يصاب العديد من الأشخاص بمشكلة «مريء باريت» نتيجة حالة الارتجاع المريئي المتكرر، وهو ما يجعل المريء يأخذ نفس شكل وحالة بطانة المعدة، وهذه الحالة أحياناً تتحول إلى مرض سرطان المريء، وتوصل فريق من الباحثين البريطانيين إلى طريقة جديدة لفحص هؤلاء الأشخاص الذين يعانون مشكلة مريء باريت كبديل لعملية المنظار أو التنظير، للكشف عن الأشخاص المعرضين للإصابة بمرض سرطان المريء، لأن هذه المشكلة تعد أحد عوامل تحفيز ظهور خلايا سرطان المريء، عندما يرتجع حمض المعدة إلى الأعلى في المريء ويشعر الشخص بالألم، وبمرور الوقت مع تكرار الارتجاع تتضرر خلايا المريء بشكل كبير، ومن أجل ذلك لا بد من المتابعة الدورية على من يعانون هذه المشكلة، لكشف أي مؤشر على الإصابة بسرطان المريء.يقوم الأطباء بمتابعة حالة المريء من خلال عملية تنظير المريء، بواسطة إدخال أنبوب صغير داخل المريء، فيه كاميرا صغيرة تنقل حالة المريء، مع سحب عينة من الخلايا لفحصها، ولكن هذه الدراسة الحالية قامت باستخدام وسيلة الفحص الجديدة على 480 مريضاً بمشكلة مريء باريت، عن طريق إعطائهم قطعة إسفنجية خلوية ثم فحص الباحثون الخلايا التي جمعت من المريء بهذه الطريقة، للكشف عن العلامات الجينية والتغيرات في الخلايا، التي تبين قابلية الإصابة بسرطان المريء، مع خضوع هؤلاء الأشخاص لطرق الفحص التقليدية، وبهذه الطريقة توصل الباحثون إلى اكتشاف الحالات التي لديها عوامل القابلية لتطور المرض إلى سرطان المريء، وتبين أن حوالي 38% من هؤلاء المتطوعين عرضة للمرض.يعتمد هذا الأسلوب الجديد في الفحص على الإسفنج الخلوي، والذي يكون في صورة قرص صغير مرتبط به خيط رفيع، ويبتلع المريض هذا القرص الذي يتمدد داخل المعدة ثم يصعد إلى أعلى ليمر عبر المريء، ويتم سحبه بواسطة الخيط ببطء حتى يسحب معه عينة من خلايا المريء لفحصها، وهو نفس ما يقوم به المنظار أثناء إجراء عملية التنظير، والاختلاف أن المنظار يستغرق وقت أطول ويسبب إحساساً غير مريح للمريض، وانتهت النتائج إلى أن الأشخاص الذين يعانون مشكلة مريء باريت يمكن فحصهم بهذه الطريقة السهلة كبديل للمنظار، للكشف المبكر عن السرطان، وما إذا كانوا عرضة للإصابة به، وهذا الأسلوب الجديد اقتصادي ويوفر الوقت والجهد ونتيجته مضمونة.