أدلت "منى. ج"، 51 سنة، ربة منزل، المتهمة بقتل زوجها "سمير. م"، سائق، 59 سنة، باعترافات تفصيلة أمام نيابة حوادث غرب القاهرة الكلية برئاسة المستشار محمد أبو المعالى، وإشراف المستشار عبد الرحمن شتلة، المحامى العام لنيابات غرب القاهرة، بسبب الخلافات الأسرية. وقالت المتهمة فى اعترافاتها أمام حسام حسين، وكيل النائب العام، وسكرتارية صلاح عبد القادر، إنها وزوجها دائما التشاجر بسبب مصاريف المنزل ونجليهما الطالبين فى الجامعة.وأضافت فى التحقيقات أنها من مواليد 1966 وكان والدها يعمل سائقا فى شركة حكومية، وأنها ارتبطت بزوجها سمير وتعرفت عليه من حوالى 23 سنة وانتظرته 5 سنوات لإتمام الزواج، وأنجبت نجلها الأول إسلام، ومكثا طوال تلك الفترة دون مشاكل حتى أنجبت ابنتها إسراء وكانت والدتها تقبض المعاش وتساعدها.وأوضحت المتهمة فى اعترافاتها أن زوجها القتيل كان يعمل موظفا فى شركة مقاولات وكان ينفق عليها، بالإضافة إلى معاش والدها حتى خروج زوجها للمعاش، مشيرة إلى أنها قامت بعمل جمعيات مع الجيران حتى تتمكن من الإنفاق على أبنائها بسبب مصاريف الجامعة وبدأت المشاكل تعرف طريقها إلى المنزل بسبب زيادة المصاريف، و"كانت المشاكل بتخلص وبتتحل وبنعيش زى أى حد"، وقام زوجها عقب خروجه للمعاش بشراء سيارة أجرة "تاكسي" إلا أنه لم يوفق فيه، فقام ببيعه والعمل على سيارة أخرى بالأجر. ولفتت إلى أن المشاكل كانت تثار بينهما عندما كانت تطلب منه أموال الجمعيات والمصاريف الخاصة بأبنائهما وطلباتهم الشخصية، والتى كانت تمثل ضغطا عصبيا له، وكان يرد عليها بكلمة: "آخر النهار"، ويقوم بالخروج والعودة ليلا ولا يتحدث بشيء وتتركه وتذهب للنوم، ويتكرر المشهد كل يوم وعند سؤاله عن الأموال يجيبها بأنه لا يمتلك، وتبدأ من هنا المشاجرة من جديد. وأكدت أن المجنى عليه كان دائما يقوم بسبها، وطلبت الطلاق أكثر من مرة وبعدها يتدخل أشقاؤها لحل الخلاف بينهما بشكل ودى، إلا أنه يعود ويكرر ما يفعل. وأوضحت أن آخر مشكلة وقعت بينهما كانت مساء الاثنين الماضى قبل الواقعة عندما طلبت منه أن يحضر عشاءً لولديه إسلام وإسراء، إلا أنه رد عليها وقال: "لا مش هجيب لهم حاجة"، إلا أنها أخبرته مرة أخرى بأن يحضر لهما الطعام وهى من ستتكفل بمصاريفها الشخصية، وعقب انتهاء المشكلة ذهب وأحضر الطعام لهما وتركته وذهبت للنوم. وتستكمل قائلة: "فى اليوم التالى من تلك المشكلة ذهب صباحا لتوصيل إسراء إلى أتوبيس الجامعة وذهب نجلنا الآخر إسلام إلى عمله، وعقب عودة سمير إلى المنزل طلبت من منه بعض الأموال لإعداد الطعام للأولاد فرد: إنتى واخدة 100 جنيه من امبارح، ونشبت الخناقة بيننا مرة أخرى وقام بسحبي من شعري حتى سقطت على الأرض ومزقت قميصه، وقام بالإمساك بسكينة المطبخ ووجه لي الشتائم والسباب وهددني بالقتل فقمت بعضه فى يده حتى سقطت السكين منه، وبعدها فوجئت بالدم على ملابسه وسقط على الكرسي".وأضافت المتهمة أنها أخذت تصرخ وطلبت من شقيقها محمد أن يحضر لها، وتم نقل زوجها إلى المستشفى وتوفى بعدها، وتوجهت إلى قسم حدائق القبة لتسليم نفسها للمباحث.