يلتقي مساء هذا اليوم منتخبا الإمارات والعراق في مباراة مهمة، حيث إن الفائز منهما سيتواجد في المباراة النهائية، ويكون قريباً من اللقب الخليجي العزيز على جماهير جميع المنتخبات المشاركة في هذه البطولة، بينما الخاسر سيعود إلى بلده بعد أن تم إلغاء مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع.المنتخب الإماراتي الذي حصل على اللقب الخليجي مرتين في تاريخه يرغب بأن يعززهما بلقب ثالث، رغم أن مسيرته التهديفية في «خليجي 23» حتى الآن ربما تكون الأضعف طوال مشاركاته في بطولات الخليج؛ لأنه سجل هدفاً واحداً من ركلة جزاء، إلا أن هذا الهدف قاده إلى دور الأربعة، بسبب تماسك خطه الدفاعي، الذي لم يسمح بتسجيل أي هدف في مرماه حتى الآن، فضلاً عن تألق حارس مرماه، فبرغم أن متعة لعبة كرة القدم تعتمد على تسجيل الأهداف، فإن منع اهتزاز الشباك يسهم في تحقيق الهدف المراد في أغلب المباريات، ومباراة اليوم ستكون بحاجة للأهداف، ولا مجال فيها للتعادل؛ لأنها يجب أن تحسم بشوطين إضافيين، أو عبر الركلات الترجيحية، الأمر الذي يدعو المنتخب الإماراتي إلى تغيير استراتيجيته التي اعتمدها في المباريات السابقة؛ لأن تلك الاستراتيجية وإن كانت قد ساعدته على التواجد في مباراة اليوم، إلا أنها لم تعد تتماشى مع دور الأربعة الذي تحتاج مباراتاه إلى الحسم، وأعتقد أن مدرب المنتخب الإماراتي يعي ذلك جيداً، وربما سيعتمد على النجم الكبير عمر عبدالرحمن «عموري»، الذي يتميز بكل مواصفات لاعب الكرة العصري، عبر تمريراته الأنيقة جداً، والتي يستطيع من خلالها فتح الكثير من الثغرات في صفوف مدافعي المنتخبات الأخرى، لكن بالمقابل فإن مدرب المنتخب العراقي باسم قاسم لن يسمح ل «عموري» باللعب بشكل مريح؛ لأنه سيحاول مراقبته والحد من خطورته عبر تخصيص لاعب معين ليكون قريباً منه، لأن قاسم يعرف جيداً أن «عموري» هو محور لعب المنتخب الإماراتي، وأغلب الهجمات تنطلق من قدميه.بالمقابل نرى أن المنتخب العراقي الذي يمتلك أقوى خط هجوم في البطولة برصيد ستة أهداف وسبق له الفوز بثلاث بطولات خليجية سابقة، فإنه يرغب بأن يعزز تلك الألقاب الثلاثة بلقب رابع، وهذا اللقب بات مطلباً جماهيرياً عراقياً؛ لأن المنتخب العراقي منذ عودته للمشاركة في بطولات الخليج اعتباراً من «خليجي 17» لم يفلح في الظفر بالفوز بهذا اللقب.المنتخب العراقي الذي يشهد الآن عمليتين جديدتين غابتا عنه لسنوات عدة، الأولى تتمثل بتصاعد مستواه من مباراة إلى أخرى، وهذا ما تبين في هذه البطولة بشكل واضح جداً للجميع، والثانية أنه يمتلك عناصر بديلة لا تقل مقدرةً عن العناصر الأساسية، رغم أنه جاء للبطولة وهو يعاني غيابَ ستة لاعبين من المحترفين، لذلك أسهمت هذه البطولة في منح الفرصة لعدد من اللاعبين الجدد؛ لكي يثبتوا قدراتهم، وفعلوا ذلك بشكل رائع جداً.وإذا كان المنتخب الإماراتي يعتمد على «عموري» في تنظيم هجماته، فإن المنتخب العراقي بدأ يعتمد بشكل واضح جداً على اللاعب الشاب حسين علي، الذي حصل على لقب اللاعب الأفضل في المباريات الثلاث السابقة، وهو لاعب شاب يمتلك قدرات كبيرة وذكاءً ميدانياً، ولا يخضع للمراقبة، ولا يخشى اللعب العنيف الذي قد يستخدمه بعض اللاعبين ضده من أجل إيقاف تحركاته داخل الميدان، لذلك سيكون حسين علي هو المحور الذي يحرك المنتخب العراقي. زيدان الربيعيzalrubiaa@gmail.com
مشاركة :