قتل 66 شخصاً على الأقل بينهم 19 مدنياً خلال الساعات الـ24 الأخيرة، من جراء المعارك العنيفة بين القوات الحكومية وفصائل المعارضة عند أطراف محافظة إدلب شمال غرب سورية، في حين انتهت عملية إجلاء عدد من المرضى من منطقة الغوطة الشرقية التي تحاصرها قوات النظام قرب دمشق، مع خروج 13 حالة طبية حرجة. وتفصيلاً، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس، مقتل 27 عنصراً من قوات النظام السوري وحلفائه مقابل 20 مقاتلاً من الفصائل في الساعات الـ24 الأخيرة جراء المعارك في بلدات عدة بمحافظة إدلب. كما تسببت الغارات السورية والروسية المرافقة للمعارك في مقتل 19 مدنياً.إيغلاند: اتفاق تبادل أطفال مرضى بأسرى، يعني أن الأطفال تحولوا إلى أداة للمساومة، إنه أمر يجدر ألا يحدث. وتشكل محافظة إدلب مع أجزاء محاذية لها من محافظات حلب وحماة واللاذقية، إحدى مناطق اتفاق خفض التوتر الذي تم التوصل اليه في مايو الماضي، بموجب محادثات أستانا برعاية روسيا وإيران حليفتي دمشق وتركيا الداعمة للمعارضة. ويأتي تحرك قوات النظام باتجاه إدلب، بعد انتهائها من آخر أكبر المعارك ضد تنظيم «داعش» في محافظة دير الزور الحدودية مع العراق. وشكلت إدلب خلال العامين الماضيين وجهة لمقاتلين معارضين ومدنيين تم إجلاؤهم من مناطق عدة في سورية قبل أن تستعيد قوات النظام السيطرة عليها. من جانب آخر، استمرت الاشتباكات في ريف حماة الشمالي الشرقي بين هيئة تحرير الشام من جهة، وقوات النظام والميليشيات الموالية لها من جهة أخرى. وتمكنت الفصائل المسلحة من السيطرة على بلدة أبودالي، فيما تجدد القصف الجوي بالصواريخ والبراميل المتفجرة على بلدات عدة، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى من المدنيين. من جهة أخرى، دخلت 15 حافلة إلى مزرعة بيت جن مركز تجمع مسلحي المعارضة في ريف دمشق الغربي، لنقل مسلحي المعارضة وعائلتهم إلى محافظتي ادلب ودرعا. وقالت مصادر إعلامية مقربة من قوات النظام السوري، إن عدداً من سيارات الإسعاف و15 حافلة دخلت إلى مزرعة بيت جن مركز تجمع الحافلات التي تقل مسلحي المعارضة إلى محافظتي إدلب ودرعا، بعد إجراء عمليات تفتيش دقيق لتلك الحافلات من قبل الجيش السوري. وأكدت المصادر أن الحافلات، التي أنهت عملية التحميل للمسلحين وعائلاتهم تتجمع على أطراف بلدة بيت جن، وكذلك سيارات الإسعاف لنقل المرضى والمصابين، حيث ستنطلق دفعة واحدة باتجاه درعا وإدلب، ويتجاوز عدد الحافلات التي توجهت إلى أطراف بلدة سعسع 70 حافلة. وتوصلت قوات النظام وممثلون عن فصائل المعارضة يوم الثلاثاء الماضي، إلى اتفاق لوقف إطلاق النار ونقل المسلحين الراغبين في التوجه إلى محافظتي درعا وإدلب، ويبقى في منطقة بيت جن من يقوم بعملية تسوية وضعه مع قوات النظام. وتم التوصل إلى الاتفاق بعد معارك تجاوزت الـ100 يوم تكبدت خلالها قوات النظام ومسلحو المعارضة خسائر تقدر بالمئات بين قتيل وجريح. وقرب دمشق، استكملت ليل الخميس الجمعة عملية إجلاء استمرت ثلاثة أيام تم خلالها إخراج 29 مريضاً، بينهم 17 طفلاً، من الغوطة الشرقية بحسب الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر. وأوضح مصدر طبي في الغوطة رافضاً الكشف عن هويته أمس، أن الدفعة الأخيرة تضمنت «13 مريضاً هم ستة أطفال وأربع نساء وثلاثة رجال». وتمت عملية الإجلاء على ثلاث دفعات منذ الثلاثاء بموجب اتفاق بين قوات النظام و«جيش الإسلام»، الفصيل الأبرز في الغوطة الذي أفرج بدوره عن 29 أسيراً من مدنيين ومقاتلين موالين للنظام لديه. وشاهد مراسل صحافي في مدينة دوما مسعفين من الهلال الأحمر وهم يحملون الأطفال المرضى، وآخرين يتفقدون الشابة مروة (26 عاماً) التي تعاني مرض السحايا وهي ممددة داخل سيارة إسعاف شبه غائبة عن الوعي. وكانت الأمم المتحدة أعلنت في نهاية نوفمبر لائحة تضم 500 شخص بحاجة ماسة للإجلاء من الغوطة الشرقية، معقل الفصائل المعارضة قرب دمشق، إلا أن 16 شخصاً منهم على الأقل قضوا منذ ذلك الحين. ولم يعرف ما إذا كانت عمليات إجلاء مماثلة ستتكرر في الفترة المقبلة. وتعليقاً على عملية الإجلاء المحدودة، قال رئيس مجموعة العمل الإنساني التابعة للأمم المتحدة في سورية يان ايغلاند، «ليس اتفاقاً جيداً حين يتم تبادل أطفال مرضى بأسرى، هذا يعني أن الأطفال تحولوا إلى أداة للمساومة، إنه أمر يجدر ألا يحدث». وتحاصر قوات النظام السوري الغوطة الشرقية بشكل محكم منذ عام 2013، ما تسبب بنقص خطير في المواد الغذائية والأدوية في المنطقة التي يقطنها نحو 400 ألف شخص. ولا يمكن أن تتم عمليات الإجلاء أو ادخال قوافل المساعدات إلى الغوطة الشرقية إلا بعد الحصول على موافقة مسبقة من السلطات السورية. وسجلت الغوطة الشرقية، وفق منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، أعلى نسبة سوء تغذية بين الأطفال منذ بدء النزاع بسورية في عام 2011.
مشاركة :