تواصل – متابعات كشفت مصادر مطلعة أن “توجيهاً مباشراً” من أحد مشايخ الإرهاب في إيران صدر على شكل “فتوى” لأفراد الخلية التي اختطفت القاضي محمد الجيراني بقتله ودفنه، وذلك بعد 48 ساعة من اختطافه. ووفقا لـ«الشرق الأوسط» فإن المختطفين واجهوا مأزق عدم قدرتهم على إخفاء الجيراني لفترة أطول، في وقت لا يمكنهم أيضاً جلب الشبهة لأنفسهم بالاختفاء عن أهالي بلدة العوامية كي يؤمّنوا حراسة قاضي المواريث المختطف في إحدى المزارع المهجورة في العوامية؛ مما دفعهم إلى اللجوء للاستعانة برجل دين في إيران أفتى لهم بجواز قتله، فتم ذلك بعد ورود التوجيه لهم مباشرة. وأكدت المصادر، أن طول مدة اختفاء الشيخ الجيراني زادت الضغوط الاجتماعية والمحيطة، وازدياد وتيرة البحث، سواء من الجهات المختصة أو من أقارب القاضي، اضطرب المختطفون إلى الالتقاء بمن يثقون في رأيه واعترفوا له بجرم الاختطاف، فكان التواصل مع من وصفهم أحد المصادر بـ«مشايخ الإرهاب في إيران»، وجاء التوجيه بالتصفية والدفن ليخرجوا بالشيخ في إحدى المزارع وينفذوا الجريمة بعد التوجيهات الواردة مباشرة من إيران، وأنزلوا الجيراني وهو على قيد الحياة في حفرة حفروها في مزرعة في منطقة تسمى الصالحية، وأطلق أحدهم طلقتي رصاص في صدر الجيراني، ثم دفنوه. وكان المتحدث الأمني بوزارة الداخلية السعودية، اللواء منصور التركي، قال في مؤتمر صحافي مطلع الأسبوع: إن هناك دعماً من خارج السعودية للميليشيات الإرهابية، خصوصاً الدعم الإعلامي، مشيراً إلى وجود ما وصفها بـ«أبواق إعلامية» تتولى بالنيابة عن تلك الجماعات مهمة إعطاء بعد إعلامي لتلك العمليات الإجرامية. وأشار التركي، خلال مؤتمره الصحافي إلى وجود إدراك من الجميع للدور الإيراني في دعم الجماعات الإرهابية التي تقوم بتنفيذ مهامها بالنيابة عن الدول الراعية للإرهاب، وقال: «نلمس ذلك في ميليشيا الحوثي وميليشيا (حزب الله) اللبناني وتنظيم داعش الإرهابي، وحتى في العناصر التي يتم التعامل معها في محافظة القطيف، وإن الدول الراعية للإرهاب دائماً حريصة على ألا يكون دعمها للجماعات الإرهابية بشكل مباشر، وتعمل على استغلال تلك التنظيمات الإرهابية». وكان القاضي الجيراني قد اختطف من منزله ببلدة تاروت التابعة لمحافظة القطيف السعودية في ديسمبر 2016، وقامت زوجته بإبلاغ الجهات الأمنية. وسبق اختطافه تصريحات له انتقد فيها إرسال بعض أهالي المحافظة لأمول الزكاة للعراق ولبنان وإيران عوضاً عن توزيعها على المحتاجين من أبناء المنطقة، كما استنكر الجيراني أيضاً حادثة إطلاق النار على الشهيد عبد السلام العنزي، أحد منسوبي قوات الأمن، على يد أربعة مسلحين. كما سبق أن انتقد القاضي الجيراني قبل اختطافه وقتله، استخدام منابر المساجد لمهاجمة الدولة ووجّه نقده لمن يتاجرون بدماء الشباب.
مشاركة :