بعد الحصص مدفوعة الأجر، وبعد أن كان المدرس الخصوصي يمتهن هذه المهنة كدوام جزئي بساعات عمل إضافية، بمبالغ قد تصل إلى نصف راتبه أو أكثر، وجد نفسه أمام منافس جديد وشرس، إذ فتح عدد كبير من المعلمين الذين يعانون من البطالة حسابات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لتعليم وتبسيط المسائل الرياضية، وتعليم اللغات العالمية، ومساعدة طلاب المدارس والجامعات في تبسيط شروح بعض الكتب المقررة بالمجان ودون مقابل، وباجتهادات شخصية من أصحاب هذه الحسابات.تقول وفاء أحمد والدة طالبة في المرحلة المتوسطة: «تحتاج ابنتي إلى دروس خصوصية، لذا قررت أن أتعامل مع مدرسة خصوصية تتقاضى على 3 كتب في الفصل الواحد 5 آلاف ريال، ولا يوجد أقل من هذا السعر، إلا أن حسابات مواقع التواصل ساعدتني في توفير الكثير من المبالغ التي كنت أدفعها للمدرسين الخصوصيين».من جهتها، ذكرت آمنة سعد أن ابنة شقيقها تحصل في نهاية الترم على حصص متعددة لكل مادة، وتتعدى تكلفة الحصة الواحدة 1000 ريال، إلا أنها اكتشفت وبطريق الصدفة حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي تشرح المقررات وتعطي دروسا خصوصية بالمجان، فما كان منها إلا أن شاركت بهذه الحسابات للاطلاع على ما توفره بالمجان.وفي هذا السياق أوضحت المستشارة التربوية والنفسية الدكتورة أروى عرب أنه من المهم أن نتأكد من أن صاحب الحساب غرضه من هذا الأمر ليس تجارياً، وأن نعرف من أين يأتي بهذه المعلومات حتى لا نأخذ معلومات خاطئة، مستدركة أن فكرة المدرس الخصوصي هي مسألة سلبية للغاية، وتكشف عيوبا في أحد أمرين، إما خلل في المدرسة، أو أن هناك مشكلة لدى الطالب، ما يستوجب تدخلا عاجلا لمعالجة الحالتين على حد سواء.
مشاركة :