أنهت تظاهرات إيران يومها الرابع، أمس، حيث توسعت في عدة نقاط في العاصمة طهران وصولاً إلى مقر المرشد وكرمانشاه ومدينة بانة في كردستان، وعلت شعارات «لا نريد جمهورية إسلامية»، «الموت للديكتاتور» «الموت للحرس الثوري»، وسقط قتيلان على الأقل، في وقت بات النظام الإيراني يبحث عن طرف خارجي لتحميله مسؤولية الاحتجاجات الشعبية التي امتدت إلى 40 مدينة، متوعدة في الوقت نفسه، المتظاهرين بأنهم سيدفعون الثمن، بالتزامن مع حجبها تطبيقي التواصل الاجتماعي «إنستغرام» و«تلغرام»، بهدف السيطرة على الاحتجاجات. ووفق موقع «أمد نيوز» فإن تظاهرة طهران شقت طريقها نحو إلى ميدان باستور وهو مقر المرشد علي خامنئي. وذكرت مصادر إيرانية، أمس، أن قتيلين سقطا خلال مواجهات في مدينة دورود غربي إيران، فيما ذكر التلفزيون الإيراني، أن «عملاء أجانب» هم من أطلقوا النار. وزعم نائب حاكم محافظة لورستان، حبيب الله خوجاتهبور، أن قوات الأمن «لم تطلق النار على الحشد». ورصد مراقبون، سعي السلطات الإيرانية عبر وسائل إعلامها، البحث عن عدو خارجي لتحميله مسؤولية الانتفاضة الشعبية التي تفجرت بسبب الغلاء المعيشي، وتبديد ثروة إيران على التدخلات الخارجية ودعم الإرهاب. «لا نريد جمهورية إسلامية» ونشر موقع «سي إن إن العربية»، مقطع فيديو لمتظاهرين إيرانيين في مدينة خورام أباد الغربية، يرددون «لا نريد جمهورية إسلامية» و«الموت للديكتاتور». وأوضح الموقع أن هذا العرض غير المألوف للمعارضة العامة الإيرانية، أي استهداف مفهوم الجمهورية الإسلامية كتعبير عن الغضب، يضع هذه الاحتجاجات في خانة مختلفة عن المظاهرات التي جرت في عام 2009، والحركة الإصلاحية في التسعينيات. فالمظاهرات في إيران، لم تصل في العادة إلى انتقاد ولاية الفقيه. وأضاف الموقع أنه أمكن أيضاً سماع هتافات «الموت للحرس الثوري»، في فيديو آخر نشر على وسائل التواصل الاجتماعي. وركز المتظاهرون شكواهم الغاضبة في بادئ الأمر، على المصاعب الاقتصادية والفساد المزعوم، لكنهم بدأوا في دعوة المرشد علي خامنئي للتنحي. وأظهرت لقطات فيديو على مواقع للتواصل الاجتماعي، محتجين يهتفون «القليل من حمرة الخجل أيها الملالي... غادروا البلاد بمفردكم». كما ردد المتظاهرون هتاف «يحيا الشاه رضا». وترديد مثل هذه الهتافات، دليل على مستوى لم يسبق له مثيل من الغضب وتجاوز الخطوط الحمراء. وتحدى المحتجون، قوات الشرطة والحرس الثوري، التي استخدمت العنف لدحر اضطرابات سابقة. وقد تثير هذه المظاهرات قلقاً أكبر للسلطات، لأنها تبدو عفوية، وبلا قائد واضح. تحذير ووعيد من جانبه، ذكر وزير داخلية إيران، عبد الرضا رحماني فضلي، أمس، أنه لن يسمح باستمرار المظاهرات، مشيراً إلى أن الاحتجاجات تخللتها أعمال عنف دموية. وأعلنت السلطات توقيف 200 شخص في طهران، السبت. وأوردت وكالة «إيلنا» القريبة من الإصلاحيين، أن «80 شخصاً أوقفوا في أراك (وسط)، بينما أصيب 3 أو 4 أشخاص بجروح»، في الصدامات التي شهدتها المدينة مساء أول من أمس. حجب «إنستغرام» و«تلغرام» في الأثناء أعلن التلفزيون الرسمي الإيراني، أمس، أن السلطات حجبت بشكل مؤقت، تطبيقي التواصل الاجتماعي «إنستغرام» و«تلغرام»، بهدف «الحفاظ على السلام». وذكرت وسائل إعلام محلية، أن التطبيقين تعذر استخدامهما عبر الهواتف المحمولة داخل البلاد، بعد ظهر أمس. والتطبيقان المذكوران، هما «إنستغرام» للصور، و«تلغرام» للرسائل النصية. وأكد رئيس مجلس إدارة شركة «تلغرام»، بافيل دوروف، المعلومات بشأن الحجب. وقال في تغريدة، إن «السلطات الإيرانية تمنع الدخول إلى تلغرام على أكثرية الإيرانيين، بعد رفضنا علناً إغلاق قناة (صداى مردم)، وغيرها من القنوات التي تحتج سلمياً».
مشاركة :