تداعيات البيان البيان التاريخي الذي أصدره اتحاد القدم والذي لا يعلم عنه أحد لاشك أنه بمثابة (الزيت الذي سكب على النار) فبعد أشهر من الهدوء الذي ساد على الجمعية العمومية من خلال الهدنة التي توصلت لها اللجنة الأولمبية ما بين مجلس إدارة الاتحاد وممثلي الجمعية العمومية كان البيان الصادر عن اجتماع مجلس إدارة الاتحاد إعلان نقض واضح لتلك الهدنة مما جعل الجمعية العمومية تتحرك بوتيرة أسرع من خلال تداولات لم تتوقف خلال الأسبوعين الماضيين والتي ستبدأ رحاها تدور خلال الفترة المقبلة في خطوات سريعة ستطالب من خلالها الجمعية العمومية بسرعة عقد اجتماع للجمعية وبكل الوسائل الممكنة وغير الممكنة والتي ترى أن مجلس إدارة الاتحاد السعودي لا يريد أن يسير وفق الأنظمة واللوائح. رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم لاشك أنه يتحمل الجزء الأكبر مما حصل والذي سمح لبعض أعضاء الاتحاد بالتجاوز الكبير من خلال تصريحاتهم، فعندما يكون هناك مجلس إدارة يجتمع بغياب الأمين العام ومغادرة سريعة للإجتماع من قبل نائب رئيس الاتحاد ومن ثم مغادرة رئيس الاتحاد واستكمال الاجتماع بغياب ثلاثة أعمدة رئيسية لاشك أنه يعطي انطباعاً عن آلية العمل التي يسير عليها المجلس ومن ثم صدور بيان صحفي يتم نفيُه بعد ثلاثة أيام من صدوره ويتضح أنه لم يعلم عنه أحد ولم يجزه أي طرف مسؤول داخل الاتحاد السعودي لكرة مؤشر خطير جداً لا يعكس حجم الاحترافية ولا يعطي ثقة بأن الاتحاد السعودي في مكوناته يسير وفق منهجية إدارية صحيحة ولعل ذلك كله تثبته التصريحات الصادرة من رئيس وأعضاء مجلس إدارة الاتحاد التي ينتقد كل واحد منها عمل الآخر وهذا مؤشر آخر يعطي انطباعاً أن مجلس الإدارة لا يسير وفق توافق ورؤية واضحة متفق عليها من قبل الأعضاء مما سيعزز من قوة تدخل الجمعية العمومية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه. خطورة التدخل تدخل الجمعية العمومية الآن يعني فتح كل الملفات السابقة واللاحقة ويعني في ذات الوقت أن مجلس إدارة الاتحاد في طريقه للتغيير شكلاً ومضموناً سواء بإبعاد بعض الأعضاء أو محاسبة المجلس أو الطلب بحل مجلس الإدارة بالكامل وهذا يضعنا أمام خلاف شديد قد يتطور لما هو أبعد من الجمعية العمومية خاصة في ظل وجود كأس الخليج على الأبواب والتي من الممكن أن يبدأ تحرك الجمعية العمومية بعد البطولة بشكل أقوى لتكون بطولة الخليج ضمن أدوات المحاسبة التي لن يسلم منها مجلس الإدارة في الوقت التي تعاني فيه المنتخبات السعودية من تردٍ واضح في إدارتها والتي كان آخرها تعيين عبدالرزاق أبوداود الذي لا يلقى قبولاً جيداً من أعضاء مجلس الإدارة أو من قبل الجمعية العمومية في ظل خلافات لم تظهر على السطح حتى الآن بين أعضاء مجلس الإدارة، ولعل الجمعية العمومية اليوم بين عدد من الخيارات أولها طلب معالجة الكثير من الأمور والتي منها استبعاد أعضاء في مجلس الإدارة ترى الجمعية العمومية أنهم أساؤوا لكرة القدم السعودية ولمجلس الإدارة والآخر هو حل مجلس الإدارة والدعوة لانتخابات مبكرة وهذا قد يكون بعد إنتهاء بطولة الخليج مباشرة، أما الحل الثالث فهو طلب انتخابات جديدة بعد أن يتم إقرار النظام الأساسي للاتحاد والذي يعد الأول الذي يقر خاصة بعد اعتراف مجلس الإدارة حالياً وبعد سنتين من تشكيل المجلس أن الاتحاد الدولي لم يعتمد النظام الأساسي السابق لوجود مادة غير صحيحة تم إضافتها لتكون ذات تأثير في الانتخابات السابقة مما يعني