تتسارع الأحداث وتتسع مساحات التظاهرات الحاشدة التي تشهدها المدن الإيرانية ضد نظام الملالي وسياساته الداخلية والخارجية، ومعها كسر الإيرانيون الحواجز التي رفعها الخميني وأتباعه على مدى 39 عاماً أمام المواطن البسيط بحجج استندت على أساطير منحت الثورة الخمينية قدسية وحصانة أبدية ومبررات لممارسات القمع والاضطهاد والإفساد في الأرض. العالم أجمع شاهد ما قام به الإيرانيون من تحطيم وإحراق صور خامنئي والهتافات التي تنادي بالموت له ولنظام صادر حق الشعب الإيراني في العيش بكرامة ووضع البلاد في منطقة قاتمة بين دول العالم المتحضر، وبالتالي لم يعد خيار التعتيم الذي مارسته المؤسسة الحاكمة في طهران مجدياً لإسكات الأصوات الرافضة لممارسات نظام الولي الفقيه. ومع سقوط عشرات القتلى ومئات الجرحى في صفوف المتظاهرين برصاص قوات الباسيج والحرس الثوري واستمرار النظام بإطلاق التهديدات بقمع كل من يخرج على خرافة الولي الفقيه فإن جميع المؤشرات تؤكد أن بداية النهاية قد تشكلت في علاقة الشعب الإيراني بالزمرة المتحكمة في شؤونه، فلم يعد هناك اعتراف بشرعية خامنئي ولا جوقة الفساد التي يديرها أو إيمان بأي وعود تطلقها وسائل الإعلام الخاضعة له. ورغم أن الحراك الشعبي الإيراني شأن داخلي بامتياز إلاّ أن تأثيراته تمتد لتنهي معاناة شعوب اكتوت بنيران نظام الملالي عن طريق أذنابه في لبنان واليمن الذين قتلوا الأبرياء وجروا الكوارث على بلدانهم والمنطقة، وهو ما يفسر حال التعاطف التي تبديها شعوب المنطقة والعالم مع الإيرانيين الذين يناضلون من أجل إزالة الصورة القاتمة التي لازمت بلادهم طويلاً. الجميع يراقب ما يحدث ويترقب نتائج الحراك الشعبي خاصة وأن إيران وريثة حضارة إنسانية حولتها ظلامية الخميني إلى أكبر مصدر للإرهاب في العالم، والآمال منعقدة على قدرة الإيرانيين الخروج من هذا النفق المظلم والعودة إلى ممارسة حقوقهم وتنمية بلادهم بعيداً عن خرافة الولي الفقيه وما جرته على البلاد من ويلات.
مشاركة :