حذر إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور خالد الغامدي، من أن الأمة الإسلامية «تتعرض اليوم لهجوم وعدوان غير مسبوق على عقيدتها وفكرها وثقافتها وهويتها»، داعياً في خطبة الجمعة إلى «الاعتصام بمحكمات الشريعة وثوابتها المحكمة إذ إنها اليوم أكثر ضرورة من ذي قبل، فالمسلمون بأمس الحاجة إليها وإلى تعلمها ودراستها وإشاعتها بين أفراد المجتمع، وبناء الخطاب العلمي الدعوي والفكري والإعلامي عليها». وقال: «هذه المحكمات والثوابت إذا رسخت في القلوب والعقول ونشأت عليها الناشئة فإنها من أعظم الأسباب التي تحفظ الأمة من ضياع الهوية وفقدان التوجيه الصحيح والتخبط بين أهواء البشر ورغباتهم وتحمي عقيدتها وأصولها في التلقي والاستدلال من عبث العابثين والمفسدين». وأضاف «يوم أن كانت محكمات الشريعة وأصولها حاضرة في أذهان المسلمين الأوائل سلمت لهم عقائدهم وأخلاقهم وقيمهم وعاشوا في أمن فكري وعقدي ومجتمعي متيقظين لكل الواردات والآفات الوافدات، واستطاعوا أن يحافظوا على حوزة الدين ونقائه وحيويته من أن تطمسها تحريفات المبطلين وتأويلات أهل الأهواء وانتحال الغالين حتى وصل إلينا الإسلام نقياً صافياً غضاً طرياً». وأكد إمام وخطيب المسجد الحرام أن «الاجتماع على كلمة محكمات الشريعة والدعوة إليها وتربية الصغار قبل الكبار عليها وحث الناس على التفقه بها والاعتصام بها هو واجب على كل العلماء والدعاة والمعلمين والمربين ومن تسنم منابر التوجيه في كل الوسائل». وفي المدينة المنورة، تحدث إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالباري الثبيتي، عن معجزة الإسراء بالرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، حين عرج به إلى السماء، مؤكداً في خطبة (الجمعة) أن في هذه المعجزة تتجلى قدرة الله تعالى وعظمته، وصدق رسالة نبي الهدى، كما تتبيّن عظمة بيت المقدس ومكانته وقدسيته عند المسلمين، إذ قال الله تعالى: «سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا».