اعتبر الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، أمس، أن الشعب الإيراني مقموع منذ سنوات، وأن «زمن التغيير» حان في إيران، بعد أيام من التظاهرات والاضطرابات الأكبر منذ الحركة الاحتجاجية في عام 2009. فيما حذر الرئيس الإيراني حسن روحاني بأن الشعب «سيرد على مثيري الاضطرابات ومخالفي القانون»، في وقت قتل فيه 10 أشخاص الليلة قبل الماضية في إطار الاحتجاجات المتواصلة ضد الحكومة والظروف المعيشية الصعبة.متظاهرون هاجموا مراكز دينية ومصارف تابعة للباسيج وأضرموا النار في سيارات للشرطة. وقال ترامب في تغريدة على «تويتر»، أمس «الشعب الإيراني العظيم مقموع منذ سنوات، وهو متعطش إلى الغذاء والحرية. ثروات إيران تنهب، وكذلك حقوق الإنسان. حان زمن التغيير». وأضاف «إيران تفشل على كل الصعد، رغم الاتفاق الرهيب الذي وقّعته معها إدراة أوباما»، مشيراً بذلك إلى الاتفاق النووي الذي وُقّع في عهد سلفه الديمقراطي باراك أوباما، وهو ينتقده بشدة. وعلّق ترامب مراراً في الأيام الماضية على التحركات الاحتجاجية في إيران في تغريدات على «تويتر». وأعاد نشر مقاطع من خطابه أمام الأمم المتحدة في سبتمبر معلّقاً «العالم يراقب». ومما قاله في الأيام الماضية «الأنظمة القمعية لا يمكن أن تستمر إلى الأبد». لكن الرئيس الإيراني حسن روحاني ردّ عليه قائلاً «هذا الرجل في أميركا الذي يريد اليوم التعاطف مع شعبنا نسي أنه وصف قبل بضعة أشهر الأمة الإيرانية بأنها إرهابية». ولم تفلح الدعوة التي وجّهها روحاني إلى الهدوء، وإعلانه أنه يناصر توفير هامش أكبر من حرية الانتقاد، في تهدئة الأجواء. وعاد وشدّد خطابه تجاه من سماهم «أقلية صغيرة». وحذر في تصريح نشر على موقعه الإلكتروني الرسمي بأن «أمتنا ستتعامل مع هذه الأقلية التي تردد شعارات ضد القانون وإرادة الشعب، وتسيء إلى مقدسات الثورة وقيمها»، مضيفاً أن «الانتقادات والاحتجاجات فرصة وليست تهديداً، والشعب سيرد بنفسه على مثيري الاضطرابات ومخالفي القانون». وأضاف روحاني «اقتصادنا بحاجة إلى عملية جراحية كبيرة، وعلينا أن نتحد جميعاً»، مؤكداً أن الحكومة عازمة على «تسوية مشكلات المواطنين». وكان روحاني أقر، أول من أمس، بضرورة منح السلطات مواطنيها «مساحة للانتقاد»، ومحذّراً المتظاهرين من أي أعمال عنف. وانتخب روحاني لولاية ثانية في مايو الماضي، مساهماً في خروج إيران من عزلتها مع رفع العقوبات التي كانت مفروضة عليها بسبب برنامجها النووي. وعقد الإيرانيون آمالاً كبيرة أن يؤدي الاتفاق التاريخي مع الدول الكبرى حول الملف النووي إلى انتعاش اقتصادي، لكن ثمار هذا الاتفاق لم تظهر بعد. ولليلة الرابعة على التوالي، خرجت تظاهرات جديدة مساء أول من أمس، في مدن عدة، من بينها طهران، احتجاجاً على الضائقة الاقتصادية والبطالة والغلاء والفساد. وأظهرت مقاطع مصوّرة، بثّت على وسائل الإعلام ومواقع التواصل متظاهرين يهاجمون مباني عامة، منها مراكز دينية ومصارف تابعة للباسيج (القوات شبه العسكرية المرتبطة بالحرس الثوري)، أو يضرمون النار في سيارات للشرطة. ومنذ بدء التظاهرات الخميس، قتل 12 شخصاً وأوقف مئات. ومساء أول من أمس، قتل ستة أشخاص بـ«إطلاق نار مشبوه» على هامش أعمال عنف في مدينة تويسركان (غرب)، بحسب التلفزيون الرسمي، بعد أن كانت وسائل الإعلام أشارت من قبل إلى سقوط أربعة قتلى في مدينتي ايذج (جنوب غرب) ودورود (غرب). وتؤكد السلطات أنها لا تطلق النار على المتظاهرين، وتتهم «مثيري الاضطرابات» و«أعداء الثورة» بالاندساس بين صفوف المتظاهرين. وقال التلفزيون الحكومي إن «أشخاصاً ملثمين شاركوا في الاضطرابات، وهاجموا مباني عامة وأضرموا فيها النار»، في تويسركان. وقتل متظاهران بالرصاص خلال احتجاجات في مدينة ايذج (جنوب غرب)، بحسب ما نقلت وكالة «إيلنا» القريبة من الإصلاحيين عن النائب المحلي هداية الله خادمي، الذي قال إنه لا يعرف ما إن كان الرصاص مصدره قوات الأمن أو المتظاهرين. وفي مدينة دورود (غرب) قتل شخصان، مساء أول من أمس، عندما استولى متظاهرون على شاحنة تابعة لجهاز الإطفاء، وفكوا فراملها من على إحدى التلال، بحسب الشرطة. ومساء السبت، قُتل شخصان آخران في المدينة نفسها، لكن نائب حاكم المحافظة أكد أن قوات الأمن لم تطلق النار على المتظاهرين. وجرت هذه التظاهرات على الرغم من أن السلطات حجبت تطبيق الرسائل لموقعي «إنستغرام» و«تلغرام» عن الهواتف المحمولة، في مسعى لتجنب تنظيم احتجاجات جديدة. وهذه الحركة الاحتجاجية هي الأكبر في إيران منذ التظاهرات المعترضة على إعادة انتخاب محمود أحمدي نجاد رئيساً في عام 2009، والتي قمعتها السلطات بعنف. ومساء أول من أمس، أطلقت الشرطة القنابل المسيلة للدموع وخراطيم المياه لتفريق مجموعات من المتظاهرين، الذين أطلقوا شعارات ضد الحكم في حي جامعة طهران. ووقعت اضطرابات في مدن نوراباد ودورود وخوراماباد، وقد «أوقفت السلطات مسببي الاضطرابات»، بحسب ما أعلن مسؤول محلي. وأوقف 200 متظاهر في العاصمة، وأوقف 200 آخرون في مدن أخرى، بحسب وسائل الإعلام المحلية.
مشاركة :