تثير شخصية رجل الأمن اهتمام الأطفال بمختلف أعمارهم وتلفت انتباههم، حيث يجسدونها في لهوهم ويحلمون بها في مخيلتهم الصغيرة، فيرتدون زيهم العسكري ويقتنون أدواتهم الدفاعية وعدة العمل التي يستخدمونها في حفظ الأمن، إلا أن للطفل الاندونيسي «سلطان» صاحب الأربع سنوات، قصة واقعية عاشها مع رجال الأمن عقب صلاة العيد عندما تاه عن والديه في المسجد الحرام، حيث عثر عليه أحد رجال الأمن وهو غارق في البكاء بين مجموعة من الحجاج الذين حاولوا جاهدين إسكاته وتهدئته دون جدوى، إلا أنهم دهشوا من صمته المفاجئ عندما حمله رجل الأمن، وظل «سلطان» ممسكا بيد رجل الأمن محدقا في بذلته وسلاحه ومبتسما له ببراءة ولطف، ورفض البقاء في مركز التائهين إلى حين وصول أهله، الذين وجدوه مستمتعا بالحديث واللهو مع مجموعة من رجال الأمن، لدرجة أن فرحة لقاء والديه لم تمنعه من البكاء على فراق أصدقائه الجدد. وقالت والدة سلطان التي تعمل ووالده منذ عامين في المملكة: «إن ابنها أصر على أن يشتروا له بذلة عسكرية وظلوا يتجولون به في الأسواق بحثا عن طلبه إلى أن عثروا عليه، فارتداها في نفس المتجر، واشترى بعضا من الحلوى والسكاكر وعاد لمعايدة أصدقائه رجال الأمن، وكأنما يريد أن يعبر عن حبه لهم ويكافئهم على حسن صنيعهم معه».
مشاركة :