أبل وأمازون في محادثات متقدمة للاستثمار في السعوديةيؤكد خبراء أن معركة التكنولوجيا في السعودية ستشهد احتداما في الفترة المقبلة مع اعتزام أبل وأمازون أكبر شركتين في العالم الاستثمار في البلاد وانتزاع حصة في سوق ناشئة يتوقع أن تنمو بشكل متسارع مع تنفيذ مراحل الإصلاح الاقتصادي.العرب [نُشر في 2017/12/30، العدد: 10856، ص(10)]التأهب لثورة كبيرة في عالم التكنولوجيا الرياض - كشفت مصادر لوكالة رويترز أن شركتي أبل وأمازون الأميركيتين تجريان حاليا مباحثات ترخيص مع الرياض بشأن الاستثمار في السعودية. ويندرج هذا الاتجاه في إطار سعي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لإيجاد مكانة في قطاع التكنولوجيا للسعودية وفق برنامج التحول الوطني و“رؤية السعودية 2030” لتنويع مصادر الدخل بعيدا عن عوائد النفط. وأكد أحد المصادر الثلاثة لرويترز أن عملاق التكنولوجيا أبل يجري محادثات مع الهيئة العامة للاستثمار السعودية. وتبيع الشركتان بالفعل منتجات في السعودية من خلال أطراف ثالثة لكن ليس لهما، ولا لبقية شركات التكنولوجيا العالمية الكبيرة، وجود مباشر في المملكة.سام بلاتيس: دخول شركة أمازون إلى السوق السعودية سوف يمثل تحولا كبيرا وتقود مناقشات أمازون وحدتها للحوسبة السحابية “أمازون لخدمات الإنترنت” التي ستشكل منافسة شرسة في سوق تسيطر عليها حاليا شركات محلية أصغر حجما مثل الاتصالات السعودية وموبايلي. وخففت الرياض القيود التنظيمية في العامين الماضيين، بما في ذلك القيود على الملكية الأجنبية التي كانت سببا في عزوف المستثمرين لفترة طويلة، منذ انهيار أسعار النفط الخام الذي سلط الضوء على الحاجة لتنويع الاقتصاد السعودي القائم على النفط. ومن شأن جذب أبل وأمازون أن يعزز خطط الإصلاح التي وضعها ولي العهد السعودي ويرفع مكانة الشركتين في سوق حديثة وميسورة نسبيا تتباهى بالفعل ببعض أعلى معدلات استخدام الإنترنت والهواتف الذكية في العالم. وتشير التقديرات إلى أن نحو 70 بالمئة من سكان السعودية تحت سن الثلاثين ويقبلون على استخدام مواقع التواصل الاجتماعي بكثافة. وقال مصدران مطلعان على المناقشات إن من المتوقع التوصل لاتفاق ترخيص بشأن متاجر أبل مع الهيئة العامة للاستثمار بحلول فبراير المقبل على أن يتم افتتاح أول متجر تجزئة في عام 2019. وأوضح المصدران أن محادثات أمازون ما زالت في مراحل مبكرة ولم يتحدد بعد موعد معين لخطط الاستثمار. ووفقا لبيانات شركة يورومونيتور المتخصصة في أبحاث السوق، تحتل أبل المركز الثاني بالفعل في سوق الهواتف المحمولة السعودية بعد شركة سامسونغ الكورية الجنوبية. واستحوذت أمازون على شركة سوق لمبيعات التجزئة عبر الإنترنت التي تتخذ من دبي مقرا لها في العام الحالي مما يفتح المجال لبيع سلع التجزئة الخاصة بأمازون في المملكة. وامتنعت الشركتان عن التعليق بينما لم يتسن الوصول إلى الهيئة العامة للاستثمار حتى الآن للرد على أسئلة بشأن المناقشات. وفي حين تدعو خطط الإصلاح السعودية لجذب استثمارات أجنبية على نطاق واسع في مختلف القطاعات، سعى المسؤولون لاستمالة أقطاب وادي السيليكون لا سيما في العامين الماضيين لدعم طموحاتهم في مجال التكنولوجيا الفائقة. ويقول محللون إن الأمير محمد معروف بحماسه الشديد للتكنولوجيا، فأثناء زيارة رسمية للولايات المتحدة العام الماضي التقى مع الرؤساء التنفيذيين لشركات فيسبوك وميكروسوفت، كما التقى بالرئيس التنفيذي لشركة أوبر التي اشترى فيها صندوق الثروة السيادية السعودي الذي يرأسه ولي العهد حصة قيمتها 3.5 مليار دولار.شركة يورومونيتور: شركة أبل تخطط لافتتاح متاجر في السعودية لتعزيز حصتها في السوق ومنذ ذلك الحين أسس أيضا صندوقا لاستثمارات التكنولوجيا بقيمة 45 مليار دولار مع سوفتبنك الياباني وأعلن عن خطط لإنشاء مدينة مستقبلية للتكنولوجيا الفائقة بقيمة نصف تريليون دولار. وقال أحد المصادر إن “كل من أبل وأمازون تتصدران قائمة الشركات الأجنبية التي يأمل المسؤولون السعوديون في جذبها لتعزيز الإصلاحات”. وقال سام بلاتيس الرئيس التنفيذي لمينا كاتاليستس للاستشارات إن “الكثير من شركات التكنولوجيا متعددة الجنسيات في السعودية الآن إما أنها تبيع للحكومة السعودية أو، في حالة أوبر، تستفيد من استثمار سعودي ضخم”. وأشار إلى أن دخول أمازون السوق السعودية سيكون تغييرا كبيرا ليس فقط للشركة الأميركية العملاقة، بل أيضا للرياض التي تعمل على تثبيت قطاع التكنولوجيا في معظم مناحي الحياة الاقتصادية. وبالنسبة لأمازون تلقي الخطوة الضوء على كيفية سعي الشركة لخدمات الإنترنت إلى ريادة مبكرة في بيع خدمات تخزين بيانات وحوسبة لزبائن في الشرق الأوسط. وأمازون لخدمات الإنترنت هي أكبر شركة في قطاع الحوسبة السحابية على مستوى العالم من حيث الإيرادات وحققت توسعا عالميا أبطأ من ميكروسوفت التي تأتي بعدها في القائمة والتي تقدم حاليا خدمات حوسبة في مثلي عدد المناطق التي تعمل بها أمازون. لكن ميكروسوفت لم تعلن بعد عن خطط لمراكز بيانات في الشرق الأوسط ولها ثلاث مناطق في الهند تخدم المنطقة. وقالت أمازون لخدمات الإنترنت في سبتمبر الماضي إنها ستنشئ مراكز بيانات للمنطقة في دولة البحرين. وظلت السعودية تيسر قوانينها الكثيرة المتداخلة التي تسري على الحوسبة السحابية لأكثر من عام بهدف جذب موفري الخدمة. وإذا تم استكمال اتفاق الحوسبة سيمهد ذلك الطريق للتوسع في متاجر أمازون للتجزئة في السعودية.
مشاركة :