يقبل الكثير من الأشخاص على تناول مشروب العرقسوس، لما له من إحساس منعش وفوائد للصحة والجسم، وخاصة النساء اللاتي يشعرن بقدرة هذا المشروب على تخفيف حالات الهبّات الساخنة، وهي الشعور المفاجئ بالدفء والحرارة في الوجه والعنق والجلد ليصبح أحمر، مما يسبب التعرّق الغزير نتيجة التغيرات الهرمونية التي تحدث بسبب انقطاع الطمث، كما يقلل من الأعراض المصاحبة لسن اليأس، وله خصائص مضادة للسرطان قوية، ولكن اكتشفت دراسة أمريكية جديدة أن تناول العرقسوس يترك تأثيرات سلبية في خصوبة السيدات، وهو ما يدعو إلى توخي الحذر وعدم الإفراط في تناوله، لأن العرقسوس يحتوي على مادة تقلل من التعبير الجيني لبعض هرمونات الخصوبة، وهو ما يؤدي إلى تراجع إنتاج هرمون الاستروجين، رغم عدم معرفة الآلية التي يحدث بها تراجع هذا الهرمون وتأثيره في الخصوبة.تم استخدام هذا النبات منذ القدم في العلاج، وهذا ما أكدته بعض الدراسات الحديثة، حيث بيّنت أن العرقسوس يخفف من قرح المعدة ونزلات البرد والسعال، ويسهم في تحسين عمليات الهضم، ويعمل العرقسوس على تقليل عوامل الإصابة بأنواع من أمراض السرطان، ويستعمل في بعض المنتجات الغذائية مثل المكملات الغذائية النباتية، ويضاف إلى بعض أنواع من الشاي وفي صناعة أنواع من التبغ كنوع من النكهة، ولمعرفة تأثير العرقسوس في خصوبة السيدات قام الباحثون بتعريض مسام داخل المبيض والمرتبطة بالتعبير الجيني لهرمون الخصوبة لتركيز مختلف من المادة الموجودة بالعرقسوس لفترة تتراوح من 45 إلى 70 ساعة.تبين من النتائج أن تعريض هذه المسام الموجودة بالمبيض لتركيز عال من المادة الموجودة بالعرقسوس تسبب في تراجع التعبير الجيني المرتبط بإنتاج هرمون الخصوبة، ووصل التراجع إلى نسبة 53% في التعبير الجيني للإنزيم المسؤول عن تحويل التستوستيرون إلى استروجين، ويرجح الباحثون أن تراجع معدلات هذه الهرمونات يؤدي إلى حدوث مشاكل في عملية الخصوبة والإنجاب، ونفس الحال يحدث في حالة التقدم في العمر عندما تتناقص هذه الهرمونات وتنخفض القدرة على الإنجاب، ويعتبر هرمون الأستروجين ضرورياً كذلك لصحة الدماغ والقلب والأوعية الدموية، وتناقصه يسبب مشاكل في هذه الأعضاء.