غطاء جوي روسي يسمح لقوات النظام السوري بالتقدم جنوب إدلب

  • 12/30/2017
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

حققت قوات النظام السوري وحلفاؤها تقدماً ميدانياً في ريف إدلب الجنوبي، إثر معارك عنيفة خاضتها مع فصائل المعارضة المسلّحة في المنطقة تحت غطاء جوي من الطيران الروسي، ما تسبب بنزوح مئات العائلات من مناطق القتال التي غابت عنها صلاة الجمعة أمس، فيما استأنف الطيران الحربي السوري قصفه للغوطة الشرقية بعد توقف دام 3 أسابيع، على وقع الهجوم الذي شنته فصائل معارضة على مواقع النظام في المنطقة.وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن قوات النظام وحلفاءها «شنوا هجوماً واسعاً في ريف إدلب، تحت غطاء جوي وغارات مكثفة شنّتها الطائرات الحربية خلال الساعات الماضية»، وقال إن «المعارك العنيفة لا تزال مستمرّة بين قوات النظام وحلفائها من جهة، و(هيئة تحرير الشام) من جهة أخرى، بغطاء من القصف الجوي والمدفعي والصاروخي المستمر بشكل مكثف على ريف حماة الشمالي الشرقي، وريف إدلب الجنوبي الشرقي»، مؤكداً أن قوات النظام «تمكنت من فرض سيطرتها على بلدة أبو دالي ذات الأهمية الاقتصادية، وعلى قرية الحمدانية والمحطة القريبة منها ومنطقة الناصرية، فيما تحاول الفصائل استعادة السيطرة على ما خسرته من مناطق، وسط استهدافات متبادلة بين الطرفين على محاور القتال»، ومشيراً إلى أن قوات النظام «باتت تسيطر على 54 بلدة وقرية في ريف إدلب الجنوبي الشرقي، وفي ريف حماة الشمالي الشرقي».وأحصى المرصد «مقتل 27 عنصراً من قوات النظام وحلفائها، مقابل 20 مقاتلاً من الفصائل، في الساعات الـ24 الأخيرة جراء المعارك التي دارت ببلدات عدة في محافظة إدلب، إضافة إلى مقتل 19 مدنياً على الأقل، بينهم 7 أطفال، جراء الغارات الجوية الروسية الداعمة للهجوم».وأعلنت وكالة الصحافة الفرنسية، أمس، أن «أعمدة الدخان تصاعدت من عدد من القرى والبلدات، تزامناً مع دوي غارات كثيفة نفذتها طائرات حربية كانت تحلق في سماء المنطقة»، وقالت إن المساجد في المناطق المجاورة «أعلنت عبر مكبرات الصوت إلغاء صلاة يوم الجمعة، ودعت السكان لملازمة منازلهم». وأفاد مراسل «الصحافة الفرنسية» عن خلو قرى وبلدات من سكانها، كما شاهد عشرات السيارات المحملة بالمدنيين مع حاجاتهم تغادر المنطقة.وتشكل محافظة إدلب، مع أجزاء محاذية لها من محافظات حماة وحلب (شمال سوريا) واللاذقية، إحدى مناطق اتفاق خفض التوتر، الذي تم التوصل إليه في مايو (أيار) بموجب محادثات آستانة، برعاية روسيا وإيران وتركيا، وبدأ سريان الاتفاق عملياً في إدلب في سبتمبر (أيلول) الماضي. ويأتي تحرك قوات النظام باتجاه إدلب بعد انتهائها من آخر المعارك ضد تنظيم داعش في محافظة دير الزور.ومن جهتها، أفادت وكالة «رويترز» بأن «الجيش (النظامي) السوري تقدّم في إدلب للمرة الأولى منذ سلسلة الانتصارات التي حققتها المعارضة هناك، وأدت إلى خروج الحكومة من المحافظة في أوائل عام 2015».