واشنطن تدين اعتقال محتجين على الفساد والغلاء بإيران

  • 12/30/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

واشنطن - أدانت الولايات المتحدة بـ"حزم" الجمعة موجة الاعتقالات بإيران خلال احتجاجات خرجت بمدينة مشهد. وأعلن مسؤولون إيرانيون الجمعة تجدد التظاهرات احتجاجا على الضائقة الاقتصادية، غداة توقيف عشرات ممن شاركوا بتظاهرات الخميس في مشهد ثاني اكبر مدن إيران. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية هيذر نويرت ببيان "إن القادة الإيرانيين حولوا دولة مزدهرة ذات تاريخ وثقافة غنيين إلى دولة مارقة تصدر أساسا العنف وسفك الدماء والفوضى". وأضافت أن واشنطن "تدين بحزم اعتقال متظاهرين سلميين". وتابعت "نحض كل الدول على أن تدعم علنا شعب إيران ومطالبه بالحقوق الأساسية وبإنهاء الفساد". واعتبر اسحق جهانغيري نائب الرئيس الإيراني أن متشددين معارضين للحكومة قد يكونون مسؤولين عن التظاهرات التي امتدت الجمعة إلى طهران ومدينة كرمنشاه في غرب البلاد، رغم أن أعداد المتظاهرين بقيت ضئيلة. وقال جهانغيري "يعتقدون إنهم يؤذون الحكومة بما يفعلون"، مؤكدا انه ينبغي كشف هويات المسؤولين عما حصل. وقال نائب محافظ طهران محسن حمداني إن "اقل من 50 شخصا" تجمعوا في إحدى ساحات المدينة وتم توقيف العديد منهم بعد أن رفضوا إخلاء المكان، بحسب صحيفة "اعتماد" الإصلاحية. وأضاف حمداني "كانوا تحت تأثير الدعاية"، وكانوا "غير مدركين أن غالبية هذه الدعوات للتظاهر تأتي من الخارج". ويأتي ذلك غداة اعتقال 52 شخصا في مدينة مشهد (شمال شرق) التي تعد مركزا دينيا مهما في إيران، احتجاجا على غلاء الأسعار وتراجع الأوضاع الاقتصادية في عهد الرئيس حسن روحاني. وأظهرت تسجيلات مصورة بثتها شبكة "نظر" الإصلاحية متظاهرين في مدينة مشهد وهم يهتفون "الموت لروحاني". ورددوا أيضا هتافات بينها "الموت للديكتاتور" و"لا غزة ولا لبنان، حياتي لإيران"، في ما يؤشر إلى غضب البعض في إيران من تركيز السلطات على القضايا الإقليمية بدلا من تحسين الظروف داخل البلاد. وتجمع نحو 300 متظاهر في كرمانشاه عقب ما وصفتها وكالة فارس بأنها "دعوة من مناهضين للثورة" وهتفوا "أطلقوا سراح السجناء السياسيين" و"الحرية أو الموت" مشيرة إلى أنهم أتلفوا ممتلكات عامة. ولم تذكر الوكالة أي جماعات معارضة. ووقعت الاحتجاجات في كرمانشاه، وهي المدينة الرئيسية بمنطقة شهدت زلزالا أودى بحياة أكثر من 600 شخص في نوفمبر تشرين الثاني، بعد يوم من احتشاد مئات في مشهد ثاني كبرى مدن إيران للاحتجاج على ارتفاع الأسعار ورددوا خلالها شعارات مناوئة للحكومة. وانتشرت تسجيلات فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر متظاهرين يصرخون قائلين "الناس تتسول ورجال الدين يتصرفون كآلهة". ومساء الجمعة قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز "هناك معلومات كثيرة عن احتجاجات سلمية لمواطنين إيرانيين سئموا فساد النظام وهدره ثرواته من اجل تمويل الإرهاب بالخارج". وتابعت "على الحكومة الإيرانية احترام حقوقهم، بخاصة حقهم بالتعبير. العالم يراقب". الحرس الثوري على الخط وقال الحرس الثوري، الذي قاد مع ميليشيا الباسيج التابعة له حملة قمع المتظاهرين في 2009، في بيان نقلته وسائل الإعلام الحكومية إن ثمة محاولات لتكرار الاضطرابات التي شهدها ذلك العام لكنه أضاف "الأمة الإيرانية... لن تسمح بأن تتضرر البلاد". ونقلت وكالة العمال الإيرانية عن محسن حمداني نائب رئيس شرطة منطقة طهران قوله إن نحو 50 شخصا تجمعوا في ميدان بطهران وإن معظمهم تركوا المكان بناء على طلب الشرطة مضيفا أن السلطات احتجزت "مؤقتا" عددا قليلا رفضوا الطلب. وفي مدينة أصفهان بوسط البلاد قال أحد السكان إن محتجين انضموا لتجمع نظمه عمال مصنع يطالبون بصرف أجور متأخرة. وقال الساكن عبر الهاتف "سرعان من تحولت الشعارات من الاقتصاد إلى تلك المناهضة (للرئيس حسن) روحاني والزعيم الأعلى (آية الله علي خامنئي)". وفي قم، وهي معقل لرجال الدين، أظهرت لقطات نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي محتجين وهم ينتقدون خامنئي بالاسم وهتفوا "السيد علي عليه أن يشعر بالعار ويترك البلاد وشأنها". وذكرت وسائل للتواصل الاجتماعي ومواقع إيرانية على الإنترنت أن متظاهرين نظموا أيضا احتجاجات في بلدة كوتشان بالقرب من الحدود التركمانية وفي الأهواز عاصمة إقليم خوزستان الغني بالنفط. وأظهرت مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي استخدام شرطة مكافحة الشغب مدافع المياه والغاز المسيل للدموع لتفريق الحشود. والاحتجاجات السياسية نادرة في إيران حيث تنتشر أجهزة الأمن في كل مكان. ووقعت آخر اضطرابات على مستوى البلاد في عام 2009 عندما أثارت إعادة انتخاب الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد احتجاجات شوارع استمرت ثمانية أشهر. وقال منافسون إصلاحيون إن الانتخابات جرى تزويرها. لكن كثيرا ما يتظاهر عمال بسبب تسريحهم أو عدم تلقيهم رواتبهم. ودعا رجل الدين المحافظ البارز آية الله أحمد علم الهدى إلى اتخاذ إجراء صارم ضد المحتجين. ونقلت وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للأنباء عن علم الهدى قوله "إذا تركت وكالات الأمن وإنفاذ القانون مثيري الشغب وشأنهم فإن الأعداء سينشرون تسجيلات وصورا في إعلامهم ويقولون إن نظام الجمهورية الإسلامية فقد قاعدته الثورية في مشهد". ولم يحقق بعد الاتفاق النووي الذي وقعته إيران مع القوى العالمية في 2015 للحد من برنامجها النووي مقابل رفع أغلب العقوبات الدولية المفروضة عليها نتائج اقتصادية للقاعدة العريضة من الناس تقول الحكومة إنها ستتحقق. ويعتبر روحاني أن هذا الاتفاق هو إنجازه المميز. ويقول مركز الإحصاءات الإيراني إن نسبة البطالة بلغت 12.4 بالمئة في السنة المالية الجارية وهو ما يمثل ارتفاعا نسبته 1.4 بالمئة عن العام الماضي. وهناك نحو 3.2 مليون عاطل عن العمل في إيران التي يبلغ عدد سكانها 80 مليون نسمة.

مشاركة :