أكدت الدكتورة بثينة إبراهيم العويناتي -استشاري أول الأمراض الباطنية وأمراض الغدد والسكري بمركز قطر لأمراض السمنة والأيض في مؤسسة حمد الطبية- أن مريض السمنة يتعرض للكثير من المعلومات، منها الصواب ومنها الخطأ، الأمر الذي يتسبب في حالة من التشتت له. وأوضحت في حوار لـ «العرب»، أن جراحات البالون لا تستغرق سوى ساعات معدودة يغادر بعدها المريض المستشفى، وأن البالون الجديد المملوء بالهواء يكون أخف من البالون المملوء بالسائل، ولكن أعراض الأنواع كافة تكون واحدة، ولا تستمر أكثر من 10 أيام.وحول الجهد البحثي لأطباء الباطنية، قالت الدكتورة بثينة إبراهيم إن هناك الكثير من الأبحاث شارفت على الانتهاء والخروج بنتائج تتعلق بالسمنة في قطر، منها ما ترى نتائجها النور قريباً. ولفتت إلى أن 180 مريضاً يراجعون عيادات الباطنية بمركز السمنة شهرياً، وأن قرابة 30 % من الحالات لا تحضر في مواعيدها المحددة على الرغم من الاحتياطات التي تتخذها «حمد الطبية»، كإرسال الرسائل النصية ونحوها، منوهة بأن المختصين يعملون على هدف تقليل قوائم الانتظار وصولاً إلى أسبوع واحد فقط بالنسبة لمرضى السمنة. وإلى نص الحوار.. في البداية، نود التعرف على مركز السمنة والمهام المنوطة به. المركز متخصص في علاج السمنة، يقصده المرضى الراغبون في إنقاص أوزانهم. وقد تعددت الطرق، سواء طبية أو الجراحات المختلفة. وهذا يتم بعد وضع الركن الأساسي لإنقاص الوزن، وهو الحمية الغذائية، وزيادة النشاط البدني. مريض السمنة يتعرض للكثير من المعلومات، منها الصحيح ومنها الخاطئ، فيكون في حالة تشتت، فحرصت الدولة على توفير المكان المناسب، ليأخذ المريض المعلومة الصحيحة من مختصين على أعلى مستوى من الحرفية، ليأخذ النصيحة الصحيحة في الوقت الصحيح. وكيف تقيّمون مثل هذه الخطوة، باعتباركم مختصين في القطاع الصحي؟ الخطوة رائعة من الدولة، توضح الحرص الشديد على دحض الشائعات المتعلقة بواحدة من أكثر المشكلات الصحية المنتشرة في قطر، وسنعمل من خلال المركز على السعي لإنهاء مثل هذه الشائعات. تجميع الكثير من المختصين في مكان واحد ييسر على المرضى عملية المراجعة والمتابعة؛ فبدلاً من التوجه لعيادات الباطنية أو الجراحة أو التغذية، وانتقال المريض بين هذه العيادات في عملية قد تستغرق وقتاً طويلاً، يمكنه أن يراجع كل هذه التخصصات من خلال المركز الوطني لأمراض السمنة والأيض. فالمريض بات لديه نظام واحد للمواعيد، ويتم دراسة الحالة بصورة متكاملة الجوانب. وهذا يتم من خلال تقييم شامل للمريض، والفحص الإكلينيكي، وأخذ تاريخ المرض، وإجراء الفحوصات اللازمة للغدد الصماء، ثم يتم وضع خطة متكاملة تختلف من شخص إلى آخر على حسب الوضع الصحي والنفسي، تتضمن نظام التغذية، وزيادة في النشاط الرياضي، بالإضافة إلى مراجعة أدوية المريض، وتجنّب أي أدويه تزيد الوزن، وإبدالها بالأدوية التي تساعد في تقليل الوزن. وإن كان قرار المريض التدخل الجراحي من البداية، فلا بد من تهيئة المريض بفترة زمنية مناسبة للحصول على أفضل النتائج، والتقليل من مشاكل الجراحة. كثير من السيدات يعانين من زيادة الوزن بعد الحمل.. كيف ترون هذه المشكلة؟ الكثير من السيدات يعانين من هذه المشكلة، ونعمل في هذه الحالة على ضبط التغذية، إضافة إلى النصح بممارسة الرياضة، وغيرها من النصائح، والتي من شأنها أن تقلل من وزن المريضة، لتعود أغلبهن إلى أوزان مناسبة. بعض الحالات تحتاج إلى تدخلات من المختصين في الجهاز الهضمي أو الجراحة أو غيرها من التخصصات، والأمر يختلف على حسب الحالة. وما تصنيف الحالات التي تحتاج إلى بالون، وهي الأقل بين الجراحات؟ في بعض الحالات نستعين في علاج سمنة المريض بوضع بالون، يُملأ بسائل، ويغادر المريض في ساعات معدودة. ويستمر البالون مع الحالة من ستة أشهر إلى سنة على حسب نوع البالون، وفي هذه الحالة يقل وزن المريض بصورة ملحوظة، وفي النهاية يحتاج المريض إلى متابعة يوفرها المركز من أجل عدم عودة وزنه إلى الزيادة. هل من أعراض للبالون الجديد المستخدم في مؤسسة حمد الطبية؟ البالون الجديد له الأعراض نفسها، والبالون المملوء بالهواء يكون أخف من البالون المملوء بالسائل، ولكن الأعراض لا تتخطى 10 أيام؛ فالجسم يبدأ يعتاد على البالون في هذه الفترة الوجيزة. فالأيام الأولى تكون صعبة نوعاً ما على المريض؛ لأنه يشعر بأن شيئاً ثقيلاً في المعدة، ومع الوقت يعتاد على وجودها ويتقبل بعض الأطعمة. بعض الحالات -إلى جانب السمنة المفرطةتكون مصابة بمشكلات صحية، كالسكري، أو غيره من المشكلات المتعلقة بالسمنة.. فكيف يكون التعاطي معها؟ أكثر من تخصص يعملون في وقت واحد مع مثل هذه الحالات، بحيث يتم ضبط أدوية السكري، في الوقت الذي يضبط فيه المختصون في أقسام الجراحة موعداً مناسباً للحالة، بحيث نعطي صورة كاملة للحالة، ويكون المريض مقتنعاً بطريقة العلاج؛ ما يساهم في تعاونه بصورة واضحة في عملية العلاج. لذا نؤكد أن من أهم مميزات مركز السمنة، أنه جمع المختصين تحت مظلة واحدة أفضل من تضارب الآراء. كيف ترون مستوى التنسيق بين المختصين الموجودين في مركز السمنة؟ المركز يمتاز بأعلى مستويات التنسيق؛ ففي بعض الحالات يجتمع المختصون لمناقشة الحالة نفسها، حتى تُقدّم النصيحة الطبية في أفضل صورة وأقصر وقت ممكن للمريض. فكل ما يحتاجه علاج حالة المريض يكون محط نقاش دائم بين المختصين. ماذا عن الجهود البحثية للمركز، خاصة وأن السمنة من أكثر المشكلات الصحية انتشاراً في قطر؟ من بين الأهداف التي يعمل عليها المركز، الجهد البحثي؛ فالأطباء في الجراحة لديهم الكثير من الأبحاث التي يعملون عليها، وكذلك أطباء الباطنية لديهم أبحاث يعملون عليها، وشارفت على الانتهاء والخروج بنتائج تتعلق بالسمنة في قطر. ونستقي الكثير من المعلومات من «البيو بانك»؛ فحوالي 70 % من السكان لديهم ما بين السمنة المفرطة أو الوزن الزائد؛ أي ما يقارب مليوني شخص. أما السمنة فقط، فيعاني منها قرابة 40 % من السكان. ولأن المركز حديث التدشين، فمن المتوقع أنه مع الوقت سيكون لدينا قاعدة بيانات واسعة، والتي ستمكّننا من العمل على الكثير من الأبحاث؛ فمن الأهداف الأولى للمركز البحث العلمي. ما أبرز النقاط التي تنوون العمل على إعداد أبحاث بشأنها؟ أبرز المشكلات الصحية التي نعمل على إعداد أبحاث خاصة بها، هي أسباب السمنة، والإجابة على سؤال إن كانت قطر بها أسباب بيئية تؤدي إلى السمنة، وإن كان من أسباب وراثية لهذه المشكلة الصحية، خاصة وأن الكثير من الحالات تؤكد على أن واجباتهم على مدار اليوم خفيفة، وهو من الأمور التي سنبحثها أيضاً؛ لنتعرف على متوسط الكالوري الذي يحصل عليه الفرد في اليوم، فنحسب بدقة وجبات الشخص طوال اليوم، بحيث نقف بالأدلة على أسباب السمنة. كم عدد عيادات الباطنية في المعهد الوطني لأمراض السمنة والأيض، وقدرتها على استقبال الحالات؟ 6 أطباء باطنية، وفي المتوسط يكون للطبيب من عيادتين إلى 3 عيادات، والعيادة الواحدة بها 15 مريضاً؛ أي أن في المتوسط يراجع الطبيب الواحد قرابة 30 حالة أسبوعياً؛ أي قرابة 180 مريضاً يراجعون المركز شهرياً. ما أسباب عدم حضور بعض المرضى إلى عيادات علاج السمنة؟ الأمر يتعلق -في أغلب الأحيانبالارتباطات اليومية، سواء العمل أو الالتزامات الأسرية؛ فنسبة 30 % تقريباً من الحالات لا تحضر، على الرغم من الاحتياطات التي تتخذها «حمد الطبية»، من إرسال رسائل للمرضى لتغيير الموعد، أو غيرها من الاحتياطات. البعض اشتكى من قوائم الانتظار الطويلة في ما يتعلق بمشكلات السمنة والمراجعات التي قد تتأخر. من أحد أهداف المركز التي نعمل عليها تقليل قوائم الانتظار؛ فمن توجيهات الدولة أن يكون موعد مريض السمنة بعد أسبوع واحد فقط. وأمامنا تحدٍّ سنعمل عليه، ونحن قادرون على تحقيقه، وهو أن يكون موعد المريض لدينا أيسر من حجز تذكرة طيران والتوجه لدولة أخرى لتلقّي العلاج من السمنة. السيدات هن الأكثر إصابة بالسمنة أكدت الدكتورة بثينة إبراهيم العويناتي، استشاري أول الأمراض الباطنية، وأمراض الغدد والسكري بمركز قطر لأمراض السمنة والأيض في مؤسسة حمد الطبية أن الكثير من السيدات يواجهن بعض الصعوبات في ممارسة الرياضة، خاصةً أن أكثرهن من الأمهات، ولديهن التزامات يومية، والأمر يصبح أكثر تعقيداً إن كانت السيدة عاملة، وفي ظل ازدياد عدد السيدات العاملات، تتجلى لدينا النسبة الكبيرة من السيدات، ممن يعانين من السمنة.;
مشاركة :