محللان لـ«الحياة»: انتفاضة الشعب الإيراني ضد سياسة التجويع والقهر والظلم

  • 1/1/2018
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

< قال المحلل السياسي العراقي رعد هاشم في تصريح لـ«الحياة» إن غضبة الشارع الإيراني، التي تجري في طهران، وجرأة الجمهور على التظاهر بهذا الكم الهائل، وخروجه عن السياقات المسموح بها في الخروج عن سياقات الانتفاض ضد المحرمات التي غلفها أتباع الملالي لرموزهم بالقدسية والهالة، كشفت، بما لا يقبل الشك، أنها انتفاضة ضد سياسة التجويع والقهر والظلم والبطش والاستبداد، التي ينتهجها نظام الحكم، فضلاً عن الانشغال عن دعم طبقاتهم المسحوقة، التي انتشرت في المقابر، واعتاشت على حاويات المزابل، وانهماك هذه السلطة بالتغول بمشاريع توسعية، والالتهاء بسياسات ما يسمى بتصدير الثورة، وترحيل أو نقل الأزمات، والمشكلات الداخلية إلى الآخرين عبر التدخل بشؤون البلدان الأخرى، وبشعارات وهمية أكل الدهر عليها وشرب، وكتب لها الفشل، ولا تتناسب والاهتمامات الدولية وتطلعات وآمال الشعوب التوّاقة إلى السلم والتحضر، الرافضة لمنهج العدوانية والتخريف المذهبي الأهوج وسياسات تفريخ الإرهاب الأشد خطورة على الأمن والسلم الدولي. وقال هاشم لعل تصاعد أعمال الرفض الجماهيري والصحوة التي تتزايد في إيران يتوقع أن تتزايد، متى ما وجدت هذه الانتفاضة تعاطفاً دولياً بعيداً عن التدخل بالشأن الإيراني، لكي تحقق أهدافها المشروعة في إزاحة العقليات المتخلفة والمريضة عن المشهد، للانتقال إلى مرحلة جديدة راسخة تؤمن بحق الأقليات، التي ذاقت الأمرّين من جراء سياسة الانغلاق، والاضطهاد، والبؤس ضد الشعوب الإيرانية التوّاقة للخلاص، والأخذ بيد القوى الحرة لإرساء معالم نظام يحترم إرادة الإنسان وبناء علاقات تكافؤ واحترام متبادل مع دول الإقليم وكل المجتمع الدولي. وذكر أنها فرصة ثمينة يجب أن تغتنمها كل القوى الخيّرة في العالم لمساندة هذه الشعوب ومساعدتها لتحقيق تطلعاتها المشروعة بالعدل والمساواة والحياة الكريمة والعيش بأمان بعيداً عن سياسة التدخل بشؤون الغير، وعن محاور الشر والعدوانية، التي ينتهجها رموز الملالي، التي تحكم طهران. من جهته، قال الرئيس الإقليمي للمركز البريطاني لدراسات وأبحاث الشرق الأوسط أمجد طه في اتصال مع «الحياة» إن العار سيلاحق نظام قطر إلى يوم الدين، وهو يحاول تزوير الحقائق عبر استغلال قناة الجزيرة، والقول إن ما يحدث حراك مؤيد للمرشد الإيراني. وأضاف أن إيران طلبت من قطر أن تعينها بإبعاد الإعلام العربي عن حقيقة ما يحدث، وإلا ستوقف معوناتها لنظام قطر، وهذا ما فعلته الدوحة. وبين طه أنه في حال انشغال نظام إيران بالداخل يعني سقوطها في اليمن وسورية، وإضعاف حزب الله في لبنان، وتوقف دعمها لنظام الدوحة. وقال إن المظاهرات ستتسع، وهناك استراتيجية منظمة للتحركات، وفي تواصلنا مع الداخل أبلغنا أن قسماً من مدينة طهران العاصمة، ومقرات للباسيج ستخرج عن يد قوات الأمن، وستصبح بيد الشباب المشاركين في هذه الاحتجاجات. وبيّن طه أن خروج المتظاهرين من ساحة «الشهداء» في مدينة مشهد، ثاني أكبر المدن الإيرانية، عاصمة محافظة خراسان رضوي، والتي تعد ثاني مدينة دينية يسكن فيها الثيوقراطيون، بعد قم، شيء طبيعي، ويأتي اعتراضاً على البطالة والغلاء والفقر، والتي بحسب مؤسسة بورغن الأميركية، وصلت نسبة الفئات الفقيرة إلى 70 في المئة من عدد سكان إيران.

مشاركة :