة التأسيس والبناء لمرحلة جديدة من العمل الجاد؛ لتحقيق الآمال بكل شفافية وشراكة مجتمعية. * محكم دولي معتمد. خبير منازعات الاستثمار
مشاركة :