شارك المئات من الفلسطينيين في قطاع غزة، للجمعة الرابعة على التوالي، في مسيرات احتجاجية، رفضاً للاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني. وردد المشاركون في المسيرات، التي دعت إليها حركتا "حماس" و"الجهاد الإسلامي"، وانطلقت من عدد من مساجد القطاع، هتافات تندد بالقرار الأمريكي. كما رفع المشاركون لافتات كُتب على بعضها :"القدس لن تهون..فما تزال بأيدينا بندقية"، و"لبيك يا قدس". وقال مشير المصري، القيادي في حركة "حماس"، خلال مسيرة دعت إليها الحركة وتوقفت بمدينة غزة:" جئنا لنؤكد أن القدس كانت وما تزال شرارة الانتفاضات، والثورات الفلسطينية، وغضب الأمة على مدار التاريخ الطويل". وتابع "أن كل الجهود العربية والإسلامية يجب أن تتجه لمواجهة العدو الصهيوني المشترك". وأكّد المصري أن المحاولات الصهيونية لـ"تهويد القدس، لن تنجح كما أنها لن تغيّر من الحقائق التاريخية شيئاً". ودعا إلى وقف التطبيع العربي من الجانب الإسرائيلي، معتبراً ذلك "جريمة قومية وأخلاقية". وطالب الفصائل الفلسطينية بـ"التوافق على استراتيجية وطنية ترتكز على قاعدة المصالحة". كما أكد على ضرورة "تطبيق حركة (فتح) والحكومة الفلسطينية لجميع استحقاقات المصالحة، لتحقيق الوحدة الوطنية اللازمة لمواجهة التحديات التي تواجه القضية". ودعا الحكومة الفلسطينية إلى رفع الإجراءات العقابية التي فرضتها على قطاع غزة، مطلع إبريل الماضي، للتخفيف عن سكان القطاع. ووجه تحيّة حركته لـ"الشعوب العربية والإسلامية، التي تقف موقفاً حقيقياً لتوجيه البوصلة نحو القدس". وشدد على ضرورة استمرار حالة الغضب الفلسطيني والعربي حتّى إفشال القرار الأمريكي الأخير. وتصدّر المسيرة، عدد من قيادات "حماس"، أبرزهم إسماعيل هنيّة، رئيس المكتب السياسي للحركة. من جانبه، قال نافذ عزام، القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، خلال المسيرة التي دعت إليها حركته ، وانطلقت من مساجد شمالي غزة:" الأمة كلها مطالبة بالخروج والنفير لأجل حماية القدس والدفاع عنها". وأضاف عزام :" اليوم بعد خمسة أسابيع على قرار ترمب الظالم والباطل، لم تحقق الأمة شيئاً رسمياً على صعيد مواجهة هذا القرار، فماذا تنتظر؟". وطالب الفصائل الفلسطينية بضرورة اتمام "الوحدة الفلسطينية" تحت عنوان "الانتفاضة لأجل الدفاع عن القدس". ودعا عزّام الدول العربية والإسلامية لـ"تعزيز الاصطفاف الواسع في مواجهة أمريكا والكيان الصهيوني". كما طالبهم باتخاذ خطوات عملية رفضاً للقرار الأمريكي الأخير، قائلاً:" لماذا لم يطرد السفراء حتى اليوم ؟ لماذا لم يتخذ العرب والمسلمون موقفا موحداً تجاه اي دولة تتسارع لتنفيذ قرار ترامب مثل دولة غواتيمالا ؟". وأشار إلى ضرورة استمرار "الانتفاضة الفلسطينية، وتطويرها والحفاظ على ديمومتها". وتجدد فصائل وقوى وطنية وإسلامية، يومياً، دعوتها للشعب الفلسطيني، للمشاركة فيما أطلقت عليه اسم "جمعة الغضب الرابعة"، رفضاً للقرار الأمريكي الأخير. وتشهد معظم المدن الفلسطينية مظاهرات ومواجهات مع القوات الصهيونية، احتجاجًا على إعلان الرئيس الأمريكي، دونالد ترمب، في 6 ديسمبر الجاري، الاعتراف بالقدس (بشقيها الشرقي والغربي) عاصمةً للكيان الصهيوني، ونقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى المدينة المحتلة. ;
مشاركة :