واصلت دولة الإمارات، خلال عام 2017، تحقيق الإنجازات في إطار مشروعها النهضوي الذي أبهر العالم ولا يزال، ما وضعها في مرتبة متميزة على خريطة الدول المتقدمة، وجعل منها تجربة تنموية فريدة تتمركز حول الإنسان، وتعبر عن خصوصية المجتمع المحلي الثقافية والحضارية.وأطلقت حكومة دولة الإمارات في عام 2017، بتوجيهات من صاحب السموّ الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، الكثير من المبادرات والمشاريع المهمة التي تدعم نجاح نموذجها التنموي الفريد محلياً، وتعزز حضورها السياسي والاقتصادي والحضاري دولياً.وواصلت استشرافها للمستقبل، بإطلاق مئوية الإمارات 2071، وتصدرت كثيراً من مؤشرات التنافسية العالمية. كما جاء إعلان التعديل الوزاري في 19 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، ليؤكد مرونة حكومية لافتة في التعاطي مع المتغيرات، وضخ الدماء الشابة في مختلف مفاصل العمل الحكومي.وسجلت حضوراً متميزاً على الساحة الثقافية العالمية، تمثل في افتتاح «متحف اللوفر أبوظبي» الذي يعد أحد أهم المعالم الحضارية في القرن الحادي والعشرين. كما أعلنت عن سبع مبادرات تحقق استراتيجية الشباب العربي، فضلاً عن تأسيس مجلس عالمي لسعادة الشعوب.وشهد عام 2017، تدشين وإطلاق عشرات المشاريع الإسكانية والبنية التحتية، كمحطات توليد الكهرباء والسدود والطرق.كما تابع الاقتصاد المحلي مساره التصاعدي، برغم كل التحديات؛ حيث توقع مصرف الإمارات المركزي نمو الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي بنسبة 3,1%. وتنفيذاً لتوجيهات صاحب السموّ رئيس الدولة، حمل 2017 شعار «عام الخير»، وكانت حصيلته مشاركة نحو 275 ألف متطوع ومتطوعة، وتسجيل 2.8 مليون ساعة تطوع، واعتماد 5 تشريعات جديدة، واستراتيجيتين وطنيتين طويلتي الأمد، و10 أنظمة مستدامة في المسؤولية المجتمعية للشركات، فضلاً عن تطوير الدور التنموي للمؤسسات الإنسانية والتطوع، في حين أسهمت الشركات ضمن مسؤوليتها المجتمعية في مبادرات وفعاليات بلغ إجماليها 1.6 مليار درهم.وشهدت بداية «عام الخير» إطلاق «بنك الإمارات للطعام» لتوزيع الطعام على المحتاجين، وتقليص كمية نفايات الطعام. ويقدر عدد المستفيدين من هذه المبادرة منذ إطلاقها قرابة 100 ألف شخص.وقطعت الإمارات، أشواطاً متقدمة في مسيرة استشراف المستقبل، بإطلاق مسيرة تحقيق مئوية الإمارات، والإعلان عن «استراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي»، ومشروع «المرّيخ 2117»، وإطلاق «نايف-1» أول قمر اصطناعي نانومتري إماراتي.وفي 19 أكتوبر الماضي، أعلن صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، عن تعديل وزاري جديد للعبور للمئوية الإماراتية الجديدة، وتطوير المعرفة، ودعم العلوم والأبحاث، وإشراك الشباب في قيادة المسيرة. كما أطلق سموّه مبادرة «x 10» لتطوير العمل الحكومي في إمارة دبي.وحافظت الإمارات في عام 2017 على تفوقها في مؤشرات التنافسية العالمية، حيث جاءت في المركز الأول عربياً، والمركز 17 عالمياً، محققة المركز الأول عالمياً في مؤشر الكفاءة في الإنفاق الحكومي، وجودة الطرق وكفاءة سوق السلع، وكفاءة سوق العمل والبيئة الاقتصادية، والمركز الأول في مؤشر قلة تأثير الضرائب في الاستثمار وقلة تأثير التضخم، والإنفاق الحكومي على التقنيات الحديثة.وفي السياق ذاته، تصدرت أبوظبي المركز الأول عالمياً المدينة الأكثر أماناً، متقدمة بذلك على 333 مدينة في العالم، حسب تقرير أصدره موقع «نومبيو» الأمريكي المتخصص في رصد تفاصيل المعيشة في أغلب بلدان العالم.وعلى عادتها كانت الإمارات خلال 2017، مهداً لولادة وإطلاق المبادرات الدولية، حيث أعلنت في 19 مارس/ آذار، عن تأسيس مجلس السعادة العالمي، وأطلقت خلال «القمة العالمية للحكومات» في فبراير/ شباط، استراتيجية الشباب العربي، التي تتألف من 7 مبادرات لتمكين الشباب العربي، وتعزيز ريادته في المجالات المختلفة.وفي الجانب الثقافي، شكل افتتاح متحف اللوفر أبوظبي، الحدث الثقافي الأبرز، محلياً وعالمياً؛ كونه الأول من نوعه في العالم العربي، بمقتنياته التاريخية والحضارية النادرة. كما افتتح متحف الاتحاد بدبي و«مبنى هيئة الشارقة للكتاب ومدينة الشارقة للنشر»، التي تعد أول منطقة حرة للنشر في العالم.وشهد الشهر الوطني للقراءة، 1000 فعالية قرائية، تغطي مختلف المجالات، نظمتها 66 جهة اتحادية ومحلية، فضلاً عن القطاع الخاص.