مسيرة مليئة بالنجاحات للاعب كان واحدا من أفضل الأظهرة في أوروبا وهو ماسيمو أودو نجم ميلان السابق. تألقه الأبرز كان في لاتسيو بعد رحلة من الإعارات خارج ميلان بداية من 1993 وحتى رحيله نهائيا عنهم اتجاه نابولي حيث ظل هناك لموسم وحيد ثم أنتقل لفيرونا وأخيرا ألتقطه لاتسيو، أشتهر بأهدافه الغزيرة رغم مركزه كظهير أيمن ونجح في حجز مكان له في قائمة المنتخب الإيطالي التي حازت على لقب كأس العالم 2006. بعدها عاد إلى بيته ميلان لينافس زامبروتا وكان الظهير الأساسي في نهائي دوري أبطال أوروبا 2007 فساهم في فوز الأحمر والأسود باللقب الأوروبي السابع للكأس ذات الأذنين قبل أن يرحل معارا إلى بايرن ميونخ لكنه لم يوفق هناك ليعود إلى ميلان. لعب اخر مواسمه في كرة القدم معارا من ميلان إلى ليتشي حيث أعلن بنهاية موسم 2011-2012 تركه لكرة القدم بشكل نهائي قائلا "عندما تصل إلى سن معين تجد نفسك في مفترق طريق صعب لذلك قررت ترك كرة القدم". كان ذلك وهو في عمر الـ36 عاما حيث ترك اللعب بعد 457 مباراة لعبها في مسيرته سجل خلالها 36 هدف لثمانية أندية لعب لها خلال مسيرته حصل خلالها على خمس بطولات مختلفة ورفع كأس العالم مع المنتخب الإيطالي. ولد أودو في عائلة كروية، والده فرانسيسكو كان لاعب كرة قدم سابق واتجه إلى التدريب بعد اعتزاله، لم يحصل والده على الشهرة الكبيرة التي حصل عليها ابنه ماسيمو كلاعب وكمدرب اكتفى بالظهور في دوري الدرجة الأولى مع ثلاثة أندية هي ريجينا وساليرنتينا وفينسيا. خلال مسيرته الكروية حاول أودو الحصول على شهادة جامعية في المحاماة ولكنه فشل في ذلك ليقرر في 2007 أن يتجه إلى الحصول على الشهادة في الإدارة الرياضية ونجح في ذلك خلال الوقت الذي كان يقود فيه ميلان إلى دوري الأبطال السابعة في تاريخهم. فور اعتزاله قدم أودو أوراقه للحصول على الرخصة التدريبية من الاتحاد الإيطالي ونجح في ذلك ليجد له عملا في أكاديمية جنوى قبل أن يرحل عنهم في صيف 2014 وذلك بعد وصول عرض له من فريق المدينة التي ولد فيها بيسكارا لتدريب فريق الشباب بها. عام وبضعة أشهر مروا ليجد أودو النادي يطلب منه إدارة أخر مباريات الفريق الأول في الدرجة الثانية وذلك بعد إنفاصلهم عن المدرب ماركو باروني رغم تبقي مباراة واحدة إن فاز بها بيسكارا سيتأهل إلى التصفيات النهائية المؤهلة للدرجة الأولى. الأيام الأخيرة من مايو 2015 شهدت جلوس أودو على الدكة الفنية لبيسكارا بعد تسعة عشر عاما من تولي والده فرانسيسكو لنفس المنصب في 1994. نجح أودو في الفوز في مباراته الأولى على ليفورنو وحجز مكان له في الدورة المؤهلة للدرجة الأولى وقاد بيسكارا إلى النهائي ولكنه خسره صالح بولونيا الذي حجز بطاقة التأهل الثالثة إلى الدرجة الأولى وإدارة بيسكارا قررت تجديد الثقة في أودو للقيام بمحاولة أخرى لقيادة الفريق للدرجة الأولى. تحمل أودو في موسمه التدريبي الأول على عاتقه بناء فريق جديد لبيسكارا بعد رحيل العديد من الأسماء الأساسية بالفريق وإستبدالها بحفنة من اللاعبين المعاريين أو القادمين بشكل مجاني ونجح في مهمته تلك فقاد بيسكارا في موسم رائع للوصول إلى نهائي دورة الترقي وهذه المرة تغلب على تراباني 3-1 في مجموع مباراتي الذهاب والإياب. جدد بيسكارا الثقة في المدرب الذي قادهم إلى الدرجة الأولى ولكن الأمور