طعناً غير مباشر في الانتخابات السابقة. مجلس الإدارة أصبح من الواضح أن مجلس إدارة الاتحاد السعودي لكرة القدم أصبح اليوم يعاني من الكثير من المشكلات في دوائره، فالبيان الأخير أظهر هشاشة العمل داخل المجلس فهو لم يستطع أن يصيغ بيانا يمثل قرارات المجلس ومداولاته بل تم نفيه من قبل ثلاث شخصيات قيادية في الاتحاد ولم يصدر بيان توضيحي يؤكد من خلاله حقيقة قرارات مجلس إدارة الاتحاد مما يعني نفي البيان مع التأكيد على ما جاء فيه وهو ما يخالف أبسط قواعد النظام الأساسي خاصة بأنه ألغى قرارات للجمعية العمومية واستبدلها بقرار من مجلس الإدارة وأعلن تغيير مادة في النظام ونقضها دون الرجوع للجمعية العمومية وكلها تعد مخالفات جسيمة تتعدى صلاحيات مجلس الإدارة بالإضافة للصراع القائم بين بعض أعضاء مجلس الإدارة والأمين العام للاتحاد والاتهامات التي أطلقها بعض أعضاء مجلس الإدارة تجاه الأمين العام وسياسته في العمل واتهامات أخرى ضد بعض اللجان العاملة في الاتحاد وكل تلك الخلافات تعطي مؤشراً لوجود صراعات داخلية داخل الاتحاد السعودي لكرة القدم بدأت تظهر على السطح والتي قد تتسع أكثر خلال الفترات المقبلة مما يعني عدم جود استقرار داخل مجلس إدارة الاتحاد خاصة بعد أن هدد عضو مجلس إدارة الاتحاد عبدالرزاق أبو داود رئيس الاتحاد باللجوء للفيفا في حال تأكد أن شركة ديلوت جاءت عن طريق رئيس اللجنة الأولمبية السعودية الأمير عبدالله بن مساعد، حيث إن هذا الأمر جعل رئيس الاتحاد يشكل فريق عمل لمراجعة النظام الأساسي وإنهاء أعمال اللجنة المكلفة من قبل الجمعية العمومية. مستقبل مظلم جميع المؤشرات اليوم تشير لوجود مشكلات عميقة في منظومة كرة القدم السعودية، فالجمعية العمومية أصبحت اليوم في محك عمل بعد أن تم التدخل في صلاحياتها ومجلس الإدارة أصبح يواجه مشكلتين الأولى داخل المجلس، والثانية خارج المجلس مع الجمعية العمومية، والتوافق بين أعضاء المجلس وبين المجلس والجمعية العمومية بدأ غيابه يتضح بشكل أكبر مع كل حدث وقرار. وهذا يعني أن مجلس الإدارة الحالي يسير نحو مستقبل مظلم، إما حله بالكامل أو تغيير جذري في آلية عمله ومنهجيته وكلا الأمرين سيؤدي لخلل أكبر يسير باتحاد القدم الحالي نحو انتخابات مبكرة في ظل أن هناك نظاما أساسيا معطلا لا يعمل به وجمعية عمومية فاقدة لأبسط صلاحياتها وهو عقد جمعية عمومية وممارسة حقها الدستوري الذي كفله لها النظام وفوق كل هذا وجود نظام أساسي غير معترف به من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم وأكثر من ذلك أن اتحاد القدم يعمل في ظل ميزانية لم تعتمد له من قبل الجمعية العمومية وميزانية ختامية أخرى لم يتم الموافقة عليها من قبل الجمعية العمومية، وكل هذه مشكلات تتفاقم يوما بعد آخر خاصة أنه أصبح اليوم واضحاً وجلياً تخوف مجلس إدارة الاتحاد من عقد جمعية عمومية والتي تعد بالنسبة له نقطة نظام قد تؤدي لحل الاتحاد بالكامل، حيث إن المخرج الوحيد الذي يبحث عنه مجلس إدارة الاتحاد هو تغيير الفقرة الخامسة من المادة الحادية والعشرين من النظام الأساسي ليستطيع مجلس الإدارة تغيير أعضاء الجمعية العمومية بآخرين بالتنسيق مع الأندية لإيجاد مخرج يسمح باستكمال مجلس الإدارة دورته الحالية، حيث إن هذه الفقرة تم وضعها من قبل اللجنة السباعية برئاسة أبوداود والتي منها خمسة أعضاء في مجلس الإدارة وهم ذاتهم اليوم من يطالب بتغيير هذه الفقرة التي أصبحت اليوم مهددة لمجلس الإدارة وأعضائه.
مشاركة :