وتدور معارك عنيفة في ريف حماة الشمالي الشرقي، بين مقاتلي «هيئة تحرير الشام» من جهة، وتنظيم داعش من جهة أخرى، نتيجة الهجوم الذي شنّه التنظيم على منطقة أبو خنادق التي يحاول السيطرة عليها. وقال المرصد السوري إن التنظيم «استغلّ القتال العنيف الدائر مع قوات النظام، التي تغاضت عن مرور المئات من عناصره إلى هذا الريف عبر مناطق سيطرتها، والذي جرى على دفعتين منفصلتين»، مؤكداً أن القتال «يترافق مع استهدافات مكثفة ومتبادلة بين طرفي القتال».إلى ذلك، استأنفت الطائرات الحربية مجدداً قصفها للغوطة الشرقية، بعد توقف الغارات الجوية على المنطقة في الثالث من الشهر الحالي، واستهدف القصف مدينة حرستا وأطرافها بسبع غارات، بالتزامن مع استمرار تحليق الطائرات الحربية في سماء المنطقة، فيما تجدد القصف المدفعي والصاروخي على مدينة حمورية، ما أدى إلى مقتل طفل ورجل وإصابة 5 مواطنين بجراح.وميدانياً أيضاً، استمرّ القتال العنيف أمس بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، و«هيئة تحرير الشام» و«حركة أحرار الشام» من جهة أخرى، على محاور منطقة العجمي التابعة لمدينة حرستا، بأطراف غوطة دمشق الشرقية، نتيجة الهجوم العنيف لـ«تحرير الشام» و«أحرار الشام»، وتفجير عنصر نفسه بعربة مفخخة استهدفت قوات النظام في المنطقة. ونقل المرصد السوري عن مصادر تأكيدها أن الهجوم «يعد بمثابة قلب الطاولة على الخطوات التي نُفِّذت بغية ترحيل مقاتلي (تحرير الشام) من الغوطة الشرقية إلى إدلب».وقال المرصد أمس: «لا يزال القتال مستمراً بشكل عنيف بين قوات النظام المدعمة بالمسلحين الموالين لها من جانب، و(هيئة تحرير الشام) و(حركة أحرار الشام) الإسلامية من جانب آخر، على محاور في منطقة العجمي التابعة لمدينة حرستا، بأطراف غوطة دمشق الشرقية، نتيجة الهجوم العنيف لتحرير وأحرار الشام، وتفجير عنصر من جنسية خليجية لنفسه بعربة مفخخة استهدفت قوات النظام في المنطقة، ويترافق القتال مع عمليات قصف واستهدافات متواصلة بين الطرفين، وسط معلومات عن خسائر بشرية في صفوفهما».من جهته، اتهم الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، النظام وروسيا، بـ«محاولات فرض رؤيتهما للحل في سوريا، من خلال العمليات العسكرية التي تجري ضد المدنيين، وعلى الأخص الحملة بحق سكان إدلب.وقال إنه «في ظل دعوات ونقاشات وجدالات حول الحل السياسي هنا وهناك، يسعى النظام بدعم روسي إلى فرض الواقع الذي يرغب فيه على الأرض من خلال سياسته الإجرامية المعتمدة على البراميل المتفجرة وصواريخ القتل وحملات التهجير والحصار. والحملة التصعيدية التي تنفذها طائرات الاحتلال الروسي ومروحيات النظام منذ نحو أسبوع على مدن وبلدات ريف إدلب، ما زالت مستمرة بالتزامن مع محاولات قوات النظام والميليشيات المساندة التقدم من الجهة الجنوبية».وأكد أن «إفشال المسار السياسي كان خياراً استراتيجياً للنظام وحلفائه منذ البداية»، مضيفاً أنه «لا يمكن للمجتمع الدولي أن يتوقع أي تغيير في هذه الاستراتيجية، ما لم يتخذ موقفاً مختلفاً بشكل جذري ويمارس ضغوطاً حقيقية، ويبدأ بمقاربة الملف باستراتيجية جديدة، تتناسب مع حجم المسؤوليات الملقاة عليه، وطبيعة الوقائع المستجدة».

مشاركة :