الغضب الإيراني يزداد والمستقبل غامض .. ماذا بعد سقوط نظام الملالي؟

  • 1/2/2018
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

تزايد أعداد قتلى المظاهرات الإيرانية مع دخول اليوم السادس لاندلاع المظاهرات في جميع المدن الإيرانية ضد نظام الملالي.وتدل المظاهرات على أن الشعب الإيراني بدأ يكشف عن غضبه من كل التيارات سواء من المحافظين والمعتدلين، إضافة الى المرجعيات الدينية، بما يؤشر على احتمال سقوط النظام.ومع تصاعد الغضب لليوم السادس لن يكون بإمكان نظام الملالي الهروب إلى ما لا نهاية من تكلفة هذا الغضب الشعبي، خاصةً وأن الملفات العالقة ستبقى موجودة حتى لو توقفت المظاهرات، وأبرزها وجود مئات الآلاف من المعتقلين، والتدخل العسكري في دول عربية، وتفشي الفساد في كل الدولة الإيرانية، ووجود مظالم لقوميات وأعراق وأديان ومذاهب. وعلق الاتحاد الأوروبي أمس الاثنين لأول مرة على المظاهرات، حيث طالب بحق الإيرانيين في التظاهر، ولكن رأى معارضون إيرانيون أن هذا موقف غير كاف، أمام الدموية التي يدير فيها النظام الموقف. ويحاول النظام الإيراني تصوير المظاهرات بكونها تعبيرًا عن الوضع الاقتصادي وحسب، وهذا تضليل كبير إذ إن هناك شعوبًا كثيرة لديها مصاعب اقتصادية، لكنها لا تنتفض بوضع السلطة. وبالنسبة إلى ما يتعلق بالنموذج الإيراني فهو يرتبط بمظالم عميقة داخل المجتمع الإيراني، واضطهاد لكل المكونات، وبسبب تورط إيران في حروب في كل مكان في العالم. وتغاضت منظمات حقوق الإنسان الدولية والإقليمية عما يجري في إيران، وهو ما أثار التساؤل “لماذا تسكت كل هذه المنظمات حتى الآن على ما يجري من قتل وجرح واعتقالات؟، لأن هذا يدل على ازدواجية المعايير لدى هذه المنظمات. كما أن تورط النظام الإيراني في جرائم القتل والإرهاب في سوريا والعراق ولبنان واليمن، له ارتداد أخلاقي، فلا يمكن للدولة التي تقتل، أن لا ترتد عقيدتها الإجرامية على بنيتها الداخلية، يدل على ذلك لجوء النظام لذات الوسائل في إدارة الموقف. وفي الماضي قدمت ثورة الخميني نفسها على أنها ثورة تصحيح وتغيير، وتورطت في مشاريع فوضوية وها نحن نرى “ثورة على الثورة” ولا يمكن الاستخفاف بدوافع ما نراه، ولا يجوز أن يتم تقييم المظاهرات من حيث عدد المشاركين وحسب، بل يجب قراءة عدد الصامتين الذين يشاركون المتظاهرين الموقف ذاته. ويأتي اتهام النظام الإيراني للمملكة بأنها تدير هذه الثورة والمظاهرات والاحتجاجات، ليكون جائرًا جدًا، لأن المملكة في الأساس لا تتدخل في شؤون الآخرين، وهذه الاحتجاجات تعبير عن مظالم داخلية متراكمة منذ عام 1979.والدليل على ذلك أن عدد الإيرانيين الذين خرجوا من إيران، من طبقة المتعلمين ورجال الأعمال، كبير جدا، خلال العقدين الفائتين، ومن المتوقع مع هذه الأحداث حدوث هجرات جديدة، تخوفًا من سقوط النظام نهاية المطاف.

مشاركة :