لم تسر بشكل جيد مع الفريق الذي دخل شهر فبراير متذيلا الترتيب وجماهير الفريق الغاضبة قامت بإحراق سيارة رئيس النادي دانيلي سيبستياني اعتراضا على النتائج حتى جاءت الهزيمة 5-3 من تورينو ليتم إقالة المدرب بعد 24 جولة حقق خلالها فوز وحيد وستة تعادلات. عين مغرورقة بالدموع كانت تلك الصورة الأخيرة التي أنتشرت لأودو على دكة بدلاء فريقه بيسكارا في مباراته الاخيرة مع الفريق أمام تورينو قبل الإقالة. ظل أودو بعيدا عن التدريب حتى نوفمبر الماضي عندما أعلن أودينيزي عنه كمدرب بعد إقالة المدرب لويجي ديل نيري بعد خسارة من كالياري بهدف نظيف أوقفت رصيدهم عند 12 نقطة في المركز الـ14 وبفارق 3 نقاط عن جنوى الـ18 على جدول الترتيب. أولى المواجهات كانت أمام نابولي ونجح أودينيزي في تصعيب مهمة رجال المدرب ماوريسيو ساري رغم الخسارة بهدف نظيف بعدها أنطلق أودو وأودينيزي سويا ففاز على كروتوي بثلاثية ثم ثنائية في مرمى بينفينيتو قبل التحدي الأبرز بمواجهة إنتر ميلان. نجح أودو في قيادة أودينيزي لإلحاق خسارة هي الأولى لإنتر ميلان هذا الموسم بثلاثة أهداف مقابل هدف وحيد وذلك على ملعب سان سيرو قبل أن يكتسح هيلاس فيرونا برباعية بعد أقل من أسبوع من فوز الأخيرة الثلاثي على ميلان ولكنه تعرض لخسارة اخرى أمام نابولي بهدف نظيف أيضا أقصته من بطولة الكأس المحلية بعد أن أكتسح في بيروجيا بثمانية أهداف مقابل ثلاثة في الدور السابق بقيادة أودو أيضا. ارتقى أودينيزي إلى المركز الـ9 بعد تلك الإنتصارات بـ24 نقطة متفوقا على تورينو وميلان في سلم الترتيب وأصبح قريبا من المراكز المؤهلة إلى يوروبا ليج بفارق 3 نقاط عن سامبدوريا السادس مع تبقي مباراة لرجال المدرب أودو مؤجلة أمام روما قد ترتقي بهم إلى هذا المركز. حول أودو طريقة اللعب من 4-3-3 ومشتقاتها إلى طريقة 3-5-2 ونجح في تنفيذها بأسلوب هجومي أثمر عن 20 هدف في سبع مبارايات ولم تهتز شباكهم سوى في ست مناسبات منهم ثلاثة أهداف من بيروجيا وهدفين من هجوم نابولي في مباراتين وهدف اخر أمام إنتر. يمزج أودو في أسلوبه التدريبي ما بين الكلاسيكية الإيطالية والكرة الحديثة فأمام بينفينيتو ظهر أودينيزي بمحاولات لبناء اللعب من الخلف بداية من حارس مرماه وقلوب الدفاع وأمام إنتر ميلان ظهر أودينيزي بتكتل دفاعي معتمدا على قطع خطوط التمرير بين لاعبي الأفاعي والإعتماد على المرتدات مستغلا أخطاء الخصم في التمرير وإندفاعهم الهجومي. مازال عمل أودو في بدايته مع أودينيزي ومع بيسكارا في الدرجة الثانية كان الفريق قوة هجومية كبرى جاءت كثاني أقوى هجوم في البطولة ولكن كان يعاب عليه بعض المشاكل الدفاعية ولكن كما قال زيدناك زيمان المديرالفني التاريخي لبيسكارا سابقا "لا يهم عدد الاهداف التي استقبلتها طالما سجلت أهدافا أكثر". لم ينجح بيسكارا مع أودو في التسجيل في الدرجة الأولى ومع عودته للتدريب مع أودينيزي حاول المدرب المزج ما بين الهجوم والدفاع في محاولة لتسجيل اسمه كواحد من الأسماء التدريبية المميزة ليس فقط في إيطاليا ولكن حول العالم. صاحب الـ41 عاما وضع قدمه وسط الأسماء التدريبية الشابة والدوري الإيطالي فاز بعقلية تدريبية شابة جديدة تنضم إلى زميله السابق في لاتسيو سيموني إنزاجي الذي يحقق النجاحات المستمرة مع لاتسيو منذ الموسم الماضي.
مشاركة :