حدث كروي صعب لن تنساه ذاكرة الملاعب السعودية، ولم يفارق أذهان محبي "فارس الدهناء" حتى اليوم، بعد السقوط الموجع للنادي العريق، فكانت قضية هبوطه إلى دوري "ركاء" قضية رأي لم تغادر طاولة النقاش طويلا بل وصل التعاطف مع الفريق الكبير نحو المطالبة بزيادة عدد أندية دوري عبداللطيف جميل إلى 16 فريقاً كي يظل بين الكبار. اسم الاتفاق اقترن كثيرا بأول الانجازات والأفراح السعودية في المحافل الخارجية على الصعيدين الخليجي والعربي، بل أن "ابن الاتفاق" والمدرب الوطني السابق خليل الزياني، لايزال واحدا من أهم الأسماء الرياضية في تاريخ الكرة السعودية، بعد قيادته الفنية للمنتخب السعودي لانجاز صاغ اسم "الأخضر" بحروف الذهب في القارة الآسيوية في العام 84م في ملاعب سنغافورة. نجوم أفذاذ ومواهب كروية مبدعة عرفتها الكرة السعودية بالقميص الاتفاقي، فظل "فارس الدهناء" منجما للنجوم حتى اليوم ومصدرا أولا لدعم الأندية الأخرى بنجومه بعد عصر الاحتراف والعقود الباهظة التي باعدت بين الاتفاقيين ونجومهم الشابة، ولعل ذلك من أهم أسباب الهبوط التاريخي في الموسم الفارط نحو دوري "ركاء". إدارة الاتفاق بقيادة الرئيس الخبير عبدالعزيز الدوسري نالت النصيب الأوفر من التقريع واللوم على هبوط الفريق الكبير إلا أن خبرة وتمرس الرئيس الاتفاقي العتيق كان لها اليد الطولى في التعامل مع واقع الاتفاق بهدوء وحكمة، بعيدا عن العواطف والوقوف على الأطلال، ما ساهم في تهيئة الفريق معنويا لبدء مرحلة جديدة، فكانت البداية القوية في دوري "ركاء" والمزاحمة على الصدارة، تأهبا للعودة السريعة في الموسم المقبل لمكانته المعهودة بين الكبار، كواحد من الركائز الأساسية في الكرة السعودية، على الرغم من مشواره الشاق والطويل الذي سيقضيه في تجربته الأولى في دوري "ركاء".