برنامج المتطوعين يغيّر حياة الناس في بابوا نيوغينيا

  • 11/29/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

هل يمكن لكرة القدم أن تغيّر حياة الناس فعلاً؟ في الظاهر تبدو هذه العبارة مجرد واحدة من العبارات التي تتردد على ألسنة الناس ولكنها بعيدة عن الواقع. ولكن إذا نظرت بشكل معمق إلى قصص بعض المتطوعين ضمن بطولة كأس العالم للسيدات تحت 20 سنة بابوا نيوغينيا 2016 FIFA فستجد بكل وضوح أن هذه البطولة تلعب بحق دوراً محورياً في مساعدة الناس على إعادة بناء حياتهم. يسحب المتطوع دانيش بول طرف قميصه ليكشف عن أثر رصاصة في كتفه تلقاها خلال نزاع في القرية. ويعترف دانيش بسجله في ارتكاب بعض الجنح بعد طفولة لم يتلقّ فيها التعليم الكافي في المدرسة، ويقول إنه يحاول الآن بشكل جاد أن يغير نمط حياته. وعندما سأله موقع FIFA.com كيف ساعدته البطولة، بدأ بالبكاء وهو يتحدث بخليط من لغة "توك بيسين" والإنجليزية من خلال مترجم. أجاب دانيش الذي يعمل في خدمات الجمهور "لقد تغيّرت بشكل لم أتخيله ابداً. لقد تعلمت كيف أبتسم للآخرين وأن أصبح شخصاً أفضل. وأتمنى أن يؤدي ذلك الى حصولي على عمل." ويتفرد برنامج المتطوعين ضمن بطولة كأس العالم للسيدات تحت 20 سنة FIFA عن غيره من البرامج. فنظراً إلى أن نحو 70 إلى 80 في المئة من الشباب في بابوا نيوغينيا عاطلون عن العمل، فقد تم اتخاذ القرار بإنشاء برنامج يمنح الشباب فرصة لزيادة المهارات والخبرات التي ستقود إلى زيادة ثقتهم بأنفسهم وحصولهم على وظائف مستقبلية. ونتيجة لذلك فإن عدداً كبيراً من المتطوعين العاملين في بطولة بابوا نيوغينيا 2016 البالغ عددهم ألف متطوع هم من خلفيات فقيرة. كانت هذه البطولة بمثابة فرصة حقيقية للنمو، وقد شهدت الكثير من التغيير خلال فترة قصيرة. من الرائع أن أرى هذا العدد الكبير من النساء. أريد أن أرى النساء ينطلقن إلى عالم من الثقة والتألق. دولشي جورويا تغيير النظرة تجاه السيداتيركّز برنامج التطوع والبطولة على حملة إنهاء العنف ENDviolence#، حيث يشكّل العنف ضد السيدات والفتيات في المنطقة مشكلة واسعة النطاق. وفّرت بطولة كأس العالم للسيدات تحت 20 سنة FIFA منصة مثالية لتغيير هذا السلوك. وبالفعل فقد أصبحت لاعبات بابوا نيوغينيا نماذج يُحتذى بهن ويحظين بالتعاطف من الجمهور والإهتمام الإعلامي أينما ذهبن. وقالت يوري أوما البالغة من العمر 21 عاماً وهي متطوّعة تعمل في منح الإعتمادات "لم أتعرض للعنف في حياتي، ولكن الكثير من صديقاتي تعرضن للعنف الذي يشكل مشكلة كبيرة هنا، وهو ما يجعل من هذه الحملة مهمة للغاية." وأضافت: "لقد كانت هذه التجربة رائعة، فقد تعلمت الكثير من الأمور من هذه البطولة. وقبل أن تبدأ رحلتي مع البطولة كنت في المنزل لا أفعل شيئا مميزاً وأبحث عن عمل. وقد منحتني هذه التجربة الثقة التي سأستفيد منها في المستقبل. والآن أود أن ألتحق بالجامعة وأصبح طبيبة." وسيتم اختيار 50 من بين ألف متطوع عقب انتهاء البطولة ليكونوا سفراء حملة إنهاء العنف ENDviolence# في مجتمعاتهم. وسيتلقون المزيد من التدريب لدعم حملة توعية أوسع تشمل المجتمع بأكمله في 20 مدينة صفيح في بورت مورسبي في الأشهر التي تلي انتهاء البطولة. وشجّعت دولشي جورويا شقيقتها ماري فيليب على المجيء إلى بورت مورسبي لبدء حياتها من جديد. لم تعمل ماري البالغة من العمر 32 عاماً قط في حياتها، لكنها قطعت الرحلة المتعبة لمدة عشر ساعات للوصول إلى العاصمة وهي مصممة على بدء حياتها من جديد. كان ذلك قبل ثلاثة أشهر وتقول ماري أن نظرتها العامة تغيرت تماماً خلال تلك الفترة القصيرة: "علّمتني هذه التجربة أن أواجه التحديات. لقد كانت تجربة جديدة بالنسبة لي قابلت خلالها أشخاصاً من جميع أنحاء العالم." وتقول دولشي التي تعيش في بورت مورسبي أن البطولة منحت النساء مزيداً من الثقة في أنفسهن وفي المجتمع "كانت هذه البطولة بمثابة فرصة حقيقية للنمو، وقد شهدت الكثير من التغيير خلال فترة قصيرة. من الرائع أن أرى هذا العدد الكبير من النساء. أريد أن أرى النساء ينطلقن إلى عالم من الثقة والتألق."

مشاركة :