استضافت الدوحة، أمس، فعاليات «مؤتمر المرأة والمسؤولية المجتمعية الثالث في الدول العربية»، المنظم من قبل مركز المرأة للمسؤولية المجتمعية عضو الشبكة الإقليمية للمسؤولية الاجتماعية، وذلك بالتعاون مع مركز ماكسيمايز للتدريب بدولة قطر. ويأتي المؤتمر في دورته الثالثة؛ ليسلط الضوء على موضوع: «المرأة العربية المسؤولة.. أدوات للتمكين المهني بمعايير عالمية»، وليؤكد أن هذا العصر عصر اعتماد أدوات احترافية لتصميم مبادرات نوعية؛ لتحقيق التمكين المهني للمرأة.استعرض المؤتمر مجموعة من أوراق العمل قدمتها شخصيات نسائية رفيعة المستوى من دولة قطر والدول العربية الشقيقة، بالإضافة إلى عدة فعاليات متصلة بأفضل الممارسات في مجالات التمكين المهني للمرأة. وافتتح المؤتمر بكلمة للراعية الفخرية سعادة الدكتورة أمل البكري البيلي، وزيرة التنمية الاجتماعية بولاية الخرطوم السودانية؛ السفير الدولي للمسؤولية الاجتماعية، والتي ركزت على ضرورة أن يتم تمكين المرأة مهنياً؛ عبر تبني أدوات احترافية يتم فيها مراعاة الخصوصية الثقافية لمجتمعاتنا العربية، وطالبت بأن يتم التعرف على أفضل الممارسات العالمية لتحقيق التمكين المهني للمرأة. وألقت الدكتورة منى بنت عمير النعيمي -رئيسة اللجنة المنظمة العليا للمؤتمر- كلمة قالت فيها: إن المؤتمر جاء في وقت تعاظم فيه دور المرأة المهني، وأصبحت المرأة العربية عنصراً مهماً في عمليات التنمية في المنطقة العربية. وأضافت أنه سيتم تدشين البرنامج التدريبي الدولي «التمكين المهني للمرأة المسؤولة مجتمعياً»، وتكريم الفائزات بوسام المرأة العربية القيادية المسؤولة مجتمعياً؛ بمناسبة انعقاد المؤتمر في دورته الثالثة بمدينة الدوحة. الحصار لم يؤثر وقالت الدكتورة منى النعيمي -رئيس اللجنة التنظيمية للمؤتمر؛ في تصريح لـ «العرب»- إن أهم ما يميز المؤتمر هذا العام هو استضافته في الدوحة، وخاصة في ظل الظروف الحالية، مؤكدة على أن المؤتمر لم يتأثر بعدم وجود ممثلات من دول الحصار، والدليل على ذلك هذه المشاركة الكبيرة التي شهدها المؤتمر. وتابعت: «المؤتمر لم يتأثر بغياب ممثلات دول الحصار، بل على العكس تماماً، حيث إن الحضور كان كبيراً للغاية». وأشارت إلى أن المؤتمر ضم في جلساته أوراق عمل من متحدثات قطريات وشخصيات بارزة في المجتمع؛ استعرضن مبادراتهن وأفكارهن في مجال تمكين المرأة مهنياً بالاستعانة بأدوات عالمية. جهود التنمية وأوضحت الدكتورة نجوى بلطيف -رئيسة مركز المرأة للمسؤولية الاجتماعية بالشبكة الإقليمية للمسؤولية الاجتماعية- أن السنوات الأخيرة شهدت توسعاً مذهلاً في حجم ونطاق وقدرات المنظمات والشخصيات النسائية في جميع أنحاء العالم. وأشارت إلى أن هذه المنظمات والشخصيات استطاعت أن تحقق دوراً بارزاً في المساهمة في جهود التنمية، وتصميم مبادرات خلاقة تساهم بفاعلية في تلبية الحاجات المجتمعية جنباً إلى جنب مع جهود المؤسسات الحكومية والخاصة. وأكدت أن المنظمات النسائية أصبحت جهات مهمة لتقديم الخدمات المجتمعية، وتنفيذ برامج التنمية الأخرى كمكمّل للعمل الحكومي، لا سيما في المناطق التي يضعف فيها الحضور الحكومي، كما في أوضاع ما بعد انتهاء الصراعات أو الكوارث الطبيعية أو غيرها. واختتمت تصريحها قائلة: «إن هذا المؤتمر تم توجيهه للقيادات المجتمعية النسائية في المنطقة العربية، باعتبار القيادات النسائية هن صاحبات المبادرات في توجيه منظماتهن نحو اعتماد منهجيات مهنية وعلمية في إدارة تلك الموارد المتعددة التي تمتلكها منظماتهن لصالح تنمية المجتمعات». مشاركة واسعة