اكتشف فريق من الباحثين البريطانيين من خلال دراسة حديثة أن البكتريا التي تسبب مرض السل تقوم بعملية خداع للجهاز المناعي، ما يجعل الأخير يهاجم بعض خلايا الرئة السليمة، وبالتالي يساعد هذه البكتريا على زيادة الانتشار والتغلغل داخل الرئتين، ويعد مرض السل من أحد المسببات الأساسية لحدوث الوفاة، على الرغم من تراجع انتشاره خلال العشرين سنة الأخيرة، ومازالت الدراسات والأبحاث تحاول الكشف عن مزيد من المعلومات الدقيقة عنه، في محاولة للتوصل إلى علاج ناجع يستطيع الوقاية من هذا المرض وتوقف انتشاره، ويصنف على أنه من الأمراض شديدة العدوى من خلال بكتريا تسمى السل الفطرية، والتي لها القدرة أيضاً على إصابة بعض أماكن من الجسم، مثل الكلى والدماغ في بعض الأحيان.توصل الباحثون في هذه الدراسة إلى قدرة البكتريا المسببة لمرض السل في خداع جهاز المناعة، وهو ما يبشر بقرب تطوير لقاح جديد لهذا المرض، ويقوم جهاز المناعة نتيجة عملية الخداع بمهاجمة الأنسجة السليمة داخل الرئتين، ويفتح الطريق أمام هذه البكتريا لتنتشر بصورة أكبر، وهذا النوع من بكتريا يمكنه الانتشار في الهواء أثناء سعال المصاب أو العطس، ومن الملاحظ في الفترة الأخيرة أن هذه البكتريا بدأت تقاوم اللقاحات والأدوية المخصصة لعلاجه، ولذلك تعد نتائج هذه الدراسة تمهيداً لإنتاج مصل وعقاقير جديدة، واكتشفت الدراسة بعد مراجعة عدد من الأبحاث السابقة المتعلقة بالسل أن البكتريا المسببة للمرض تقوم بتحفيز المناعة لمهاجمة الخلايا السليمة بالرئتين، حيث تقوم هذه البكتريا بعملية خداع منظمة. يوضح الباحثون، أن الأعراض التي تظهر نتيجة الإصابة بهذا المرض، مثل الطفح الجلدي والتهاب المفاصل والعينين تمثل أعراضاً ناتجة عن أمراض مناعية، مثل مرض التهاب المفاصل الروماتويدي ومرض كرون، وليس لها علاقة ارتباطية بمرض السل، ويطالب الباحثون بإجراء مزيد من الدراسات، من أجل التأكيد على ارتباط جهاز المناعة بالمرض، ويسعى الباحثون لعزل بعض الخلايا من المصابين، ثم تطبيق تقنية الهندسة الدقيقة ثلاثية الأبعاد لمعرفة الطريقة التي تتلف بها هذه البكتريا الرئتين، وسوف يؤدي ذلك إلى المساهمة في تطوير أدوية وعلاجات وأمصال تكون أكثر قوة وفاعلية للتخلص من هذا المرض.
مشاركة :