أعلن نائب محافظ طهران علي أصغر ناصربخت اليوم (الأحد) أن السلطات الإيرانية اعتقلت 200 متظاهر في العاصمة أمس، فيما قال نائب حاكم محافظة لورستان حبيب الله خوجاتهبور إن شخصين قتلا بالرصاص، وذلك خلال تظاهرات معادية للنظام في البلاد لليوم الثالث على التوالي. ونقلت وكالة «إيلنا» القريبة من المحافظين عن نائب المحافظ قوله: «أحيل هؤلاء الأشخاص على القضاء (...) وأطلق سراح عدد من الطلاب الموقوفين وسلّموا لعائلاتهم»، مشيراً إلى وجود «40 من قادة التظاهرات غير القانونية» بين الموقوفين. من جهتها وصفت السفيرة الأميركية في الأمم المتحدة نيكي هايلي اليوم ما يجري في إيران بأنه «اختبار من الشعب للسلطات»، وذلك بعد ثلاثة أيام من التظاهرات الاحتجاجية على الحكومة والأوضاع الاقتصادية. وقالت نيكي هايلي في بيان إن «الشعب الإيراني المقموع منذ وقت طويل يرقع الآن صوته، معربة عن أملها في أن «تُحترم الحرية وحقوق الإنسان» في هذا البلد. وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب علّق على التظاهرات في تغريدة على «تويتر» أمس قال فيها إن «الأنظمة القمعية لا يمكن أن تستمر إلى الأبد»، ثم كتب الأحد: «تظاهرات كبرى في إيران. الشعب فهم أخيراً كيف تُسرق ثرواته وتُهدر لتُنفَق على الإرهاب». وأوضحت هايلي: «نرفع الأماني والصلوات من أجل الملايين الذين يعانون من الحكومات القمعية في كوريا الشمالية وفنزويلا وكوبا وخصوصاً في إيران». وكان خوجاتهبور صرح لتلفزيون «ايريب» الرسمي في وقت سابق اليوم بأنه «للأسف قتل شخصان في المواجهات، لكن قوات الأمن لم تطلق النار على الحشد». وأشار إلى أن عملاء أجانب وليست الشرطة هم من استهدفوا محتجين أفادت تقارير سابقة بمقتلهما في دورود مساء أمس. وأضاف: «لم تطلق الشرطة وقوات الأمن أي أعيرة نارية. عثرنا على أدلة تشير إلى أعداء الثورة وجماعات تكفيرية وعملاء أجانب في هذا الاشتباك». وكان وزير الداخلية الإيراني عبد الرضا رحماني فضلي حذر صباح اليوم، من أن الحكومة ستتصدى «لمن يستخدمون العنف ويثيرون الفوضى»، بعد ليلة جديدة من التظاهرات المعادية للنظام في البلاد لليوم الثالث على التوالي. وقال رحماني فضلي للتلفزيون الرسمي: «الذين يخربون الاملاك العامة ويثيرون الفوضى ويتصرفون بشكل مخالف للقانون، سيحاسبون على افعالهم ويدفعون الثمن. سنتصدى للعنف وللذين يثيرون الخوف والرعب». وقال مسؤول محلي، رفض الكشف عن هويته، للوكالة إن «أشخاصا حاولوا مهاجمة مبان حكومية، لكنهم لم يتمكنوا من ذلك. الوضع تحت السيطرة في المدينة». وأظهرت تسجيلات فيديو نشرت على شبكات التواصل الاجتماعي حصول تظاهرات في الكثير من مدن البلاد. وأعيد الانترنت إلى الهواتف النقالة ليلاً بعد قطعه مساء أمس. وتواصلت التظاهرات لليلة الثالثة على التوالي في الكثير من المدن والبلدات، على رغم تحذير السلطات، بينما أشارت تقارير إلى حصول أعمال عنف. وأظهرت لقطات مصورة بُثت على الانترنت أمس شابين إيرانيين ممددين على الأرض من دون حراك والدماء تغطيهما، وسُمع تعليق صوتي يقول إن «الشرطة قتلتهما بالرصاص». وقال التعليق إن قوات الأمن أطلقت النار على محتجين في مدينة دورود غرب إيران، وقتلت اثنين على الأقل. وكان محتجان آخران في نفس الشريط يهتفون «سأقتل أياً من قتل أخي». وتظاهر عشرات المعارضين الايرانيين في باريس وبرلين، تضامنا مع التجمعات التي شهدتها إيران. وفي باريس، تجمع حوالى 40 شخصاً من الجالية الإيرانية بالقرب من السفارة الإيرانية، للمطالبة خصوصا بـ «وضع حد للتدخلات» في سورية ولبنان. وقال العضو في المجلس الوطني للمقاومة الايرانية افشين علوي، ومقره باريس «من المطالب التي تتكرر في كل المدن مطلب التخلي عن سورية، وعن التدخل في لبنان وغزة، يجب الاهتمام بنا». وبالنسة لعلوي، فان التظاهرات الاخيرة تشمل «قاعدة اكثر اتساعا في المجتمع الايراني. الطبقة الوسطى وبشكل كبير جيش العاطلين عن العمل، وجيش الجياع الذين عانوا اقتصادياً من تبعات الفساد». و«المجلس الوطني للمقاومة الايرانية» (معارضة في المنفى) الذي يشكل «مجاهدو خلق» مكونه الرئيس، وهو منظمة كان الاتحاد الأوروبي حتى العام 2008 والولايات المتحدة حتى العام 2012 يصنفانها إرهابية. أما في برلين، فتجمع حوالى 50 شخصاً من معارضي النظام الايراني امام السفارة الايرانية للمطالبة بالافراج الفوري عن المتظاهرين الموقوفين في ايران، بحسب الشرطة. وشهدت إيران، المعزولة دولياً والتي تستهدفها عقوبات دولية لانشطتها النووية الحساسة، تحركات احتجاجية غير مرخصة أمس وأول من أمس في مدن عدة ولا سيما في مشهد، ثاني أكبر مدن البلاد. وتجمع أمس ما بين 50 و70 طالباً أمام المدخل الرئيس لـ«جامعة طهران» في تظاهرة ضد السلطة، لكن مئات من الطلاب المؤيدين للنظام استنفروا للسيطرة على المكان وفق أشرطة مصورة بثت على مواقع التواصل الاجتماعي وفي وسائل الاعلام. ولم يتخط عدد المتظاهرين بضع مئات ولكنها المرة الاولى منذ 2009 التي يشهد فيها هذا العدد من المدن الايرانية احتجاجات مماثلة.
مشاركة :