وشاركت في المؤتمر قرابة (20) شخصية خليجية وعربية؛ قدمن أوراق عمل متخصصة في مجالات التمكين المهني، وأتيحت فرصة للمشاركات المتميزات لتقديم عروض خاصة عن قصص نجاحاتهن في مجالات التمكين المهني. كما تم تكريم الفائزات بوسام المرأة العربية القيادية المسؤولة مجتمعياً لهذه الدورة، وهن: سعادة الدكتورة أمل البكري البيلي وزيرة التنمية الاجتماعية بوزارة التنمية الاجتماعية، ومعالي الشيخة عائشة السيابية رئيسة الهيئة العامة للصناعات الحرفية، ومعالي السيدة فاطمة الزهراء الزرواطي وزيرة البيئة والطاقات المتجددة من الجزائر، إضافة إلى سعادة السيدة معالي العسعوسي المتخصصة في العمل الإنساني سفيرة الخير من دولة الكويت. والجدير بالذكر أن الشبكة الإقليمية للمسؤولية الاجتماعية وبالشراكة مع مركز ماكسيمايز للتدريب في دولة قطر؛ يعملان على تجسير الفجوات بين الخبرات الدولية وبين المنظمات والشخصيات النسائية العربية المستهدفة، عبر إيجاد مظلة علمية ومهنية تجتمع فيها النساء من ذوات الاختصاص والاهتمام المشترك، للعمل سوياً على بناء تنمية فاعلة لمجتمعاتنا العربية. حصة السويدي: المرأة القطرية نحو «التمكين» أكدت الإعلامية حصة السويدي -مقدمة برامج في تلفزيون الريان- أن المرأة القطرية حاضرة وبقوة في المجتمع القطري، ولكنها ما زالت في طريقها تجاه التمكين الحقيقي، مشيرة إلى أن القطريين جميعهم تأثروا بخطاب الثبات لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، فقد كان الخطاب مُلهماً للجميع؛ بما في ذلك النساء. وأضافت أنه بعد أزمة الحصار فُتحت الكثير من المجالات أمام المرأة القطرية، ومنها مجال ريادة الأعمال والمشاريع الصغيرة التي تدعمها الدولة بشكل كبير، فهناك الكثير من النساء القطريات حالياً مسؤولات عن مشاريع اقتصادية وزراعية، وصناعية، وفي السابق كانت هذه المشاريع تقتصر على الرجال فقط، وكل هذه الأمور شواهد على أن المرأة القطرية تسير في الاتجاه الصحيح نحو التمكين. ولفتت حصة السويدي إلى أن حضرة صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر المسند تعد نموذجاً رائداً في دولة قطر، لما لها من دور عظيم في دعم المرأة القطرية في كافة المجالات، وكذلك قيادتنا الرشيدة، وظهر ذلك مؤخراً من خلال السماح لثلاث سيدات قطريات بعضوية مجلس الشورى، كل هذه الأمور تدعم توجهات أحلام الفتاة القطرية في أن تصبح صاحبة حضور حقيقي؛ من خلال مناصب متعددة ومختلفة في دولة قطر. بثينة الأنصاري: وجود 4 سيدات في «الشورى» أمر مبشر أعربت الأستاذة بثينة الأنصاري رئيس شركة سترايك القابضة لخدمات الموارد البشرية بدولة قطر عن سعادتها بالمشاركة في المؤتمر، مشيرةً إلى أنها تحرص دائماً على المشاركة في أي مبادرة تخص تمكين المرأة. كما أضافت أن المؤتمر يلقي الضوء على العديد من النقاط المحورية المهمة، ومن أهمها تمكين المرأة العربية في مختلف المجالات اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً ومهنياً، ولفتت إلى أن أكثر ما يثير اهتمامها هو الجانب المهني في حياة المرأة. وأشارت إلى أن هناك العديد من المبادرات في دولة قطر التي مكنت المرأة من الدخول والانخراط بشكل كبير في العمل الميداني، وأوضحت أن هناك تزايداً كبيراً في عدد النساء القطريات اللاتي يعملن في القطاع الحكومي والخاص مقارنة بالعشر سنوات الماضية. كما ذكرت أن وجود 4 سيدات قطريات في مجلس الشورى هو من أحد أهم الدلائل على أن دولة قطر قطعت شوطاً كبيراً في تمكين المرأة القطرية مقارنةً بالدول العربية والخليجية.;
مشاركة :