قال مسؤولان بقطاع النفط، أمس (الاثنين)، إن صادرات العراق من النفط الخام من موانئ البصرة الجنوبية ارتفعت إلى مستوى قياسي عند 3.535 مليون برميل يومياً في ديسمبر (كانون الأول)، من 3.5 مليون برميل في الشهر السابق.وترتفع صادرات الجنوب مع سعي العراق لتعويض توقف الشحنات من حقول كركوك بالشمال في منتصف أكتوبر (تشرين الأول)، بعدما استعادت القوات العراقية السيطرة على الحقول من القوات الكردية.ويجري تصدير معظم الخام العراقي عبر موانئ الجنوب. ويتجاوز رقم ديسمبر للصادرات من الجنوب المستوى القياسي السابق الذي بلغ 3.51 مليون برميل يومياً في الشهر ذاته من عام 2016، وهو الشهر السابق لدخول اتفاق لخفض الإنتاج قادته منظمة «أوبك» حيز التنفيذ في الأول من يناير (كانون الثاني) 2017.ونقلت «رويترز» عن مسؤول في القطاع قوله، إن زيادة الإنتاج من الحقول النفطية الصغيرة التي تطورها شركة «نفط البصرة» التي تديرها الدولة أسهمت في دفع صادرات ديسمبر إلى الصعود. لكن الزيادة في الشهر الماضي لم تعوض تماماً توقف شحنات الشمال.وقال مسؤول آخر يعمل لدى شركة «نفط البصرة»: «تتمثل خطتنا في مواصلة زيادة الصادرات من الحقول الجنوبية لتعويض فقدان شحنات كركوك».والعراق ثاني أكبر منتج للنفط في «أوبك» بعد السعودية، بطاقة إنتاجية قدرها 4.8 مليون برميل يومياً، تهدف بغداد إلى زيادتها إلى 5 ملايين برميل يومياً.كانت «أوبك» وعدد من المنتجين المستقلين على رأسهم روسيا، قد اتفقوا على تخفيض إنتاج النفط بـ1.8 مليون برميل يومياً، على أن ينتهي القرار بنهاية العام الجاري، في محاولة للتخلص من تخمة المعروض التي تكبل الأسعار.على صعيد متصل، أعلن وزير النفط العراقي جبار علي حسين اللعيبي، أمس، عن تحقيق زيادة غير مسبوقة في معدلات استثمار الغاز الخام في مشروع شركة «نفط البصرة» بنسبة 80% مع تحقيق استثمار 230 مليون قدم مكعب من حقول الجنوب وميسان جنوبيّ العراق.وقال اللعيبي، في تصريح صحافي، إنه تم تحقيق زيادة غير مسبوقة في استثمار الغاز الخام المصاحب للعمليات النفطية في مشروع غاز البصرة بنسبة تصل إلى 80% في مطلع شهر يناير الحالي.وأضاف: «وصلت القدرات الاستثمارية لهذا المشروع إلى معدل 900 مليون قدم مكعب قياسي في اليوم، وتحقيق زيادة أخرى في استثمار الغاز الخام من حقول شركة غاز الجنوب وشركة نفط ميسان تصل إلى معدل 230 مليون قدم مكعب قياسي في اليوم».وأوضح أن «هذا الإنجاز الكبير سيعزز من قدرات البلاد في تصدير الغاز السائل والغازولين الطبيعي، وسيعظم من التنمية المستدامة، ويزيد من ثقة المستثمرين بمشاريع البتروكيماويات والأسمدة، لوجود استقرار في وفرة المادة الخام لهذه الصناعات وهو الغاز المكرر».وتجري وزارة النفط العراقية منذ أشهر مفاوضات مع نظيرتها الكويتية لتصدير الغاز الخام المنتج من الحقول جنوبي البلاد الفائض عن حاجة البلاد عبر خط أنابيب، لتلبية احتياجات دولة الكويت.وأنهت عقود خام القياس العالمي مزيج برنت، العام مرتفعة 17%، مدعومةً باستمرار تخفيضات الإمدادات التي تنفذها منظمة «أوبك» ومنتجون غير أعضاء بالمنظمة في مقدمتهم روسيا، وأيضاً بطلب قوي من الصين. وتشير هذه المكاسب إلى انكماش في وفرة المعروض العالمي من الخام التي لازمت الأسواق منذ 2014.وأغلقت أسعار النفط الأميركي فوق 60 دولاراً للبرميل يوم الجمعة الماضي، للمرة الأولى منذ منتصف 2015، منهية العام على مكاسب قدرها 12% بدعم من طلب قوي وتراجع المخزونات العالمية.