وفي قطاع التعليم، كان الحدث الأبرز توحيد النظام التعليمي في الدولة، بداية من العام الدراسي 2017 - 2018، لتقديم نموذج رائد للتعليم بمناهجه ومهاراته.وعلى الجانب الاقتصادي، بلغت نفقات الميزانية الاتحادية للسنة المالية 2017 نحو 49 ملياراً و759 مليون درهم. وتوقع مصرف الإمارات المركزي أن يشهد الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي نمواً بنسبة 3,1%.وأطلقت الإمارات عدداً من المشاريع التي تبلغ قيمتها مليارات الدراهم منذ بداية العام الحالي، تتنوع بين المشروعات السكنية، ومشاريع تطوير البنية التحتية، ومنها مشروع عالمي للطاقة الشمسية المركزة في موقع واحد بدبي، بكلفة 14 مليار درهم، ومشروع «مجمع أبراج الإمارات للأعمال» في دبي بكلفة 5 مليارات درهم، فضلاً عن مشروع «وترز أج»، بقيمة 2.4 مليار درهم، ويطل على الواجهة البحرية في جزيرة ياس بأبوظبي.وفي السياق نفسه، اعتمدت وزارة تطوير البنية التحتية 76 مشروعاً للطرق والمباني الحكومية للوزارات الاتحادية والصيانة والإضافات، ضمن البرنامج الاستثماري للوزارة للخطة الخمسية المقبلة 2021، بكلفة إجمالية 12 ملياراً و850 مليون درهم.واعتمدت إمارة أبوظبي، مجموعة من التحديثات على سياسات إسكان المواطنين، وأعلنت عن إطلاق حزمة من المنتجات السكنية الجديدة للمستفيدين من المواطنين، وفي مقدمتها مشروع مدينة «الرياض» الإسكاني الذي يتوقع أن تصل طاقته الاستيعابية إلى 200 ألف نسمة.واستضافت الإمارات في 21 فبراير، المجموعة الأولى من جلسات «خلوة العزم»، بين دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية، التي ناقشت محاور استراتيجية تختص بالجوانب الاقتصادية والمعرفية البشرية والسياسية والعسكرية. بنية تشريعية ومراسيم وقوانين تابعت الإمارات تطوير بنيتها التشريعية، واستصدرت عدداً كبيراً من المراسيم والقوانين الاتحادية، من أبرزها المرسوم رقم 5، 2017، بشأن استخدام تقنية الاتصال عن بعد في الإجراءات الجزائية، والمرسوم بشأن الضريبة الانتقائية، والمرسوم بشأن ضريبة القيمة المضافة، والمرسوم بشأن الجرائم الدولية، والمرسوم بشأن تعديل بعض أحكام القانون الاتحادي رقم 17 لسنة 1972 في شأن الجنسية وجوازات السفر، والقانون الاتحادي رقم 10 لسنة 2017 بشأن عمال الخدمة المساعدة. استضافة أحداث ومؤتمرات عالمية استضافت الإمارات على أرضها، عدداً كبيراً من الأحداث والمؤتمرات العالمية، مثل «القمة العالمية للحكومات»، التي حضرها 4 آلاف شخصية إقليمية وعالمية، من 139 دولة، والملتقى السنوي الرابع ل «منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة»، وقمة «أقدر» العالمية، و«أسبوع أبوظبي للاستدامة»، ومعرض ومؤتمر الدفاع الدولي «أيدكس 2017»، وغيرها من الفعاليات التي كرست الإمارات مركزاً عالمياً لاستقطاب الفعاليات والمؤتمرات الدولية. تعزيز التعايش ومحاربة التطرف عززت الإمارات حضورها العالمي، في تعزيز التعايش ومحاربة التطرف والكراهية، عبر منظومة مؤسساتية تتصدرها وزارة التسامح التي كشفت في عام 2017 عن إعداد خطة استراتيجية للتسامح، تتخذ تعاليم الدين الإسلامي والانفتاح على العالم منطلقاً لتعزيز آفاق التفكير والتعايش مع الآخر.وحافظت على صدارتها العالمية في منح المساعدات الخارجية، حيث بلغ صافي قيمة المساعدات الإنمائية الرسمية الإماراتية 15.57 مليار درهم، (4.24 مليار دولار أمريكي)، وفقاً لأرقام لجنة المساعدات الإنمائية التابعة لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية OECD، التي أعلن عنها في 24 ديسمبر الماضي. دبلوماسية إماراتية قوية في السياسة الخارجية لدولة الإمارات العربية المتحدة، شكلت المواقف الحكيمة والثابتة للدولة، أحد العوامل التي أسهمت في تجاوز المنطقة الكثير من التحديات التي واجهتها خلال العام الماضي. كما تابعت الدبلوماسية الإماراتية خطواتها الواثقة نحو تقوية علاقات الدولة الخارجية، فأصبح جواز السفر الإماراتي معفىً من تأشيرة الدخول المسبقة في 132 دولة.وأعلنت وزارة الخارجية والتعاون الدولي في 15 فبراير الماضي، عن استراتيجيتها للأعوام 2017 - 2021، التي جاءت منسجمة مع توجهات الحكومة، ورؤية2021. 300 ألف زائر لـ «أبوظبي للكتاب» سجلت فعاليات الدورة السادسة والثلاثين من معرض الشارقة الدولي للكتاب، الذي أقيم في إكسبو الشارقة، رقماً جديداً في عدد زواره، بلغ 2.38 مليون زائر. فيما جذب معرض أبوظبي الدولي للكتاب في دورته السابعة والعشرين، أكثر من 300 ألف زائر.
مشاركة :