ووجهت النيابة للمتهمة تهم قتل المجنى عليه بغير قصدى "سبق الإصرار والترصد"، وتهمة إحراز سلاح أبيض "سكين" فى غير الأحوال المصرح بها قانونا، وأنكرت المتهمة تلك التهم المنسوبة إليها.وطالب دفاع بإخلاء سبيل المتهمة بأى ضمان تراه النيابة لانتفاء مدة الحبس الاحتياطي، وأن للمتهمة محل إقامة معروف ومعلوم ولا يخشى عليها من الهرب، وانتفاء جريمة القتل والقصد الجنائي وتناقض تحريات المباحث.وأمرت النيابة بحبس المتهمة 4 أيام على ذمة التحقيقات.كانت غرفة عمليات النجدة تلقت بلاغا من مستشفى السيد جلال يفيد بوصول "سمير. م"، 59 سنة، مصابا بجرح قطعى فى القفص الصدرى من الخلف، ما أدى إلى إصابته بنزيف وتوقف بعضلة القلب، وفقدان الوعى وتوقف بالوظائف الحيوية واتساع بحدقة العين من الوفاة، وآثار "عضة" بالساعدين الأيسر والأيمن وجرح سطحى بالساعد الأيمن. وتبين من تحريات المباحث أن وراء ارتكاب الواقعة زوجة المجنى علية "منى.ج"، بسبب نشوب مشاجرة بينهما بالسب والقذف والتعدي بالأيدى بسبب خلافات أسرية، وقامت المتهمة بإحضار سكين من المطبخ وطعنته من الخلف، واستدعت عقب ذلك شقيقيها "محمد. ج" و"محمود. ج"، وقاما بنقله إلى مستشفى سيد جلال بواسطة مركبة "توك توك"، إلا أنه وصل جثة هامدة للمستشفى. وبتكثيف التحريات للوصول للمتهمة ومكان اختفائها، وردت معلومات أن كلا من "محمد. ج" و"محمود. ج" و"نادية. ج"، أشقاء المتهمة، وراء هروبها وعلى علم بمكان اختبائها. وأثناء السير فى إجراءات التحريات بمنطقة الحادث، تمت مواجهة المدعوة "نادية. ج" بما أسفرت عنه التحريات، فأقرت بصحة ما جاء بها وأن شقيقيها مازالا متواجدين فى مستشفى سيد جلال، وأبدت استعدادها للإرشاد عن مكان تواجدهم، وأثناء التوجه لمناظرة الجثة، تم القبض على شقيقي المتهمة، وتلاحظ وجود آثار دماء على ملابس "محمد. ج"، وأقر بأنه ذهب إلى مسكن شقيقته فى نفس العقار ولاحظ عند دخوله وجود زوج شقيقته "سمير. م" جالسا على كرسي الأنتريه غارقا فى دمائه، فحاول إسعافه وحمله ونزل به إلى أسفل العقار وتقابل مع شقيقه واصطحباه إلى المستشفى تاركين شقيقتهما فى المنزل. وأقر بأنهما طلبا من شقيقتهما الهرب وعدم التواجد بمكان الحادث ومحاولة الاختفاء، وقال إنه وشقيقها قاما بتجريد المجنى عليه من قميصه بمدخل العقار وحمله والتوجه به داخل توك توك إلى المستشفى. وتم التحفظ الاحترازى عليهما والتوجه بصحبتهما للإرشاد عن مكان المتهمة ومكان القميص الملطخ بالدماء، كما أقرت شقيقتهما نادية بأن شقيقتها الهاربة وراء ارتكاب الواقعة، وأنها توجهت إلى منزل أحد اقربائها للاختباء، وعليه تم التحفظ على الشقة محل الحادث على ذمة النيابة. ووردت معلومات بتردد المتهمة "منى. ج"، على مكان الحادث لمحاولتها التواصل مع نجلها "إسلام. س"، وبإعداد الأكمنة بمنطقة المليحة تم ضبطها، وبمواجهتها أقرت بارتكاب الواقعة وأرشدت بمعرفتها عن السكين المستخدم فى الحادث.
مشاركة :