علقت صحيفة الوول ستريت جورنال في افتتاحيتها اليوم على التظاهرات المتسارعة والمثيرة، التي امتدت إلى عشرات المدن الإيرانية، وسط حملة قمعية تنفذها المليشيات الإيرانية تجاه المتظاهرين. وألقت الصحيفة باللوم على النظام الإيراني وتصرفاته المميتة في المنطقة. وقالت الصحيفة: "الحقيقة الدائمة حول الديكتاتوريات هي أن استقرارها السطحي يخفف فقط من السخط الذي لا يحتاج إلا إلى شرارة لإشعالها. لقد شاهد العالم اندلاع الاحتجاجات في إيران عام 2009 بعد تزوير عملية الانتخابات، كما شهد اليومين الماضيين اندلاع احتجاجات قوية في المدن الإيرانية، التي تكشف مرة أخرى عن تعاسة الشعب الإيراني مع نظام رجال الدين في إيران". وتابعت: "بدأت الاحتجاجات يوم الخميس في مشهد ثاني كبرى المدن الإيرانية سكانًا، وبدت ظاهريًّا على أنها تمرد ضد ارتفاع الأسعار والفساد والبطالة.. لكن سرعان ما انتشرت المظاهرات في جميع أنحاء البلاد، ونمت؛ لتصبح عرضًا أوسع من السخط ضد المرشد الأعلى علي خامنئي ونظام الرئيس حسن روحاني القمعي. لقد كان تويتر مكانًا لمقاطع الفيديو التي تظهر الاحتجاجات في مختلف المدن، وسط غضب المتظاهرين الذين يصرخون بشعارات مثل (الموت للديكتاتور)". وأردفت: "كان هناك موضوع بارز في هذه التظاهرات، هو إدانة المغامرة الأجنبية للجمهورية الإسلامية. لقد صاح الناس في مشهد: (لا غزة لا لبنان حياتنا هنا في إيران). وفي كرمانشاه - وهي مدينة عرقية كردية - صرخ المتظاهرون بالقول (انسوا سوريا فكروا فينا). لقد توفي أكثر من 500 شخص في كرمانشاه الشهر الماضي في زلزال ضخم تسبب بانهيار المباني". وتابعت: "لقد تعهد الحكام الإيرانيون للشعب بأن الإنفاق المالي من الاتفاق النووي لعام 2015 سيعيد بناء البلاد بعد سنوات من الكفاح تحت العقوبات النووية. وبالفعل الاقتصاد الإيراني ينمو مرة أخرى، ولكن البطالة بين الشباب لا تزال تتجاوز 40٪. وكثير من النمو يأتي من الاستثمار الأجنبي في تنمية الطاقة التي تبدو غير كافية. وهنا تجدر الإشارة إلى أن قوات الحرس الثوري (الذراع شبه العسكرية للنظام) تشارك بشكل كبير في الاقتصاد، وتستخدم الأعمال لتمويل عملياتها ونمط حياة النخبة". وزادت بالقول: "الإيرانيون يشعرون بالإحباط أيضًا لأن الملالي ينفقون الكثير من ثروتهم الوطنية لبناء نسخة شيعية من الإمبراطورية الفارسية في الشرق الأوسط للسيطرة عليه، كما يمول الحرس الثوري قوات حزب الله التي تقاتل كمرتزقة لدعم بشار الأسد في سوريا. كما أنها تمول المليشيات في اليمن ضد السعوديين وفي العراق لضمان النفوذ الإيراني في بغداد. إن الامبريالية الدينية مكلفة؛ إذ يواصل النظام تطوير الصواريخ الباليستية على الرغم من الاتفاق النووي". وأضافت: "يشعر النظام بالقلق، ويلقي باللوم على الأجانب بإشعال الاحتجاجات، كما أنه يرسل مليشيا الباسيجي لاعتقال المحتجين، لكن أشرطة الفيديو من طهران تظهر المتظاهرين يجلسون أمام الشرطة في تحدٍّ لحملة القمع". واختتمت بالقول: "الإيرانيون بحاجة إلى أن يعرفوا أن العالم يدعم مطالبهم بالحرية. لقد جلب أوباما العار لأمريكا عندما بقي صامتًا خلال احتجاجات عام 2009 لكسب ود النظام. ويوم الجمعة حذرت وزارة الخارجية الأمريكية بالقول: (لا يجب أن نعيد خطأ الرئيس أوباما)، وشددت على أن (جميع الدول تؤيد الشعب الإيراني ومطالبه بالحقوق الأساسية)".
مشاركة :