رواج معلومات عن سيناريو إيراني يتضمن استدعاء طهران بعض مجموعات الحشد الشعبي لقمع الاحتجاجات.العرب [نُشر في 2018/01/02، العدد: 10857، ص(7)]في خدمة إيران بغداد - تحولت الاحتجاجات الشعبية في إيران إلى مادة للنقاش في المطابخ السياسية العراقية، وسط تحذيرات من إمكانية أن تؤثر على العراق بشكل مباشر. ويتهم معلقون عراقيون، موالون لطهران، الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية بتحريك الشارع الإيراني ضد النظام الذي يدير البلاد منذ عقود. ويقول نجاح محمد علي، وهو إعلامي عراقي متخصص في الشأن الإيراني، إن “السفارة الأميركية في بغداد جندت حسابات حقيقية ووهمية وتتحرك عبر وسائل مختلفة للتدخل في مظاهرات إيران المطلبية وحرفها عن مسارها المشروع”. ويعتبر مراقبون هذه الإشارات بمثابة تحريض على مصالح دولة أجنبية داخل العراق. ويضيف علي أن “مظاهرات إيران بدأت عفوية استغلها أصوليون ضد الرئيس روحاني ثم تدخل الإصلاحيون وأطلق بعض أنصارهم شعارات مثل (لا غزة لا لبنان) ونجحوا في إحراج النظام”. ويقول أثيل النجيفي، وهو محافظ نينوى السابق، وسياسي بارز من مدينة الموصل، “لا يزال مبكرا الحديث عن تأثير تظاهرات إيران على نظامها السياسي، ولكن من المؤكد أن تلك المظاهرات ستلقي بآثارها داخل العراق ما لم يواجهها العراقيون بوحدة وطنية وتغليب المصلحة العراقية على مصالح دول الجوار“. وتوقع النجيفي أن “تقوم إيران بخلق أجواء مقلقة للمصالح الأميركية في العراق بالإضافة إلى محاولاتها للاستفادة من وضعها في العراق لتعزيز اقتصادها المضطرب“. وتساءل مدونون عراقيون في مواقع التواصل الاجتماعي عن سبب غياب أي موقف عراقي رسمي أو سياسي من الاحتجاجات الإيرانية، مقارنة بالاحتجاجات البحرينية، التي عبرت أطراف سياسية عديدة في العراق عن دعمها لها، فيما تتجاهل وسائل إعلام معظم الأحزاب الشيعية جميع أنباء التظاهرات التي تخرج في مدن إيرانية عديدة. وراجت في مواقع التواصل الاجتماعي معلومات عن سيناريو إيراني يتضمن استدعاء طهران بعض المجموعات العراقية المسلحة، لـ”قمع الاحتجاجات”، في ظل أنباء عن رفض أجهزة أمن إيرانية رسمية القيام بهذه المهمة، لكن عضو المكتب السياسي في حركة عصائب أهل الحق، الموالية لطهران، محمود الربيعي، نفى هذه الأنباء. وقال إن إيران “لن تحتاج منا أو من غيرنا التدخل”. ولا يتردد ساسة عراقيون في الدفاع عن إيران. ويقول رزاق الحيدري النائب في البرلمان العراقي، عن منظمة بدر التي يتزعمها هادي العامري، إن “إيران هي البلد الأكثر ديمقراطية في المنطقة”، منتقدا تناول الإعلام العربي لحركة الاحتجاج في إيران بوصفها “ربيعا”.
مشاركة :