طلال مداح: عبقرية وجمال الصوت يكتسيان بروحانية الحج والابتهالات الدينية

  • 10/4/2014
  • 00:00
  • 19
  • 0
  • 0
news-picture

لم يقف تفرّد طلال مداح –رحمه الله– عند بوابة الغناء الصّرف ولا الصوت الأخّاذ الفارط في عذوبته ولا عبقريّته في صوغ ألحانه المذهلة التي تجاوزت زمنها لتقف شامخة على ذُرى التجديد والتحديث الموسيقي. فذكاء هذا الفنان وعبقريّته تكمن في تمرّده على القوالب المألوفة ونزعته الحثيثة صوب التجريب والإبداع يرفده في ذلك روح وثّابة لا تركن لسكونيّة العادي والمألوف بل إنهّا روح جموح تتفلّت من أيّ قيد يضعه في ربقة الجمود. من هنا فلا غرابة أن تبقى أعماله بذات الوهج والحرارة والدفء والألق. من يتتبّع رحلة هذا الصوت الموغل في الأصالة والشجن يجده في تحدٍّ دائم مع الإبداع والابتكار والتجديد وكذلك طرق آفاق جديدة لم تطأها أقدام فنان غيره. من هذه الملامح العبقرية في مسيرة صوت الأرض تفرده بغناء الأغاني الدينية والموشحات التي تتجاوز في مجموعها ما قدمه جميع فناني الوطن وقد يتجاوز ما قدمه فنانونا العرب وعلى سبيل المثال أغاني الحج التي قدم عدداً منها مثل: أغنية "يا حج يا مبرور" وأغنية "يا لابس الإحرام" وأغنية "يا حادي قوم" وكذلك "بحمدك يا رب الخلائق نجهرُ" وابتهال "أسماء الله الحسنى" وابتهال "يا رب إنك أنت الواحد الأحد وقد كفاني علم ربي" وايضاً ابتهال "يامن تحل بذكره النوائب والشدائد" وغيرها مما قد يكون غاب عنا أو لم يتم توثيقه بحكم أن جل أعمال هذا الطود متناثرة هنا وهناك وتحتاج لجهود كبيرة لجمعها وتوثيقها بل وتقديمها لعشّاق هذا الصوت المبدع على امتداد وطننا العربي الكبير. من هذه الأغاني: "يا حج يا مبرور" التي شدا بها في بداياته الفنية من كلمات: سعيد الهندي وألحان: مطلق الذيابي/سمير الوادي وتقول كلماتها: يا حج يا مبرور.. يا خامس الأركان شهر الحرم والأمن .. جاء الحجيج فرحان أهلاً بكم أهلاً حجاج بيت الله.. فيه العباد تدعي .. يا رب اسقينا بير الشفاء زمزم .. يشفي العليل فينا أهلاً بكم أهلاً حجاج بيت الله.. لبت جموع الحج .. لبت من الأعماق يا رب اكتبنا .. كل القلوب تشتاق أهلاً بكم أهلاً حجاج بيت الله.. يوم الوقوف لبوا .. لبوا باسم الله أهلاً بكم أهلاً .. حجاج بيت الله أهلاً بكم أهلاً .. حجاج بيت الله .. وكذلك أغنية: "بحمد يا رب" وتقول كلماتها: بِحَمْدِك يارب الْخَلائِق نُجْهَرُ وَبِالْفَضْل وَالْإحْسَان مِنْك نُبْشِرُ تَنَادَى إِلَيك الْمُسْلِمُون وَبَادَرُوا وَمِن كُلّ فج يَمَّمُوك وَكَبُرُوا غُذُّوا إِلَيك السَّيْر تَهْوِي قَلُوبهُم وَتَعَدَّوْا إِلَى الْبَيْت الْعَتِيق وَتُظْفَر وَهَبُّوا إِلَى هَدِيّ النَّبِيّ محمدٍ وَأَصْحَابِهِ الْأَبْرَار فِيمَا تُخَيِّرُوا وَإِنّ اعتصمنا وَأُسْتَقَمْنَا لِرَبِّنَا لِنُجْزَى بإحدى الحسنيين ونؤثرُ وفي الأفق للمصلّين مسجدٌ وماءٌ وظِلٌّ سلسبيلٌ ومَخبَرُ

مشاركة :