الدوحة - الراية: تبدأ الدبلوماسية القطرية عام 2018، برصيد كبير من النجاح والكفاءة والقدرات الاستثنائية في مواجهة أشد الأزمات الطاحنة التي عصفت بخليجنا والعالم. وتستشرف الراية أهم المسارات الحاسمة التي ستواصل فيها الدبلوماسية القطرية بتوجيهات سامية من حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، طريق النجاح في الدفاع عن ثوابت الوطن وقضايا الأمة العربية والإسلامية. وتبرز 4 مسارات حاسمة وأساسية في هذا الإطار، تخوضها كتيبة قطرية ضخمة من سفرائنا ورؤساء بعثاتنا، ومندوبينا بكافة العواصم العالمية والمنظمات الدولية، بقيادة فارس الدبلوماسية القطرية سعادة الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية. أزمة الحصار ويتصدر المسارات الأربعة، بحسب الخبراء والمراقبين، التعامل مع أزمة الحصار المستمرة منذ يونيو الماضي، بنقل الصورة الحقيقية لتطورات الأزمة الخليجية وتأكيد صمود دولة قطر في وجه الحصار الجائر والانفتاح على الحوار مع رفض المساس بالسيادة الوطنية والتمسك بوساطة دولة الكويت الشقيقة لحل الأزمة الراهنة داخل بيتنا الخليجي مهما أصابه من وهن وانكسار بسبب صبيانية دول الحصار. وثانيا، تعزيز الدبلوماسية الاقتصادية لفتح أسواق جديدة وتوسيع الشراكات أمام فرص التجارة والاستثمار مع دول العالم.ويتعلق المسار الثالث بمواقف قطر من قضايا أمتها العربية والإسلامية بينما يدور المسار الرابع، حول الدور التنموي والإنساني لإغاثة الشعوب. استراتيجية قطريةترتكز استراتيجية الدبلوماسية القطرية في أحد أركانها الرئيسية على نصرة قضايا الأمة العربية والإسلامية في كافة المحافل الدولية وأبرزها قضية القدس الشريف وتأكيد رفض قطر قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس واعترافه بها عاصمة لدولة الاحتلال الإسرائيلي في مخالفة صارخة للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة. كما تواصل الدوحة دعمها للحلول السياسية السلمية لأزمات تعتصر المنطقة في سوريا واليمن وليبيا وغيرها من مناطق النزاع والصراع بالشرق الأوسط، فيما يأتي المسار الإنساني والتنموي كركيزة أساسية في استراتيجية الدبلوماسية القطرية الداعمة للشعوب المنكوبة. وتشير تطورات العام الماضي إلى التزام ودعم الدبلوماسية القطرية لهذه الركائز وأنها لن تحيد عنها في عام 2018. تعزيز الجهود الإنسانية لصالح شعوب العالم من المتوقع في عام 2018، أن تواصل الدبلوماسية القطرية سياستها الداعمة للشعوب المنكوبة والمحتاجة عبر جهود لافتة من صندوق قطر للتنمية التابع لوزارة الخارجية. ويبرز في استراتيجية الدبلوماسية القطرية، اهتمام لافت بتعزيز الجهود الإنسانية والتنموية لصالح شعوب العالم. وتنطلق في هذه الاستراتيجية من مبادئ راسخة أبرزها أن التنمية خير علاج للقضاء على مسببات العنف والتطرف والإرهاب وأن صناعة الأمل خير وسيلة لتخفيف حدة النزاعات والصراعات التي تثقل كاهل العديد من الشعوب خاصة في منطقتنا الحبلى بالأزمات. وتحظى قطر بتقدير كبير داخل كبرى المنظمات الدولية المتمثلة في منظمة الأمم المتحدة نظرا لجهودها الإنسانية والتنموية الكبيرة في كافة أصقاع الأرض. وتثمن المنظمة الأممية الجهود القطرية لما لها من دور كبير في تجفيف منابع اليأس والعنف والتطرف، الأمر الذي يعزز من الأمن والسلم الدوليين ويمنع من انتشار آفة الإرهاب العالمية التي تشكل خطرا على كافة دول العالم. وتؤكد إحصائيات العام الماضي على مواصلة الدبلوماسية القطرية لهذا الدور بعد تربع قطر على قمة كبار المانحين لصناديق الأمم المتحدة الإنسانية وحصولها على المركز الأول عربيا في تصنيف مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية لعام 2017 والسابع عالميا. وأكد خالد خليفة، الممثل الإقليمي للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن الحكومة القطرية من أكبر الحكومات المانحة والمتعاونة مع المؤسسات الدولية والمنظمات الأممية العاملة في إغاثة ودعم اللاجئين حيث بلغت مساعدات قطر 26 مليارا و804 ملايين و578 ألف دولار. وحصلت قطر على المركز الأول عربيا أيضا في تصنيف الجهات المانحة للصناديق المتعددة الشركاء لعام 2017 والخامس عالميا. كما حصلت قطر على المركز الأول عربيا في تصنيف كبار المانحين للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لعام 2017 و19 عالميا. وشهد ختام العام الماضي، عددا من المشروعات الإنسانية والتنموية التي تؤكد على استمرار الدبلوماسية القطرية على هذا النهج الإيجابي في خدمة السلام والاستقرار في العالم، بتوقيع صندوق قطر للتنمية التابع لوزارة الخارجية لاتفاقيات ومذكرات تفاهم مع دول أفريقية صديقة لعدد من المشروعات التنموية منها على سبيل المثال إقامة طرق بطول 120 كيلومترا في الصومال بالتعاون مع هيئة أشغال، وبناء مستشفى لعلاج السرطان في بوركينافاسو بقيمة 13 مليون دولار وتعليم ما يقرب من 600 ألف طفل في مالي بدعم قيمته 40 مليون دولار.
مشاركة :